الفصل السادس مكتوب

5.6K 94 20
                                    

داخل الغرفة الفخمة،،

تدور حول نفسها وهاتفها في يدها إلى أن ألقت به فوق الفراش وابتسامة سافرة بالسخرية ترتسم على ملامحها... أخيراً، ها قد تخلصت من ابنته تلك.. الهم الجاثم فوق صدرها!

تلاعبت عيون نادرة ونظرتها تتلون بالخبث تهزأ مما سيحدث عندما تعلم الصحافة بأن سيف المالكي -الإعلامي الواعد- قد تراجع عن زواجه المرتقب من فرسان دحية.... هذه المعلومة لا تفوّت، وخاصة أن مهجة المالكي -والدة سيف- بذاتها هي مَنْ أبلغتها الآن عندما اتصلت بها تلومها أنها جلبت لها هذا الصباح معلومات ناقصة بشأن الوصية.

عادت نادرة تهمهم بشراسة تلتهم الموقف لصالحها: "إذاً، الصحافة..."

لكن الكلمة استوقفتها لتراجع الموقف بأكمله فجأة، إن التجمعات المطالبة بالتغيير العادل تتدفق بالميادين وهي أهم الأخبار هذه الفترة... بل أن كل الصحافة منتصبة مستنفرة لأي حدث جديد وبالطبع في خضم ذلك لن يحوز خبر فرسان بالضجة المرجوة.... لكن هناك أقارب لراشد قد يهمهم مثل هذا الخبر، بل قد يسعدهم حتى ويفتح أمامهم الباب لوضع راشد في مشكلات جمة معهم، خاصة أنه سبق ورفض أبناء عمومتها كأزواج محتملين... وبالطبع حبيبة قلبه فرسان ستكون محط ازدراء مثل هؤلاء الجهلة المتخلفين،، بما يتيح لها -نادرة- التصرف خلال الفترة القادمة فتقتطع من الشركات ما تريد من الأموال ما يكفي لتموّل وتنفذ مشروع أخيها... إن بضعة مئات الألوف لن تكفيه! عليها بالملايين إن أرادت بناء المحطة الفضائية التي يحلم بها!

ولكنه يجلب أيضاً الملايين... بل يكفيها الإعلانات فقط كي تغطي مصروفات التأسيس من أول شهر، إن الموضوع يشغلها منذ فترة والآن بات كل شيء متاحاً أمامها... لو أغرقت الجميع بالمشكلات سوف تثمر خطتها كثيراً ويكون النصر حليفها والأموال الطائلة ربحها.... وعودة عائلتها للطبقة المخملية ستكون حتمية، والأهم... الخلاص من تحكمات راشد بها!

********

في غرفتها، دلفت أسوار محطمة الأعصاب... مختنقة من الجميع ومن نفسها أيضاً،، هل من الخطأ أن تهتم بذاتها ولو قليلاً؟!

بدأت تتحرك لحمامها الصغير لتبدل ملابسها بمنامة قطنية مريحة ذات لون خوخي، منامة ثقيلة تحمل معها الدفء في هذا الجو البارد... بينما تحاول تجاهل اللوم الذي تشعر به، المضحك بالأمر أن في حين عقلها يحييها على إفراغها لبعض ما بداخلها.... نفسها تلومها أشد اللوم أن مَنْ تلقى عتابها كان جسور وفرسان! بل أن نفسها تحثها على العودة للاعتذار منهما... وقد اختلق قلبها الأعذار بالفعل!
فرسان؟ لابد أن النسيان ليس بيدها، إنها دائماً تراعي الجميع.. وحس المسئولية يجعلها تهتم بكل مَنْ حولها....
وجسور؟ أجل... في الكثير من الأحيان لا تفكر سوى بنفسها، خاصة حين تلجأ للخيار... إما أن تجرح نفسها أو الآخرين، لكنها على الأقل كانت تستعد للذهاب.

ورغم تناقض المشاعر داخلها، لا استطاعت الهرع نحوهما... ولا البقاء غاضبة منهما.... إنها فقط غارقة في الحسرة، إنها لا تعرف حتى كيف تهتم بنفسها فكيف تنتظر الاهتمام من أحد غيرها؟! كيف تنتظر أن يعاملها أحدهم كإنسانة وهي حتى لا تشعر أنها واحدة وسطهم... فقط قطة ضالة يشفقون عليها!

عبث أسألك [الجزء الأول من سلسلة حد العشق]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن