لؤي :بداية النهاية.

91 24 6
                                    

"It just a dream, wake up and make it real",
كان هذا صوت منبهي أو رنته اعتدت على هذه منذ زمن، لا أعلم أشعر بأنها تجعلني نشطا، لكن هذه المرة لم تجدي نفعا معي، الساعة الثامنة و النصف صباحا، رغم كسلي الدائم إلا انني دقيق في مواعيدي، استعددت جيدا للذهاب إلى الطبيب فقط بالنسبة لمظهري الخارجي، لكن عقلي لا يصمت من تفكيره الصاخب المتشائم، خرجت من منزلي، الساعة تشير للتاسعة و خمس دقائق، لقد نسيت مفاتيح سيارتي على غير عادتي، وصلت إلى نفس العنوان الذي أحمله، العيادة في الطابق الثاني، درجات السلم تلك كانت كجبال تتسلقها قدماي المتهالكتان ،وصلت، فتحت الممرضة بعد إلحاح طويل من طرق الباب، قاعة الانتظار كانت فارغة، إلا أن الممرضة تلك طلبت مني الانتظار قليلا بحكم وجود مريض قبلي عنده، نظزات تلك الممرضة اجعزتني، اعتقد انها مهتمة بي، "سيد لؤي عبد الودود صحيح "، كان السؤال منها، "نعم أنا هو." "اسم جميل،" كنت أعلم أنها تريد الحديث معي من خلال هذا، لم أطق سماع أي كلمة خصوصا في هذه الفترة، فقلت متهربا :"شكرا، لطف منك، هل استطيع الدخول الآن؟"،اجابت :"لا لم يخرج السيد بعد، عفوا منك، هل أنت أعزب.؟"
_" عفوا!!؟، نعم أعزب"، _" غريب، شخص بجسمك الرياضي و ملامحك الحادة هذه، اعزب، "_" شكرا مرة أخرى. "_" أعلم أن كلامي هذا مزعج بالنسبة لك، لكن انا عازبة أيضا، سبق لي الارتباط من قبل دون جدوى، "_" ما الذي تقصدينه بدون جدوى، كلهم خائنين و لا يأخذون بيدك نحو الحلال ما أعنيه أن علاقتهم بنا ليست سوى علاقات عابرة، و ما أريده أنا تكوين أسرة، أعلم أني أطلت عليك، تبدو مرهق، لا أعلم لكن ارتحت لك، خذ هذا رقمي إن أردت يوما، أنا في الخدمة، يمكنك الدخول الآن، الطبيب بانتظارك."
خطواتي المتثاقلة تلك جعلتني أبدو ثملا، و بصراحة لم يسبق لي زيارة طبيب منذ أن كنت طفلا، رائحة العيادة الخاصة تلك ترعبني، جلست على الكرسي المقابل للطبيب بعد إذن منه،" في الواقع، أنا لا أحب أبدا زيارة العيادات و المستشفيات، لهذا أنا ارتبك "، ضحك مزيحا نظارته من عينيه :"صدقني يا بني، لا أحد يفضل ذلك، ها أخبرني بخصوص حالتك؟" _"منذ يومين تقريبا و أنا أنزف دما من حلقي، دون ألم فيه، لكن أشعر بإقتباص داخل أمعائي، وحتى كمية الدم تلك كانت هائلة، و البارحة قد حدث معي هذا مرتين خلال فترة قصيرة. أخذ الطبيب يقلب جسدي و ينظر إلى ثم قال :"لا استطيع إخبارك بأي شيء الآن، سأعطيك تحاليل تقوم بها و تأتي بها إلي، لأن كهكذا حالات تحتاج لرؤية ما بالداخل، لا تقلق كل شيء سيكون على ما يرام، حفضك الله."، خرجت من عنده مرتاحا نوعا ما، و لا أعلم السبب، وجدت الممرضة بإنتظاري سألتني عن حالتي، فأجبت بالاشيء، ثم أخبرتني اسمها" خلود". طول مسافة الطريق و أنا أفكر بما قالته لي، طول حياتي و أنا أتحاشى العلاقات و الحب، لماضي البائس، لكن كلامها ذاك جعلني أذكر الكثير، الكثير من ماضي الأسود.

رسالة انتحار ( الظل الاسود) Black Shadowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن