لؤي :تفاصيل لم تذكر.

48 10 27
                                    

في الصباح جاءت سما لتقلني إلى المستشفى، لا أعلم إن كانت تلاحظ هذا في، لكنني كنت أشعر بسعادة كبيرة و أنا أراقبها بجانبي، أردت كثيرا أن أفاتحها بمضوع نهلة و ما حدث البارحة، لكنها لم تجعلني أفكر كثيرا لتقول :"لؤي، أعلم جيدا أنك طلبت مني ألا أسئلك هذا لكن، سأفعل، هل تحبني يا لؤي"، نظرت لها و أنا أتفحص ملامحها و عينيها، و هي تنتظر جوابي على أحر من الجمر، "لا داعي لأن تقلقي أبدا، لن أجيبك الآن، لأنني أريد منك أن تعرفي الكثير مما تجهلينه عني، من الآن لن يكون هناك أسرار أو غموض بيننا، ستعرفين كل شيء، لنذهب لحديقتنا المعتادة، سأخبرك كل شيء".
وصلنا إلى مكاننا المفضل حديقة السلام التي كان لقاءنا أو موعدنا الأول فيها، فتحت هي الموضوع قبل أن أستجمع أنا قواي لأتحدث، فما سأقوله لها يمكن أن ينهي كل شيء، _" نحن هنا الآن يا لؤي، كما أردت، هيا أخبرني"،_" أولا عديني أنك لن تكذبيني بشيء و ألا تصرخي؟ "_" أنا أثق فيك أكثر من نفسي، و بخصوص الصراخ، أعدك أنني لن أفعل حتى لو لازلت أجهل الداعي له، تفضل، "_" تعلمين صحيح أنني كنت أشغل منصب مصمم رقصات قبل مرضي هذا، و اشتهرت مؤخرا و ذاع صيتي، لكن كل هذا لم يكن محض الصدفة أقصد، أنني سلكت سلوكا غير سليم للحصول على هذا ".
لؤي :غلطة العمر.
عملي هو الجزء الوحيد الجيد في حياتي، و ها أنا أخسره الآن، مديري يهددني بالطرد إن لم أجد رقصة جديدة تشعل منصات العالم، يا إلاهي إلى أين سأذهب، و من سيحتاج فاشلا مثلي للعمل لديه، لا، أبدا لا يمكن أن أسمح لهذا أن يحصل، سأفعل أي شيء كلا أخسر عملي هذا، سأفعل المستحيل.
بقيت ليلتي كلها، و أنا أفكر في حل لمأزقي، مديري من هنا و عقلي البائس هذا الذي لا يساعدني في أي شيء سوى الكلام الزائد، عندها تذكرت شيئا، أن أحد معارفي أخبرني يوما عن موقع "الأنترنت المظلم أو the deep web" ،و قال أنني أستطيع أن أجد فيه أي شيء أريد الحصول عليه، بالرغم من أنه لا يمكن أن أجد غايتي هنا، فما دخل الرقص و الفن في موقع أسود كهذا، لكن في وقت حاجتك ستلجئ لأي شيء، للدخول لهذا الموقع عليك أولا أن تكون متنكرا و لا يجب أبدا أن تظهر هويتك أو أي شيء يخصك، حتى لا تثير المشاكل لنفسك، تحت أمر نظام الدولة الإلكتروني الصارم، فهذا ممنوع على معظم دول العالم و يعاقب مقترف خطأ الدخول إليه، كأي مجرم من عالم الإجرام الواقعي، لذا فتحت إيميلا مستعارا، و اسما إفتراضيا آخر، و أدخلت بيانات خاطئة عن نفسي، لا أنكر أنني كنت خبيرا في هذا منذ أعوام، لذا لم يكن بالشيء الصعب بالنسبة لي، في أول استقبال لي في هذا الموقع عرضت على الكثير من الأسئلة كهل تؤمن بأنك موجود أو ما شابه؟ أسئلة كثيرة فلسفية نوعا ما، تخطيتهم جميعا، بعدها وجدت أن هناك غرفتين على هذا العالم الافتراضي غرفة سوداء و غرفة حمراء، لكل منها أعماله و ما تحتاجه فيه حسب طلبك، دخلت الغرفة السوداء، لأن الغرفة الحمراء كانت مختصة بعالم الإجرام و التهريب، و الأشياء الغير القانونية الأخرى، لنقل أن كل شيء غير قانوني هنا، لكن غايتي ليست كذلك، بقيت أبحث في تلك الغرفة، الكثير من الأسماء الغريبة و الصور المرعبة و حتى هناك عروض بتأجير أشخاص و أشياء، حتى و جدت صورة بلونين أسود حالك و أحمر ناري عليها كتابة تقول :"أتحتاج للنجاح إذن تعال إطلبه من هنا"، دخلت على الرابط، و حولت مباشرة لصفحة التواصل، في الأعلى كان فيها إسم "M.S"، لم أفهم الترميز جيدا و لم يهمني حتى، بعثت له رسالة ضغيرة تحمل أهلا، رد مباشرة ليقول:"هل أنت جديد هنا؟" أجبته :"لا أملك العديد من الأسماء هنا"، قلت له هذا كي لا يعتبرني مجرد تافه يحاول تمضية بعض من الوقت، أجاب :"تريد النجاح؟" _"نعم أريده بالفعل. "_" هل ستتعاهد مع سيدي؟ "_" سيدك؟؟ من؟ "_" سيدي هو من يمنحك النجاح"، _" نعم سأفعل، لكن كيف؟ "، _" خذ هده الصور فكر جيدا و حل هذا اللغز، إن تمكنت منه، فقط يمكننا مساعدتك"، الصورة كانت تحمل لغزا إلكترونيا اعتدت عليه من خلال شغفي بهذا المجال، ذكرني كثيرا بأحد أفلام الهكرز التي شاهدتها سابقا، هذا اللغز عبارة عن رقم إن فككت شيفرته و حولته إلى كلمة سأتمكن من الدخول لبريده الداخلي، في عالم الإلكترونيات لكل رمز أو رقم حرف أو ربما حتى كلمة، حللته ببساطة، و عنها فقط تمكنت من الدخول إلى عمق صفحت "M.S" ،_"أهلا بك في عالمي، كل ما تطمح للوصول إليه ستحصل عليه، "_" حسنا، ماذا الآن؟ "_" هل أنت مخلص لأفكارك السيئة"، _" أفكاري السيئة؟؟ لم أفهم. "_" هل أنت تجد نفسك جيدا؟ "_" لا، لست كذلك"_" حسنا، إليك هذا العنوان، تعال إلى غدا و لا تأتي مكشوفا، لا تخبر أحدا و إلا أتباعي سينهون حياتك "_" حسنا سأفعل "_" غدا على الثامنة و النصف ليلا لا تأخر و لا حتى بثانية "_" موافق".
في الغد ذهبت مباشرة للعنوان، وجدت صعوبة في إيجاده، كان المكان شبيها لنوع ما ببيوت ساحرات ديزني، لا أعلم كيف وجدت هذا الوصف السخيف له، لاكن هذا ما كان يبدو عليه، وجدت شخصا من البعيد يلبس قناعا مثلي، قناعه أسود ذو شكل أسد، أما قناعي فعادي دون شكل و أبيض، _"M. S"،_"نعم هذا أنا، هل أخبرت أحدا أنك ستأتي إلى هنا"_" كلا، لم أفعل "_" إذا إتبعني"، _" سيتحقق كل شيء لكن ستدفع مقابل هذا"_" بالطبع كل ما تريده، فقط أريد أن أحقق غايتي"_" حسنا ماذا تريد؟ "_" أريد أن أصمم رقصة جديدة، أنا مصمم رقصات و مهدد بالطرد إن لم أفعل "_" أتريد هذا أن يكون باطنيا؟ "_" عفوا لم أفهم"_" أتريد من عقلك أن يمنحك هذه الهبة و الرقصات؟ "_" نعم"_" حسنا، إجلس هنا و أغمض عينيك و لاتذكر أبدا إسمك حتى في عقلك و في صمت، فقط ركز على هدفك "، فعلت ما طلبه، كنت أسمعه يقول كلاما لم أميزه، حتى قال :" إفتح عينيك، كل شيء سيحدث لك في الليل على شكل حلم، فقط إنتبه و سجل الحركات، لكن تذكر جيدا أنك لم تقل إسم خلال الثواني الماضية"، _" لا، لم أفعل، خذ هاهو ما طلبته من المال. "_" حسنا، إذهب الآن و لا تخبر أحدا بما حصل هنا ".
وبعد هذا حدثت معي أحلام كثيرة كانت السبب في نجاحي و شهرتي و حب مديري إلي، لكن ما أثار رعبي هو أنني رأيت نفسي و كأنني كنت أنا في تلك الأحلام فقط الإختلاف في العينين، عانيت بعدها من تشنجات أثناء الليل، لذا لجأت إلى" M. S"و أخبرته كل شيء، عندها سألني مجددا :"هل ذكرت إسمك أثناء الحصة"، فكرت قليلا و قلت :"فعلت، لكن لم أرد هذا و كأن عقلي أو قوى ما دفعتني لفعل هذا" _"لا، لما انصعت لهذا، هذا يسمى رد فعل معاكس عندما يطلب منك ألا تفعل شيء لذا عقلك يوهمك على أن تفعله غصبا "_" هل هذا سيء؟ "_" سينتهي كل شيء فقط إن أراد هو أن ينتهي، لكن إن لم يفعل فستنتهي أنت"_" من؟؟ "_" ظلك"_"ماذا؟ أتمزح. "_" الظل ليس كما نعتقده جميعا، هو ليس جزءا وهميا منا فقط بل هو أعظم من ذلك، إن أراد بإمكانه أن يعرضك لأشياء فضيعة، "_" لكن كل هذا حدث بسببك، إذن ما دخل الظل؟ "_" أتذكر أنني سألتك أولا بالعهد بالإخلاص لسيدي، سيدي هو الظل، ظلي، هو ليس مجرد تابع بالنسبة إلى بل مرشدي و سيدي، لذا أخبرتك من البداية ألا تذكر إسمك لأن ظلك يحمل إسمك الذي يناديه عقلك الباطن في وقت صمتك "_" كيف سأجعله بصفي أقصد كما يفعل معك أنت "_" ليس الخروج من اللعبة سهل مثل الخول فيها، لا يمكنك هذا أبدا لأنك سبق و أن حققت هدفك الشهرة،"_" أريد أن ينتهي كل هذا سأعطيك ما تريد"_" خطأ عند تحويل الرسالة السيد "M. S" لم يعد موجود، حولت مباشرة من الصفحة هذه إلى الصفحة الرئيسية كغريب و لم أتمكن من الدخول مجددا لموقعه، ذهبت كالمجنون إلى نفس المكان الذي قابلته فيه، و بالطبع لم أجده ،اختفى أثره، كنت دائم الذهاب إلى هناك دون جدوى، بعدها تغير كل شيء لم تفارقني التشنجات و الكوابيس في الليل، حتى أنني أصبحت أستعمل مخدرا طبيا لأنام، لكن لم يفعل أي شيء معي، أصبحت أخاف قدوم الليل و أرتعب من غروب الشمس، دفعت ثمنا بعد شهرتي، و الثمن كان أنا.
"هذه كانت قصتي من البداية، ألم تلاحظي شيئا غريبا في" _"غريبا كماذا؟ لا، لم أفعل"_" إذن أنظري للأرض الآن، لكن بدون صراخ"،_" ممذا كيف ظلي فقط، أين خاصتك، ربما هناك خطب ما لتغير المكان، لا، لا يمكن أن يحدث هذا غير معقول"_" شششه إهدئي،لا داعي لتغيير المكان هذه أصبحت حقيقتي أنا لؤي بدون ظله الآن، أعلم أنه من المستحيل لشخص عاقل أن يصدق هذا لكن هذه هي الحقيقه هذا ما أنا عليه، لا يمكنني أبدا نكران هذا و تجاهله، أصبحت أخشى الخروج في وضح النهار كي لا أثير نظرات أو فزع الآخرين حولي، لم يعد يهمني شيء سما، فأنا لم أعد موجود من الأصل ليس فقط ظلي، تعلمين أمر مرضي كل ما أردته مصارحتك. "_" أنا أصدقك، أصدق كل شيء قلته لي، و كيف لا أفعل، بعد أن رأيت هذا، أنت تظهر كالشبح بهذا المنظر، أريد أن أطلب منك شيئا، "_" تفضلي"_" انتظر قليلا هاهي، هذه كامرتي الخاصة أحملها معي دائما لأصور أي شيء يثير انتباهي، أريد أن آخذ لك صورة. "_" أنتِ تريدين التأكد من أنني لست شبح صحيح، لا داعي لأن تخجلي يمكنك هذا مع أنني أبدا لا إخب الصور"، _" شكرا، حسنا، أنظر الي، ها هي انتهينا "، _" ها ما رأيك هل ظهرت بالصورة"_" نعم، أنا آسفة رجاءا لا.... "،_" شششه أخبرتك لا داعي لهذا "_" لم تجب على سؤالي الأول! "_" نعم، صحيح خذي هذه الورقة لا تفتحيها الآن عندما تصلين لبيتك إقرئيها، و ستعرفين كل شيء"، _" بفارغ صبر ،سأفعل".

رسالة انتحار ( الظل الاسود) Black Shadowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن