لؤي :ما قبل النهاية.

82 19 15
                                    

ذهبت لمخبر التحاليل، أخذ مني المخبري جرعة من الدم، وأخبرني أن أعود بعد ساعتين من أجل النتيجة، لم أستطع الذهاب إلى بيتي، فبقيت في سيارتي أنتظر الموعد، و بدأت أكتب.
نجاة بنت النسب ٢٠١١ :
كانت زوجة عمي جد لطيفة معي طوال اليوم، لم أقم بأي شيء لا في المطبخ و لا في أي مكان، الخدم كثيرون في المنزل، أعتقد أنني سأرتاح هنا في هذا البيت، بقيت في غرفتي أنتظر ،تفقدتها جيدا ،كانت صورة حائط معلقة تجمع عمي بزوجته، و صورة أخى بجانبها لجدي الأكبر، لكن أثار انتباهي عدم وجود أي صورة لأدهم، أيعقل أنه لا يحب التصوير؟! نعم يمكن حتى انا لا أحب. تأخر الوقت و أدهم لم يعد، رغم أنه لم يكن بجانبي منذ زواجنا، لكنني أشعر بالوحدة من دونه، نزلت لمائدة العشاء تلبية لطلب عمتي، الجميع هنا من غيره هو، أنهينا عشاءنا من دونه، و لم يسئل أحد عنه، ربما لأنهم يعلمون أين هو، ما عداي. ذهبت للمطبخ بعد أن تأكدت من دخول عمتي و عمي لغرفتهما، وجدت الخالة هناك التي تشتغل عندهم منذ زمن، _"أهلا خالة، كيف حالك؟"،"مساء الخير يا سيدتي، لما أنتي هما، اصعدي و ارتاحي. "_" لا تناديني بسيدتي، يا خالة، يمكنك بمناداتي بإسمي نجاة. "_" تعودت هنا على سيدي و سيدتي لهذا!،اخبريني أتحتاجين شيئا"، _" لا يا خالتي، أنا فقط لا أشعر بالراحة هنا، رغم أنني أملك كل شيء، لا أعلم سبب انزعاجي و ضيقي هنا،."_"يا بنيتي، الفتاة في أول أيام زفافها، تشعر أنها غيرت عالمها و ليس فقط أسلوب حياتها، لذا أنت كذلك الآن. "_" ربما ،أخبريني، هل أنت من تكفل برعاية أدهم؟ "_نعم، فعند و لادته، مرضت سيدتي كثيرا، كانت حمله صعبا عليها، لم تقدر على الوقوف على قدميها حتى بعد مرور أشهر على وضعه، لذا كنت أنا أما ثانية له،" _"أكان شقيا؟ "، _" أدهم كان على عكس كل الأطفال بني جيله، هادئا، و لا يعذب أحدا، و لا يلح في الطلب، كان لا يبكي إلا عند الحاجة، و لا يلعب مع أترابه، كان غريبا نوعا ما، يحب العمل و الخيل، حتى أنه كان يرافق أبيه في سفراته العملية، "_" غريب، و لحد الآن لم يتغير. "كان الحديث معها جميلا، على الأقل عرفت القليل عن زوجي الغامض، أردت أن أعرف المزيد عنه لكن الوقت تأخر، لذا تركتها تذهب لترتاح، فالليل راحة الأبدان. صعدت لحجرتي، استلقيت على السرير و أخذت أرقب الباب، ساعة و ساعتين و لم يأتي بعد، و ما يثير قلقي هدوء الجميع، فلم يسئل أحدهم عن غيابه، الساعة الثانية إلا ربع ليلا، أين يمكن أن يكون؟، بدأت التساؤلات تستولي على عقلي، حتى دُق الباب برفق و فُتح، كان هو، لم يتفوه بكلمة دخل الحمام، اغتسل و غير ملابسه ثم نام، بدون أن ينظر حتى إلى عروسه التي تسكن معه نفس الغرفة، لما كل هذا التجاهل منه على أقل تقدير عليه أن يطمئنني عنه، لكن ماذا سأقول، أخبرني أنه لن يكون زوجي إلا بالعقد و أمام العالم، و هذا عقابك يا نجاة أن تكوني زوجة و في نفس الوقت بنتا بكرا.
في صباح اليوم التالي، استيقظت قبله، و هذه أول مرة أفعل فيها ذلك منذ قدومي لهذا البيت، جهزت نفسي و نزلت بسرعة، حتى أنني نسيت شالي لأغطي به رأسي، فتحت باب الغرفة من دون أن أطرقه، أخذت حاجتي و نزلت بسرعة البرق بعدما رأيته أدهم كان......

رسالة انتحار ( الظل الاسود) Black Shadowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن