لؤي :بداية النجاح

163 32 48
                                    

جاء اليوم الموعود، اليوم الذي سيقرر مصيري في العمل فإما سابقى و اشتهر بقوة او انسى كل شيء عن عملي و انصرف حفاظا على ماء وجههي، حضرت فتياني جيدا و وعدتهم بالأفضل إن قدموا الأفضل، نفس الحركات هاهي الآن أمام الجمهور او دعوني اقول العالم ككل ، منحنى مديري اسبوع لا غير بعد العرض كانت الايام كالسنين بالنسبة لي و انا أقرب على المواقع و كل مكان عدد المشاهدات،عدت إلى شقتي بعد العرض الذي أقيم بدبي عاصمة الفنون كما القى عليها، وضعت جسدي المنهك على سريري و انا استرجع قصة نجاة بنت النسب مجددا.
نجاة بنت النسب ٢٠١١
دنى أدهم من نجاة فبدأ قلبها يخفق حتى كاد يخرج من قفصها الصدري، لاكنه اخذ السكين الذي كان بجانبها على طبق الفواكه، و أصاب يده بجرح عمدا، نظرت إليه برعب، أهو مجنون؟ هذا ما كان يدور في بالها لكنها اكتشفت انه ليس كذلك بل هو اعقل مما يمكن أن يكون عليه العاقل، عندما عرفت أنه فعل هذا حفاظا عليها و على عفتها، بعدما مسح دمه في منديل ابيض من القماش و أخبرها ان تعطيه للنسوة اللواتي ينتظرن بفارغ صبر دليل عذريتها و بكارتها، نظر نحوها أدهم دون أن يدقق في تفاصيل وجهها قائلا بصوت مرهق :"اعلم انه صعب عليك هذا، لكن آمل أن تفهمي انه أصعب بكثير بالنسبة لي فحتى انا لم يؤخذ برأي في هذا القرآن، ما حصل حصل، المهم الآن أنا ساخرج من الباب الثاني و لا تقلقي سأعود قبل صباحيتك، طابت ليلتك".
أهذا ما كانت تتمناه نجاة زواج بدون زواج؟ ان كانت ترفض ارتباطها اذن هذا انسب بالنسبة لها لما هي اذا حزينة لما دموعها تكسو ردائها و لما هي ليست سعيدة ان كان هذا ما تريده؟ تلك الأسئلة صنعت ضجة في عقل نجاة الفتى الهادئ و تعالت أصوات التفكير داخلها لتشعل حربا لا أجوبة. وقفت تلمح الغرفة بعينين مبللتين، شاسعة كانت لدرجة ان حيلها يمكنه المشي فيها، مزخرفة مفروشة باثاث من الطراز الرفيع، سقفها عالي جدا تتوسطه ثرية فسيفسائية، كانت غرفتها جناحا للسلطانات و ليست فقط حجرة كما تصورت، رغم كل هذا إلا انها كانت تخنقها و كل تفصيل فيها يضيق بنفسها، ذنبها فقط انها ولدت داخل مجتمع لم تختره. اخذت دشا و غيرت ملابسها و تناست ما حصل و كأنه كان مجرد كابوسا من كوابيس طفولتها، و نامت وسط كومة من الأفكار التي احاطت بها فلا تدري ما يحمله الغد لها.

رسالة انتحار ( الظل الاسود) Black Shadowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن