الفصل الثاني عشر والاخير

46 2 0
                                    

فتح مراد شنطة رنا ثم اخرج ما فيها ووجد كتابا وهاتفا وورقة امسك بالورقة ثم فتحها ووجد بالخط الاحمر الكبير جملة واحده
"اقتل شهد...هي العقل المدبر"
حرك مراد الزناد ووجه المسدس الى شهد بغضب ولكن استوقفه هجوم ضباط الشرطة وهم يشهرون الاسئلة في وجههم
احد الضباط: كله ينزل السلاح..المكان كله محاصر!
لم يهتم مراد لكلمته ثم اردف :"بجملة الاعدام"
ثم قام باطلاق النار على شهد فاتجه الرجال عليه و قاموا بامساكه وهو يضحك بهيستيريا قائلا: " جبتلك حقك يا ميرنا جبتلك حقك"
اخذ الضباط جميع المسحلين و وجهوا المصابين الى المستشفى فورا و بعد عدد قليل من الساعات حصل ما لم يتوقعه احد!
الطبيب: استاذ رامي حضرتك تقرب للانسه ؟
ابتلع رامي غصته ثم اردف: اه..
الطبيب بحزن: شد حيلك البقاء لله
..............
يرتدي الجميع ملابس سوداء قاتمه يمشون و الدموع لا تفارقهم.. "هي دي النهاية؟ متوقعتش انها هتكون كده" اردف بسخريه عكس ما بداخله من الم نظرت له باعين تذرف دما بدل الدموع وهي تجلس على الكرسي المتحرك " عمري ما تخيلت..." قاطعته شهقاتها وهي تنظر له تترجاه ان يتوقف عن ما يقوله...نظر امامه..نظر لهم وهم ينزلون بها للاسفل لم يتحمل ان ينزل معهم لذلك المكان المظلم.. حينما تكون وحدك ..مع الرطوبه و كائنات الارض لم يتحمل الصمود امامهم ونزل على الارض وصرخ بالم "مييي"..نعم مي...لقد تركتهم ..بعد سنين الاختباء..والصمود.. سنين الالم.. نظرت له رنا بالم وتحركت بكرسيها اتجاهه وقامت باحتضانه ودموعها لا تتوقف فهي لا تحسد على حظها..كانت تريد ان تكون هي مكانها وليس مي..تذكرت كلماتها التي دائما تخرجها من حزنها..تذكرت انها لا تحب الظلام..لا تحب الوحده..
" متنسنيش يارنا" تذكرت تلك الجملة التي دائما تقولها عندما تخرج رنا... تذكرت كل لحظة قضتها معها من ابتسامة و ضحكة و خوف و الم قاطع تفكيرها صوت القران..
قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]
ثم بدا يقرا ايات اخرى و ظل الجميع يستمع و يدعي لها بالرحمه.. انفض العزاء وذهب الجميع وضعت رنا ورده امام قبرها ثم قام رامي من الارض و قام بتحريكها للذهاب
...........
"بعد ست شهور"
تم التحقيق في كل الجرائم و ادانت جميع المهتمين بعد الاعتراف التام منهم و غدا هو يوم تنفيذ حكم(الاعدام)..
-في حد طلب يشوفك يا مراد!
مراد بسخريه: انا قتلت كل الي عايزين يشوفوني!
اخذه الضابط من يده ثم اوصله للمكتب و خرج التفت مراد فراها بطلة لم يعهد ان يراها بها!..كانت تجلس بهدوء تضع القليل من مستحضرات التجميل و تسدل شعرها على فستانها البيج المرصع ببعض الجواهر وخصوصا على الاكمام..
مراد بدهشه : اخر حد اتوقعت انه عايز يشوفني
ابتسمت بهدوء: اقعد وهتعرف ليه
مراد: ماشي يا رنيم ولا تحبي اقولك يا رنا معاكي للاخر! (ثم اردف بسخريه) ماهو مبقاش كتير
رنيم بهدوء: لا انا هقولك بالاسم الي انت تعرفه "القبر"
نظر لها بدهشه: انتي بتقولي اي!
ابتسمت ثم اردفت: اه انا الي انت بتاخد منها الاوامر
.........
Flashback...
٣٠/١٢/٢٠٠٥
"اليوم الي تميت فيه ١٥سنة.. اليوم ده بابا كان قايلي انه هيبقى مميز... قالي قبل ما يموت بايام هديتي للعيد ١٥ فدرج المكتب"
اتجهتُ الى المكتب الخاص بابي في منزلنا القديم..قمت بفتح الدرج ووجدت كتابا صغيرا ولكن صفحاته كثيرة مكتوبٌ على غلافه "عندما تتم صغيرتي الخامسة عشر" حسنا حان الوقت كي افتحه..قمت بفتح الكتاب فوجدتها مذكرات ابي.. قرات كل ما كتبه من معاناة و الم و استغرقت حوالي ٧ ساعات الى ان اتممته قرأت اخر جملة بتمعن:" لا تكوني مثلي واحسني الاختيار...افعلي ما يلزم وابعدي عنك الشُبُهات ولا تغفري! ولا تكوني مجرمة قط!" نظرت لها بتمعن و نظرت الى الساعة حسنا لقد شارفت على الثانية عشر منتصف الليل يجب ان اعود ستقلق عليّ مي..خرجت من المنزل ولاحظت ان هناك اثنان يتبعاني..قررت الفرار منهما بطريقتي ونجحت..و من هنا بدات اللعبة..دون ابي في مذكراته اسم العقل المدبر..كان كنيته ابي مروان.. ولحسن حظي كان رقمه مدون في كتاب الارقام(النوتة) التي احتفظ بها ابي..و ها انا ذا
- الو!
اردفت : صدقني مفيش وقت
لاحظت رعشة في صوته وهو يقول: مين معايا؟
اردفت: ورقك كله معايا..كل حاجه عملتها من ساعه ما اتولدت عندي!
حاول تمثيل الثقة : انا ماشي صح وعمري..
قاطعته: قلتلك مفيش وقت..الtimer باقيله عشر دقايق يا بو مروان!
عادت الرعشة الى صوته ثم اردف: انتي عايزة اي!
ضحكت ثم اردفت: تؤ مش انا الي هعوز..صدقني انت!
اردف بسرعه: هعملك الي انتي عايزاه! استري عليا!
ابتسمت بثقة: قدامك ربع ساعةو اسمع خبر موت ال boss بتاعك!
صمت قليلا ثم اردف بشك: انتي عارفه هو مين
ضحكت بصوت عالي ثم استطردت و قالت: اكيد..وزير الداخلية الغني عن التعريف..تحب اقول اسمه كمان فالمكالمة المسجلة دي!
صمت ثم اردف: اديني وقت طيب!
ابتسمت: اصحى الصبح الاقي خبر موته فكل حته
اردف: طب انتي مين!
لمعت عيناها ببعض الدموع ثم تذكرت الاسم الذي كان دائما يلقبها به: انا "القبر"
........
مراد: ازاي! ال...
قاطعته وهي تقول:ايوه الكتاب كان قدامك طول الوقت فشنطتي لما بعت الرجالة ٢٠٠٥ و الي حصل ٢٠١٠ والي حصل ٢٠١٥ ...كل مرة بخليها فشنطتي و رجالتك يتجاهلوها..حتى انت اتجاهلتها ٢٠٢٠..
مراد بصدمة: وعرفتي ازاي اني معاهم قبل ما اطلعلك!
ابتسمت: كنت بعمل الي بابا قاله.. راي بابا فيك دايما صح..انت ضعيف!
كاد يقوم فرفعت اصبع السبابة في وجهه ثم اردفت بابتسامة واسعة: كان زمان!...(اكملت) انا خليتك تعيش دور الريس و خليتك تاخد معلوماتك مني..تقتل بامر مني و تسرق بامر مني..كل حاجه ماشية زي ما انا عايزة..(ضحكت ثم اكملت) حتى خطفي..ضربي..تعذيبي.. كل حاجه ماشية باشارة مني!
مراد: لحظة لحظة..
ضحكت ثم قالت: ايوة ارجع كده فلاش باك لورا
Flashback..
٤/يناير/٢٠١٠
مراد وهو يجلس: هو اي الغرض من الموضوع ده! ما نقتلها و مي هتطلع علطول
تحدث ابو مروان: دي الاوامر يا مراد و اياك تفكر تخالفها!
مراد: مش فاهم كل مره بنسيبها ليه!
ابو مروان وهو يقوم: هتخالف الاوامر هتروح فستين داهيه و انا مش مستعد اروح معاك فيها..
خرج و تركه فنظر مراد له فوجده يتكلم فالهاتف و قال لها : متخافيش هينفذ..(رمقه بنظرة ثم اردف) حتى لو اضطريت اعذبه بنفسي!
........
مراد: يعني انتي مشاركة ففساد انتي كمان
ضحكت ثم اردفت: شكلك مركزاش فكلامي كويس (لا تكوني مثلي واحسني الاختيار...افعلي ما يلزم وابعدي عنك الشُبُهات ولا تغفري! ولا تكوني مجرمة قط!) انا بدي اوامر بس مش بورط نفسي فحاجه يا مراد..عرفت ليه بابا سماني "القبر" لاني مش بغفر.. لاني مش هسيبك تفلت بالي عملته فالدنيا..لاني بحاسبك بطريقتي قبل ما (رفعت السبابة للاعلى و اكملت) قبل ما هو يعمل كده..لاني قدامك طول الوقت و مش بتشوفني غير فالوقت الي هو يحدده...سلام يا مراد
ثم خرجت و هي تبتسم و اخذ الضباط مراد وهو يصرخ: "انتي الي عملتي كده...انتي" ..لوحت له ثم ادارت ظهرها و اتجهت للوجه التي اصبحت ملاذها في الفتره الاخيره..(القبور) وجدت رامي يجلس على الارض وهو يضحك فاقتربت منه وربتت على كتفه فنظر لها و قال بعتاب: كده تتاخري بابا و مي مستنيينك من بدري!
رنا: انا اسفه والله يا بابا انت و مي كنت بعمل الي قلتولي عليه
رامي : ماشي سماح المرادي
رنا وهي تبتسم: اخيرا يا بابا عدالتك هتتحقق و الي بدات فيه اكتمل!
احتضنها رامي ثم اردف: يلا بقا بلاش ننكد على الناس و تعالي احكيلك على يومي
ثم بدا يسرد لها وهي سحرت في ما فعلت وتمتمت بنفسها: انا لست قاتلة ولست مجرمة انا فقط مجرد طفلة دخلت دوامة لم ترد ان تعرفها ابدا..انا فقط مجرد فتاه عادية.. اتُهِمَتْ وهي بريئة!
تمت بحمد لله....

🎉 لقد انتهيت من قراءة بـريئة - مـكـتـمـلـة - يـاسـمـين سـامـح 🎉
بـريئة - مـكـتـمـلـة - يـاسـمـين سـامـححيث تعيش القصص. اكتشف الآن