ندى القلب

الفصل الخامس عشر

      الفصل الخامس عشر

** .. أفاقت بغرفتها الصغيرة بمنزل والدها.. لتجد حولها والدتها. وعمتها وخالتها.. وسهام..

ندى وهى تفتح عينيها ببطء : أنا فين؟ هو ايه اللي حصل؟ بابا فين ياماما؟

لم تستطع ثريا الرد ولكن دموعها اجابت رغما عنها.

* فنهضت ندى تجلس على سريرها وتتفحصهم بأنظارها مردفة

: انتو لابسين اسود ليه؟ هو انا لسة مصحتش م الكابوس ده ولا ايه؟
ونظرت لوالدتها باستعطاف ورجاء : ارجوكى صحيني منه يا ماما.. اضربيني ولا اعملي اي حاجة تفوقني وتصحيني منه.. مش هقدر استحمل اكتر من كده. مش هقدر...

احتضنتها والدتها وبثت بها بعض الكلمات الحنونة محاولة تهدئتها

ثريا : اهدى ياحبيبتي، انا جنبك. ومعانا ربنا برحمته الواسعة... انا عارفة انه كابوس صعب علينا احنا الاتنين يابنتي.. بس ده امر ربنا. ومينفعش نعترض...انتى مؤمنة بقدر ربنا ياندى ودايما على لسانك آية (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها). وانتى قوية بإيمانك وبقلبك. وهتقدري تعدى المحنة دي...آخر حاجة قالهالي خلي ندي متعيطش عشان مزعلش منها... وقوليلها بابا بيقولك  هيفضل عايش جوة قلبك وروحه حواليكي وهيفضل يحس بيكي.. وعاوزك تحققي حلمه وتبقي دكتورة شاطرة....
حاولي متضعفيش  ياندى... وادعيله كتير في صلاتك.. واعملي كل الحجات اللي كنتو بتعملوها مع بعض... وحققي حلمه فيكي وحلمك انتى كمان..هو دلوقت ف مكان احسن بكتير ومبسوط.. خليه يفضل دايما مبسوط بيكي وبكل اللي زرعه فيكي..

قاطعهم صوت دقات خفيفة على الباب...وعندما اذنت ثريا بدخوله.. دلف بسام واخبرهم بوجود الكثير من السيدات بالخارج أتين لتقديم واجب العزاء..

ثريا وهى تربت على ظهر ندى : يلا ياحبيبتي غيري هدومك وحصليني على برة..

أومأت بوجهها بإيجاب وبحزن

خرجو جميعا وتركوها بمفردها لتتجهز لاستقبال الواقع الاليم الذي لم تألفه قط... ومواجهة عالمها الجديد.. كالاعمى بدون دليله وعصاه الذي كان يتكئ عليها.. خائفة مما يخبئه لها القدر..
_________________

في الخارج

ثريا : يابني ريحني وخد الفلوس.. انا عارفة ان صيوان العزا محتاج مصاريف كتير..

جاسر : عيب يا ابلة ثريا الكلام ده.. اللى مات ده ابويا مش خالى... شيلي الفلوس دي ولينا كلام بعدين.. انا جهزت كل حاجة ف الشارع والمقرئ على وصول.. محتاجة هنا حاجة تاني.

ثريا : لا يابني كتر خيرك..

***
تدخل نيڤين ووالدتها... وتقوما بتعزيتهما

نيڤين : ندى فين ياطنط؟ عاوزة اطمن عليها واعزيها

ثريا : في اوضتها يا حبيبتي.. وزمانها جاية