الحلقه السادسة

66 8 1
                                    

اجدك تنظر فى عيني ونظراتك تعلن حبك....
برغم من انه حب مستحيل.....
الا اننى شعرت بسعاده غامرة
الحلقه السادسه
ظهرت أمامهم فتاه ضخمه ، السواد عائم فى عينيها ، وشعرها منسدل طويلا يطوف فى الهواء ، قدمها تكاد لا تلمس الارض ...
_ هل اعتقدت أنى لن اعرف بمكانك .....
_ اتيا ......؟؟؟
نظرت شمس بغرابة اليه ، وقد شعرت بالرهبه ...
وقالت وهى تمسك بيده تستمد منه الامان..
_ هل تعرفها يانجم ...؟؟؟
اقتربت الفتاه فجأه منهم  والسواد يتطاير حولها ... وعينها لا تفارق نجم....
فى تلك اللحظه اشتد الرياح أكثر.. فطايرت شمس الى الخلف .. كالقذيفه الناريه ... وما ان لمست الارض كانت قد فقدت الوعى تماما ...
انقبض قلبه عليها ولم يستطع اللحاق بها فقد قيدته الفتاه بسوادها واقتربت منه بشده وقالت تنفس فى وجهه حقدها ..
_ أرى أنك قد ضعفت عن الماضي ...!!
_... ماذا تريدين منى ... قالها وهو يحاول أن يتحرر من قيدها ...
_ ماذا اريد منك!!!......ألا تعرف ... ماذا حدث لى بسببك .. قالتها بعنف حتى ازداد القيد يضغط على جسده أكثر ..
وأردفت ..
_ أتيت لحتى أنتقم منك ........
قالتها وهى تبتسم  وتضحك  بصوت يدوى فى الارجاء ..، وخطت بقربه أكثر حتى جرى أنفاسها على رقبته .. وهى تقول ..
_ لكن الان عرفت من سينتقم منك  لاجلى ....
قالتها ثم قذفته بالهواء ليسقط مبتعدا عنها ...، لم يابي لنفسه فبمجرد تحرره منها أسرع الى شمس ... وقلبه يخفق بجنون حاد ... ووضع راسها بجانب صدره ويربط عليها بقلق لعلها تفيق ...
_ شمس ... دوار الشمس ...!!!

ضحكت الفتاه الضخمه ضحكه شامته بسخريه ... وهى تتلاشي فى الهواء ...
فتحت  شمس عينها بألم وهى تتأوه .. ، نظرت طويلا اليه ... وهى ترى قلقه عليها .. وهى بجانب صدره تستمع الى ضربات قلبه المتسارعه ...
ففرت دموع من عينها ..وانقلبت معالم وجها الى الحزن والدهشه .. وقالت
_ أنت بولاريس ...!!!
_ أهدئ لا تبكي أنا معك ... قالها وهو يضمها الى صدره ...  ولم يعرف أن كلمته لمست وترا كان يؤرقها لسنوات .وانها لم تسمع كلمه مطيبه الخاطر  مهما كانت تبكي ... والان ...... هو موجود ..... معها .....فأزرفت من الدموع أكثر ... ولم تتوقف ...
                         ****
بقت طوال اليوم بالغرفه ولم تتحرك من فراشها ، فقط تنظر الى السقف ... وعقلها هائم فى ضواحى ذكريات حظها الاسود ...
_ هل سأكون كشمس ...عانس ..! .. لقد سخرت منها طويلا ... الان انسكب حظها لى كله ....
تنهده بحسرة ... فهربت قطرات الدموع من عينها ...، واقبلت تبكي كطفل تركته أمه بمفرده ...مع المعلمه..
فانفتح باب الغرفه مباغتا .... واشتعلت الاضواء ...
_ الا يوجد خصوصيه فى هذا البيت ايضا ...
قالتها وهى تصيح ببكاء ...
_ لما لم تذهبي الى العمل اليوم ...
_ لن اذهب ابدا ... سابقي هنا الى الابد ..
رفعت الام يديها تناجى ربها ... بحسرة
_ ربي أن تعلم كم فقدت من الصبر على تلك الفتاة وعلى غرفتها السيئه ..... وتمتمت بكلمات...
- هل تدعين الان علي ..؟؟؟
خرجت الام وهى ترنوا اليها بفقدان الامل .. وأغلقت الباب وتركت ضوء الغرفه مشتعل  ....
زفرت أشين بحنق وقالت بغضب
ـ تركت النور مشتعلا.... ااااااه
بسطت يدها على المنضده المقابله لفراشها تأخذ الهاتف ... وتقلب فيه ... وتقرا تعليقات زملائها القدامه فى الجامعه ... على صورتها...
فزداد بئر دموعها فى الانسكاب رويدا ...،وقالت وهى تحدث نفسها ..
_ لما لا يحبني أحد .... لما دائما أنت منافقين ... امامى اصدقاء ومن خلفى أعداء ... عليكم اللعنه ...
كشفت الغطاء وقامت من الفراش ووضعت عليها شالا .. وخرجت تتنفس الصعداء أمام المنزل ...
كان الضوء خافتا ..، فتمشت اامام المنزل قليلا ..
                      *****
كانت تعلم أنه مختلف ...، لكن لم تتوقع أن يكون نجمها المضئ فى السماء ..، صديقها القديم ...  الذي لم يتركها .. ولا ليله ...
لا تعرف أهى فى حلما .. أم واقعا ... وهل تشعر بالخوف أم السعاده .... لا تعرف شئ  سوى أنها تريد أن تعيش داخل تلك العينين البراقه ...
وهذا الصدر الدافئ ...
_ هل أصبحت بخيرا الان ...
_ هل ستتركنى ..وتذهب الى السماء ..؟
ابتسم على الفور وعينه تخوص داخلها ..يتجرع لهفه الحب الناطقه بها ..
فرفع رأسه الى السماء وقال بجديه
_ نعم ... لقد أخترت ان ابقي فى عالمى  ولن اتركه ابدا ...
فعادت الدموع الى مجراها . تغرق وجنتيها ..
وقالت بصوت باكى
_ لكنك وعدتنى .... انك ستبقي معي ..  نظر اليها طويلا وصاد الصمت للحظات
فأمسك يديها يطوقها بحنان وطبع قبله خفيفه عليها .. واقترب منها يريد أن يلقى مايشعر به داخلها هى ..فقط  وبسط زراعه يمسح دموعها الدافئه ..
_  ستكون عيناك هى عالمى ... وسأبقي نجمك  الذي يضئ لك فقط .... ولن ابتعد عنك ابدا ... 
تهلل وجهها فرحا وسعاده .. فالتمعت عيونها أكثر ...بالدموع
فأردف
ـ تلك الدموع الجميله تخفى نجماتى الصغيرة......
فاختلس خطوه يقترب ..، يلثم شفتاها .. لكنها ابتعدت .. وهى تبتسم ...
_  لا يوجد لك شئ الان ...
_ لما .. ؟؟؟ قالها وهو يبتسم ... بحنان ...
_ هكذا ..؟؟؟
_ لكنى اريد أن ارتشف من حبك قليلا ..
ضحكت على الفور بخجل ، وقامت من مجلسها... واسرعت من خطوتين  فتابعها ... وأمسك بيديها .. فرانت اليه تنظر وهى تقول ...
_  .. هذه لغه الحب ... لا تكون الا بين الزوجين فقط ...
_ هاااااه ... لقد قاضيتك بنصف ضوئى.. الا يكون ذلك زواج ...
_ لا ...!!!
_ حسنا لك ماتشائى فلنتزوج ...؟؟؟
شعرت انها  وقعت فى بحور السعاده ، وأن زهور الدنيا بدأت تتدفق على قلبها من جديد ........
..................
كلما كانت تخطو بقدمها ... تتنهد بشئ من الضيق ... وتركل كل الصخور الصغيرة على الارض بقدمها ... وكانها تفش بئرة الغل فيها ...
.... وعندما وصلت الى البيت  .. تنفست الصعداء .. وزفرت بقوة ... وقفت امام بوابه المنزل وقد اغلقتها...
رفعت رأسها الى السماء ... فتسألت لما هى خاليه من النجوم ... فضيقت عينها فلمحت نجمه بعيده ...
فجأه ظهرت تمتمات اشخاص بجانب بوابه المنزل .. فاقتربت حتى تلقطت كلمات واضحه ..
_ سأشتاق اليكي  كثيرا ... الا يمكننى أن ابقي معك فى البيت ...!!!
_ لا ... هيا اذهب ....
جحظت عينها عندما سمعت صوت اختها ...، ففتحت الباب ... بسرعه ... لترى شمس امامها ...
فقالت بدهشه ..
_ شمس ... !!! مع من تتحدثين .. وماهذا اللون الغريب بشعرك ...
فازاحتها من أمامها ... لتتصلب فى مكانها ...
..... شعر ابيض ... عيون براقه ..... جماال ..
خفقان يزداد أكثر ...
اتسعت حدقه عينها .. واشارت اليه ... وقالت بتوتر ....
_ شمس ...هل ترى ... ما اراه ....؟
انه ملاك ... وقفا هنا .. أمامك ... !!!

_ بولاريس ..!! فلتذهب الان ..
قالتها شمس وقامت بدفعها الى الداخل ، واغلقت بوابه البيت ... ، واختها غارقه فى الصدمة ... لا تعى ماتراه ...الان ..
_ من ... هو .... كيف .. كيف تعرفتي عليه .. هل هو ... بشر ...
_ انه يعمل عندى ....
_ ماذا ...؟ هذا الملاك ... يعمل عندك ... كيف ...؟؟؟؟ ومتى ....  اااه قلبي يؤلمنى ... اريد أن اراه مرة أخرى ...
_ هل جنينتي يا أشين ...؟؟
خرجت أشين تهرول الى الخارج .. لكن اختها قامت بامساكها ... حتى سقطت على الارض ...
_ حقا انا منصدمه فيك يااميرة الغرور ...
توقفت اشين عن المراوغه ..، وقامت من الارض ...
_ هل يعمل معك صائدا لسمك ... ؟
_ ليس لك شأن ...
رفعت اشين يدها الى وجهها ، وقد باد عليها الدهشه اكثر وقالت بحزن ..
_ كيف لهذا الملاك أن يعمل صائدا لسمك ...!!!!
ابتعدت شمس من أمامها وصعدت الى غرفتها ، وراسها مرفوعا ... وقلبها يعزف ويرقص بنغمات الحب ...
وتمتمت ..
_ ماذا سيكون رده فعلهم أن علموا انه سيتزوجنى ... ؟؟؟
فابتسمت أكثر
......................
هرولت أشين باقصي سرعتها الى أمها ، تقوم بالصياح وتنادي باسمها حتى... تعلم اين هى ... وما ان وجدتها ...
_ أمى أمى .. هل تعلمين .. انى رايت رجلا وسيما جدا ... الى حد الجنون ... ويعمل مع شمس الغبيه ... هل تصدقى ..
_ هل تقصدي هذا الشباب المضئ ...
_ هل تعرفيه .... ؟؟؟ كيف ... لما لم تقولى لى ..
_ منذ يومين أتى هنا حاملا اختك ... ووضعها  فى قمامتك ...
_ هل جعلتيه يدخل غرفتي ...!!!
_ هل هذا مايهمك ....
                          *****
اشرقت الشمس بقرصها الاصفر ، ونسماتها الهادئه.... لاول مرة تسمع صوت العصافير ..
هل جاءت العصافير اليوم الى شرفتها، ام كان البؤس يصم أذنها عن الحياه ...
تنهده براحه ... فقد أتى اليها من يزيح ضجيج الحزن من اذنها ... والعتمه من عينها ...
لم تعد تحتاج الى نظاره طبيه ، فعينها ترى على بعض أميالا أميالا ...
هل حقا .. اعطاها ضوئه..، مثل ماقال ...  أم الحب اصلح عيوبها ...
...
دائما مايأتى فى الصباح حتى .. ياخذها الى العمل .. دائما ما يبتسم لها .... بعينه .. قلبه .. شفتيه ... اصبحت الان تراه .. بمشاعره .. مثل ماترى نفسها ... بل أفضل ... بل اصبح هو نفسها التى تلثم الهواء لاجله ...
......
أصبحت تنتظر الصباح كل ليله .. لترى نجمها المتألق ...
لم تعبئ لتغير لون شعرها ، بل أصبح بصمه تركها  .. تلثم رائحته بداخلها ....
طلب منها أن يذهب هو لبيع السمك وان تنتظره حتى يعود .
مرت الدقائق على قلبها كالسنوات ، عينها تشتااق ... نبضها يريد أن يزداد خفقان له ....
عينها لم تفارق الساعه......
وضعت الشال على راسها ، والتفتت تبحث عن المفتاح .. لتغلق باب عملها وتذهب لتبحث عنه ..
لكنها رأت أكثر وجها تبغضه ... فقالت بحنق
_ أنت ثانيا ... لما انت هنا ....
_ سيدتى عليكي أن تمضي العقد ... ارجوك ... أنت تسببين لى المشاكل ... لن تخربي  الفندق بمحلا السمك هذا ... وانت تعلمين انه سينهدم..... لما تماطلين ....
ارتفعت قسمات الغضب على وجهها ، وعينها تبحث بكل مكان تريد أن تقذفه باى شئ ...
فلمحت صندوق مليئ بماء الثلج الخاص بالسمك ، فولت ظهرها له  واسرعت تحمل الصندوق وتقذفه ...
فى تلك اللحظه دخل شابا ضاربا شعره بلون الاحمر واضعا نظاره شمسه ضخمه ... يتقدم بخطوات واثقه .. بكتفيه العريضه .. وبذلته الانيقه ....  لينسكب ماء الثلج عليه .... مباغتا...
                         ****
موجز الانباء
علماء الفضاء يتوقعون استمرار وجود السديم لأكثر من اسبوعا ، ولا يحصلون على اى اجابه ... لكن الشئ المعروف أنه ظاهرة جديده تحدث فى السماء ...
ترى ماهى؟؟
نتمني ان لا يكون شيئا يؤذي البشريه...
كانت هذه نشرة التاسعه....
....... يتبع.......
#سارة_منصور

يامن أتيت من النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن