الحلقة التاسعة

42 5 2
                                    

تمنيت لو لم تكن انت حبي
تمنيت لو اني بقيت اكرهك اكثر
لم اكن اعلم ان قلبي سيتبع الحب فى نهايه الامر 
ويجعلني ضعيفا لهذا الحد الذي ابدو  فيه كالاحمق
الحلقه التاسعه
طوال الليلة السابقة وعقله يسرد ذكرياته معها، يتمني لو تذكر موقفا واحده يشف له أمام قلبها ، ... لكن عادت له أخر ذكرى مباغته ، تخبره أنه لم يكن بينهم أبدا ذكريات طيبة ....
تنهد بندم على كل مافعله بها ، وقال محدثا لنفسه
_ حتى وان كان الماضي بيننا عاصف ، سأمحيه كله وأجعلك ملكى يادوار الشمس ..

اقتربت الساعه الى الثانيه عشر ظهر ، لم يفعل اى شئ سوي التفكير بها ، ولم يستطع التركيز فى  عمله ، فقام من مكتبه واتجهه مسرعا فى طريقه اليها ...
......
دهش عندما وجد مكان عملها مغلقا ، وبقي يتنظر قدومها طويلا ، وما أن التفت حتى يغادر مستسلما لعدم قدومها  ، لمح شابا يمسك بيد فتاة وينظر اليها بحب ، حتى فاهت رائحة مشاعرهم الى أنفه  ، ويتشابهون كثيرا  ، شعر ابيض وبشره بيضاء لامعه ، الا ان الفتاه وجهها شاحب بقطرات النمش على خديها بكثرة فتذكر تلك الفتاه السمراء صاحبة النمش التى كانت تتابعه فى كل مكان  فى الصغر ،فابتسم من فوره وقال لا فتا لنظر لهم  بسخرية ..
_ لم أرى رجلا وسيما بهذا القدر ، وأجمل من فتاته .....
تبدوان رائعين ....
وقفت الفتاه البيضاء  فجأه عن الخطى ونظرت اليه بحنق ،...
نعم يعلم هذه  العينين  وغضبها ... ، وهذا النمش الكثيف ...
_ أنت .....أنت دوار الشمس .... مالذي فعلتيه بنفسك ....
ومن هذا الرجل ..... ولما تمسكين يده .... قالها وهو يشير اليها بصدمة .... وغضب ....
_ لما أنت هنا ... ؟؟؟
-اجيبي على سؤالي والا قطعت يدك ...
شعرت بالانتصار أمامه وهي تقول له بغرور
- ااااه أنت لم تعرف بعد .... انه زوجي المستقبلي ...
اشتعلت عينيه بالغضب والغيرة ، ربما الان تأكد أن مشاعره نامت داخله بكثرة.....
ترى مالذي تغير فيه ليحبها الى هذا الحد ..... بعد ان كانت أكثر مايبغضه ....
وكالقنبلة على وشك الانفجار .... حاول ان يبتلع غضبه عضا على شفتيه ، وهو يري حبه بين يد رجل غريب ، يريد الهجوم عليه ونهش عظامه ، لكن من هو بالنسبه لها .... ليفعل ذلك ...هو فقط ماضي ... بل ذكرة مؤلمة  ....
_ من هذا يا شمس ... هل تعرفيه ...؟؟؟ قالها بولاريس متسألا ... بغرابة وقد بدأ عليه الغضب من نظرات هذا الشاب المتفحصة وطريقته الفظة
رفعت عينها الي هذا الشاب وردت وعلائم العبوس على وجهها
_ لا ... ... فقط شخصا فظ كنت أعرفه فى الماضي ....
....نعم يندم كثيرا على مافعله بها ، ويعلم انه كان أسوء شخص معها ، هو فقط يريد فرصة للبدأمن جديد  ....  لمح نظرات الشاب الابيض لها ، تقطر لها حبا جارف  ، تلك النظرات لم تكن نظرات حبا فقط  بل أسهم  قامت بطعنه...
حاول أن يعيد شمل تعبيرات وجهه بصعوبه وقال بضيق ...
_حقا أحببت الفتاه السمراء التى كانت تخبرني دائما أنها لن تتركنى وشأنى حتى أتزوجها ...
كم كنت أحمقا ....
كانت تنصت الى كلماته ، وعيناها ترى بحر ذكرياتها معه التى كانت شديدة الملوحة ..... ولم تأخذ منها سوي الجروح ....
شعر بولاريس بيديها وهى تضغط على يده بتوتر ، وكم هى متأثرة... بكلام هذا الشاب  وعينها شديده الاحمرار ...
فأردف نوار بنبرة متملكه ساخرة
_ ايها الشاب الوسيم تلك الفتاه ، لن تستطيع الزواج منها ، لانها ستصبح زوجتي ... ومعي عقود تشهد بذلك .......
لوت شمس شفتياها وردت بسخريه ...
_ مازلت تعيش فى اوهام الحياه ، عليك أن تستيقظ ... انقلبت معالم وجهه نوار للاسوء
فقام بسحب يدها حتى يبعدها من هذا المكان ومن يد الرجل   ، لكن لم يعلم ان اليد الاخرى كانت مضمومة بانصفها الاخر  ...
فأقترب منه بولاريس وأمسك معصمه بقوة التى كانت قابضه على يد شمس ،اهتزت لهااضلاع جسده وهوي يري الغيرة فى عين هذا الشاب  كالوحش الثائر.. مضاعفه اكثر من غيرته .....وقام بازاحتها بقوة ، وابتعد عده خطوات اثر قوت دفع بولاريس ... وقال بنبرة رجولية....
_ انها لى ...
دهش  نوار من قوت هذا الشاب  برغم جسده الذي يبدو أنه اقل منه صلابة  ...
فاقترب الشابان من بعضهم ينظرون لبعض وشرار الغيرة ينهش قلبهما ... كالثور الهائج ....يردون ان يتقاتلا ..... لكن
شمس  قامت بسحب بولاريس ،  من أمام نوار وابتعدت عنه  وقالت بصياح ... وهى تشير اليه بغضب
_ أنت لا تعود مرة أخرى .. الى هنا ...
....................
_ لن أسمح يادوار الشمس بان تكونى لغيري ... قالها نوار وهو يذهب الي سيارته بغضب ....
لمحته شمس وهو يمشي بجانبهم بسيارته بسرعه شديده ، ويتابعهم فى مرآته ...
شعرت بالحيرة من تصرفاته الغريبه ، وحدثت نفسها . لابد أنه يفعل ذلك لاجل الارث ، لم أكن أعلم أنه أبعض أكثر  مما كان يبدو
خرجت من شرودها ، اثر قوة ضغط يد بولاريس علي يدها ، فلمحت به نظرات الغيرة .... وأنه لأول مرة وجهه يبدو جدياً
وقفت ، ونظرت اليه عن قرب بدهشه ، حتى تسلل اليها شعور  بالسعاده  فابتسمت متناسية لكل ماحدث  وقالت ..
_  انظر الي نفسك ....أنت تغار ...
ياللهي أنت لطيف جدا .... عندما تكون غاضبا ...
لم يستطع أن يكتم ابتسامته لها .. وهى تنظر اليه بتلك الطريقه ....
...........
_ من هذا الرجل يادوار الشمس ...!!! قالها بولاريس وهما يخطون بجانب بعضهم ورمال البحر تداعب اقدامهم بنعومة ....
تنهدت وقالت
_ انه ... شخص كان قريب منى فى الماضي يابولاريس ... وحقا لا اريد أن أتكلم عنه ...
شعر بالحزن خاطفا لعينها ... فحاول ان يكتم مايشعر به ..... وقال بحنان ....
_ حسنا ياحبيبتي ... ولكن ... إن أقترب منك مرة آخرى لن أصمت .... فأنت نجمتى ...
_ هههههه لا تقلق  لن يأتى مرة أخرى ....
مايزال ينظر اليها بولاريس بحيرة ، وقلبه يشتعل بداخله....
.. ....  لكن لا يستطيع أن ينظر الى تلك العينان التى تذيب قلبه أكثر من شده وهج حبها له .. ولا يبتسم ... ويجعل قلبه يرتجف بالحب ونفسه تطيب بالامان لها ...
_تعالا هنا ......  قالتها شمس وهى تقترب منه وتطرح شعره للخلف بيديها .... وتردف
- دائما تلك الشعرات تخفي عينيك عني  ......
....الان هذا افضل ...... 
لكن  الهواء أعاد ترتيب شعره الي وضعه السابق   فتنهدت و
مسحت علي شعره بيديها  ،  فضاع كلا منهما فى عين الاخر ....
                           ***
مرت ثلاث أسابيع ...
أحدهم قد أذاب عشقا ، ويقع فى الحب اكثر ...  ويغرق نفسه فى ينبوع الحب ،ويستنشق من عبيره  ،والاخر يشتعل بنار الغيرة ، وعقله سيتحطم من كثرة التفكير .
....... وهناك من مكث على الفراش لمدة ثلاث اسابيع  ينظر الى السقف طويلا وشاردا بهذا الملاك ......
.........
اليوم ستخرج من المشفي بعد أمضاء ثلاث أسابيع كاملة ، شعرت أنهم سنين ...، الشئ الوحيد الذي تفكر به هو ذلك الملاك .....
وماأن وصلت الى البيت  فى الصباح ،  انطلقت مسرعه الى سطح المنزل فى الغرفة الصغيرة الخاصه بدوار الشمس ...
_ ميسون ؟؟..ماذا تفعلين هنا ...؟ وأين شمس ....
_ أفففف ...  ماهذا الصباح المقرف ؟؟؟ ...
_ نعم لديك حق .. مقرف جدا ... قالتها أشين وهى تضع يدها فى خصرها .... بنفس الطريقه التى قابلتها بيها ...
واردفت
_ قول لي الان اين ....
ردت ميسون قاطعه لها بغضب ...
_تبيع السمك ... الى متى تخرج شمس فى مكان اخر سواه ...ياصاحبه الركب الطويله ....
_ تبا لك  ياقزمه ... حاقدة ..... قالتها أشين وهى تبتعد عنها وتنزل الى شقتهم ...
ولم تتوقف ميسون عن السب ...
هرولت أشين الى غرفتها تضع العطر  ومسحيق التجميل بكثرة... وأختارت جيب قصير بلون البندق وجاكيت جينس بعد مضي اربع ساعات من البحث والتزين ،  وخرجت مسرعه الي الخارج .... بدون ان تعطي ردا علي والدتها التى كانت تبحث عنها .....
                          ****
لم تتركها الهواجس لفترة ، اصبحت الكوابيس تزورها كل ليله ، تستيقط دائما و تصيح بأسمه   ،و كلما يمر يوما تشعر أنها تزداد اضائه أكثر ...،وعينيها تزيد وهجا  وقوة .... ترى النجوم والكواكب ... ترى الشمس بشكل أوضح ...
واليوم ... قد تأكدت من شكوكها ، عندما رأت شعره انقلب للاسود ..... وعينيه لم تعد كما الماضى ....
عادت ارتجافه جسدها ، وكلمات الفتاه تمر عبر أذنها ...
طوال الايام تقنع نفسها أن الفتاه كاذبه ،  تريدهم أن يفترقوا  فقط ، فتسألت  .... إن كان كلامها صحيحا .... هل سأخسره للأبد  ......
مجرد تخيلها أن تسيقظ ... ولا تراه أبدا ، تقتلها ..........
...........
تمازج صوت البحر مع الرياح ..،تشتد نسماتها تارة  ، وتارة أخرى ناعمه .... تحتضن جفونهم ... بحنان ...مع شروق الشمس  فى الصباح ...بدفئها الرطب ...
_ حبيبتي ...... !!! قالها بولاريس وهو يمشي بجوارها شمس على البحر ...
_ هاااه ... نعم ....
_ ناديت عليكي أكثر من مرة ... بما أنت شارده ....
_ لا ... لا ... شئ ....
_ أشعر أنك لستي بخير ... دائما شارده ... ولا تنتبهين لوجودي من الوهله الاولى ... أنت بك شئ صحيح ....؟
نظرت اليه طويلا وساد الصمت ...، حاول أن يعرف مابعينيها من كلمات وما تخفيه .... لكن نظراتها غامضة ...
فأردف ...
_ مابك ياشمس ...؟؟؟
ارتعشت شفتاها ، وهى تنظر اليه
ما تشعر به اكبر من الحب ، وعيناها تعترف بشغفها قبل شفتاها ...
هل كان لقائهم خاطئا منذ البداية ... هل الحب بينهم مستحيلا ... هل .. هل ... كلها أسئله .. تجرى داخلها  ... تريد أجوبه .... حتى تطمئن ... بل تريده إجابه بأنه سيبقي معها دائما ....
_أن كنت نجمة ... هل كنت ستحبني ....؟
_ ... ألا زلتى لا تعلمين كم ....
_ شااااااااامسسسس
ظهر صوت صياح فتاة فجأة ، تأتى مسرعه بالخلف ، نظر اليها الاثنان بغرابه .... حتى وقفت أمامهم ...تلتقط أنفاسها ، حتى تهدا ضربات قلبها ..وقسماتها ستنفجر من السعاده ...
_ ميسون .....!!! لما أتيتي ...
_لقد أشتقت اليك ياشمس ... قالتها ميسون وهى تنظر الي بولاريس ....
رانت شمس اليها  ... تعلم  نوياها ،، الطفولية .. وإعجابها بنجمها ... فتلك ضريبه يدفعها الفتيات عندما يحبها شاب وسيما .... ولديه كثيرا من المعجبين ... هل عليها أن تقتل الفتيات جميعا أم تخفيه عنهم ....أم تستسلم للامر ....
_ أنت ...!!!! تلك الفتاه ...!!  أتذكرك ... أنها ابنه عمك صحيح ...
قالها بولاريس وهو يبتسم لميسون...، شعرت شمس بشعور غريب ... مؤلم ...  أتلك هى الغيرة ....؟
تفجأت ميسون من نبرته الرجوليه حتى اهتز قلبها بولع ...  .... وقالت  بلهفه ...
_ نعم ... صحيح ...
_ ستكونين بمثابة ابنه عم لى أيضا ....
دهشت ميسون من تصريحه ...، ومعاملته لها كطفله الصغيرة ، فشعرت بالضيق ... ، ولم تعجبها نظراته لشمس التى تفوح بشئ لا تريد تصديقه ...
......  أما شمس ابتسمت وقد علمت مايرمى اليه حتى تطمئن ، واقتربت منه خطوتان ... وما أن بسطت يدها لتضعها فى يده ..... لتتفاجأ با أشين تقف خلفها ... وتضع ميكياج كالعروس ليلة الزفاف...
فى تلك اللحظه خرجت شهقة من فم ميسون وهى تنظر الي شمس بفزع .....
                             *****
_ هذا النجم المتمرد يجب أن يعود ...؟
يجب علينا الامساك به ياكادي  ...  والا سنفقد ضوءنا... لهذا السديم العنيد ...
#سارة_منصور
ممكن تصويت ياشباب

يامن أتيت من النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن