الحلقة الحادية عشر

44 4 2
                                    

لم أكن اعلم ان حبي سيكون ثقبا اسودا لذلك الرجل الذي احببته .....
الحلقة الحادية العشر
عندما رأى تلك الفتاه المضيئة تحت الماء ، ظهرت نشوة الحماس بداخله ، اخترق الماء بزراعيه يسبح الى العمق حتى يصل اليها .. الضوء الصادر منها شديدا فى ظلام البحر ، وكأن القمر سقط فى وعاء الظلام ينثر ضوئه لعينيه الخضراء ..
وما إن أقترب منها ، علت الدهشة به حتى فرغ الهواء الذي حبسه فى رئتيه ، أمسكها من يديها ، وهزها حتى تفيق..... لكن.. كانت فاقده الوعي تماما
قام بسحبها الى سطح الماء ... التقط نفسه شاهقا ...  ثم وضعها على ظهره  وسبح الى الشاطئ.
والحيرة والخوف توخز قلبه بطعنه كالسيف
وبعد ان حملها الى الشاطئ ، لا تزال فاقده الوعى ... بل لا يشعر بنبضها ....
أزداد ضوئها يشع كثيرا من انحاء جسدها .. ومن ثم يختفى  تدريجا ، حتى عادت الى هيئتها القديمه ...
لم يتوقف عن الضغط على رئتيها  ويملأ فمه بالهواء وينفسه داخلها  ، حتى يعود النبض ..  ارتفعت شهقاته ودموع عينه  تبلل وجهها أكثر ...  وهو لا يري اى استجابة منها ....
_ شمس ..... شمس
استيقظى ايتها الغبيه ...
لن أدعك تموتي .....
شمس ...
......لن أذيكي مرة أخرى ...
......أنا اسف ...
لمح دموع تسقط من عينيها وكأنها تهرب منها ومن حزنها الدامي ، وضع يده سريعا الى رقبتها يتحسس نبضها ... وقد عاد اليه الامل .....
حتى  تلألأت الظموع بعيناه الخضراء
وحملها الى سيارته .....
                        ****
طوال الليل وهو يراقب نبضها ، أتى بطبيب الى شقته ، وطمئنه على حالها ... لكن الهواجس غزت قلبه عليها ....
ترى إن لم يأتى فى الوقت المناسب ... هل كانت ستموت  بتلك السهولة وتختفى ...
لما فعلت ذلك ؟
كلها أسئله تحتشد قلبه وتنهره بألم ...
بسط زراعيه وأمسك يدها ووضعها على شفتاه ،لو كان الحب يقدم على هيئه قبله ، لكانت تلك القبله هى من حملته اليها ....بمشاعره التى حبسها طويلا ...
مرر يده على شعرها وهو يرنوا اليها بحزن
  _  لا اعلم كيف صرتي بيضاء البشرة وتلمعين بهذا القدر الكبير  فى السابق   لكن ...اتعلمين انك فاتنه أكثر بالبشرة السمراء .....
تنهد بألم ثم اردف...
_ليتني لم استمع اليهم ،ليتني احببتك فقط واخترت البقاء معك ، كان الطمع داخلي يفوق الجشع وانا .... وانا ....
رجع بذاكرته الى الوراء 
طفل فى العاشرة ، تلاحقه فتاه فى مثل عمره سمراء البشرة ...
دائما ما تشتري حلوى السكر الذي يفضلها ، وتعطيها له ... يعلم أنه مصروفها اليومى ...
تحدثه عن مستقبلها الذي عباره عن هو وهى ...
ورده المتكرر الذي يرميه اليها
_ لا أحب الفتيات القبيحه ...
العجيب فى الامر أنها فقط تبتسم ...
تسحبه والدته دائما من حجر جده ، الذي يحدثه على انها زوجته ويجب ان يحبها ، وتأخذه فى غرفته وتخبره أن يبتعد عن تلك الفتاة ... وأنها قبيحه لديها بثرات ...وأمها خائنه ... ستكون مثلها ....
.........
وبقت تزرع داخله الكره لتلك الفتاه السمراء ، حتى وصلا الى منتصف العقد الثانى من عمرهما ، كلا منهما فى نفس المدرسة ... الجميع يعلم تلك النظرات التى تسكن عينيها لذلك الفتى ...
  وانها مجرد فتاه القبيحه تنظر الى فتى الوسيم ...
و ليس لديها الحق فى ملك تلك المشاعر ...
_ نوار..... أبي قد توفى ...  لم يعد لدى أحد الان
_ ليس لدى شأن .... بك ايتها القبيحه ....
تساقطت الدموع منه لحظه تذكره  لكلماته البارده ...  وانهار أكثر ... عندما تذكر صياحه  لها حتى تجمع زملائهم حولهم ....
وهو يقول
_ لن احب فتاه قبيحة  ، هل جنينتى ... أنا أنظر لبثرة مثلك ...
تعالت ضحكات الفتيات  وهم يشيروا اليها بتلك الكلمه ، حتى أصبحت لقب طويل المدى ينسب اليها ...
نعم ألمته نظرات الكسرة التى رأها بعينها فى تلك اللحظه ، حتى أصبحت كاللعنه تلاحقه لسنوات ....
... أعتقد فى بادى ألامر أنها شفقه ...، وندم ... لكن طالت كثيرا ...
ولم ينسي نظرات تلك الفتاه الصغيرة ، التى تمتلك من الحنان الكافى لتضعه فى تلك الحلوى....
التى لم يعد لديها الطعم القديم فى فمه  ، بل اصبح طعمها ماسخا ...
.................
_ كنت انا الخاسر ...... ياشمس ....
وانت كنت الفتاه القوية .....   اذا لما حدث ذلك لما اردتي الموت .... لما .... ياحبيبتي

يامن أتيت من النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن