الحلقة الأخيرة

82 7 5
                                    

_هذا السديم يختار اكثرهم جمالا ، اكثرهم وحدة ، اكثرهم بؤسا ...
الحلقة السادسة عشر
شعر بالخوف وهو ينظر اليها ، وعيناه تزداد وهجا ، يعلم أن كل كلمة ستخرج منه ستكون كالصفعة  ...
ولأنه يعرف مقدار الالم الذي ستقع به ، فكان قلبه من خطى أولا بذلك الالم .
وضع يديه الاثنان على كتفيها وقال ...وهو يرنوا اليها عن قرب ..
_ دوار الشمس  ....
كانت تتابع عيناه ، ومابها من لغات تثير خوفها أكثر ....
_ فى بداية الامر اريد أن أحكى لك شيئا ..
.... أتعلمين تلك الفتاة الضخمة التى هاجمتنى من قبل ..
امالت برأسها بايجاب ... فأردف
_ أنه النجم أتيا ..
أخبرتك من قبل عن عالمى ، عندما نحب نوهب ضوءنا لمن نشعر اننا نحبه ، أتيا كانت تحبني دائما ، لكن لم اشعر باى شئ اتجاها  ...
فى نهايةالامر فقدت كامل قواها، وقد أنفجرت لتصبح ثقبا أسود ...
وعندما أتيت إليكي ، أصبح مكانان فارغين فى السماء ، لذا ........ظهر سديم .....لولادة نجم جديد ...
هذا السديم ......يبحث عن صاحبه ، ويختار ......أكثرهم جمالا  ، وحدة  ...وأكثرهم بؤسا .
وقد تم الاختيار بالفعل ....
عض على شفتيه بالم ، حتى شعرت به .... فقالت متسأله
_ من هو صاحب الاختيار ...!!
_ صدقيني لم أكن أعلم فى البدية أنها .....
.....اشين
_ ماذا ... ؟؟؟
قالتها وهى تنزل يده  من كتفيها وقد وقفت من جلوسها ، وقلبها يخفق بجنون ..... وأردفت بلوعة ...
_ لا ....لا ... ...
....أنها ليست وحيدة ...
قالتها هى تهرب .... لتبحث عن شقيقتها ....والدموع تطاير فى الهواء ...وبدأت الشهقات فى العودة ...
فتابع الخطى ورائها وهو يهتف بإسمها .... والخوف يسكن فى قلبه ....
                   ****

حاولت ان تهرب بكامل قوتها ، لكنها كانت تسقط على الارض من قوة جاذبية الدوامة ...
لقطت أذناها صوتا مألوفا يهتف بإسمها ، فاطمئنت ....  وهى تراه بذلك القرب ...
فأقبلت تنادى بأعلا صوتها الى صاحبة الصوت ...
لكن هيهات فان كانت تراها بذلك القرب لقوة عيناها ، الا أنها كانت بعيدة جدا عنها ...
عادت الدموع الى الجريان وقد اصبح وجودها على وجنتيها عادة .. دائمة...
لم تملك سوي الصراخ باسمها لعلها تراها ...، لما ذلك الشعور الذي يلح عليها أن ترى أختها حتى وإن كان بينها وبين الموت بابا واحدا ...
لما تريد أن تراها ، قبل أن تختفى .....
الم تَكُن تكِن لها الكره والبغض ... أم كل ذلك لم يكن  سوي كذبة تعايشت معها ....
_ شااااااامس ...أيتها الغبية ....
إزدادت قوة الجاذبية .. وفد ضعفت قدماها ولا تستطيع التحرك ...
                          ****
كانت تجرى على البحر ويخرج من شفتاها حروف ذلك الاسم التى كانت تكره النطق بها ، لما الان تريد ان تنطق بها دائما ولا تتو قف .
ورغم كل الدموع التى اعمت عيناها عن الرؤية الا انها لم تتوقف عن الجرى .... وما ان التفتت لتذهب الى جانب الطريق مبتعدة عن البحر ....
شعرت بهمسات تستنجد بها .... تختلط مع صوت بولاريس الذي كان يهرول ورائها ...
رفعت رأسها الى السماء لتجد السديم يزداد إضاءه أكثر .... شعرت وكأنه يتحدث معها ....
فدارت قدماها اليه ... تخطو ....
وقف بولاريس ... وقد لمح ذلك السديم يتلاشي أمام عينه ...
وقد اختفت همسات القمر ... من أذناه ....
فوقع الرعب فى قلبه اكثر وهو يرى شمس تجرى الى ذلك المكان ...المليئ برائحة تلك الفتاة ...
فتابعها بسرعه ....
لكن ظهرت فجأة أمامه الفتاة الضخمة ، وعيناها تنذر بالسواد ....
_ الان حان وقت الحساب .... قالتها وهى تقترب منه أكثر .... وتنفث داخله أنفاسها المليئه بالحقد ...
                      ****
أنتصبت واقفة بعد أن رأت اشين ملقاة على الارض .. وأمامها دوامة الجاذبية ... تسحبها اليها
لكن شمس لا تشعر بجاذبيتها .....
فقط الرمال وجسد اختها من تقع عليهم الجاذبيه ...
أقتربت من أختها بسرعة، وامسكت بيديها ...
وقالت ببكاء وخوف ...
_ أشين ....لا تخافى ... لن أتركهم يأخذونك ابدا ....سأكون معك ...
كانت أشين لا تتوقف عن البكاء ، وتتابع نظرات أختها الخائفة عليها ....
وقد أزدادت الجاذبية أكثر .... فقالت ...
_ كنت سيئة معك كثيرة ....حتى أنى أردت أن أخطف رجُلكِ ....
....سامحيني ياشمس .....
..... فى ذلك الموقف ....أشعر بالخوف عليك أكثر منى .....
......عرفت الان انى كنت أحبك دائما .....
توقفت شفتاها عن التحدث ، لا تستطيع أن تتكلم فقط تستمع اليها ....
حاولت ان تتمسك بها ...، جيدا ........لكن قد أقتربت الدوامة كثيرة ....وقامت بسحبها داخلها ...
لم تشعر شمس بنفسها وهى تلقى نفسها داخل الدوامة .... وراء أشين ...

فى تلك اللحظة كانت صرخات مؤلمة  تدوى  فى المكان ...
......
ذلك المكان يبدو لها مألوفا ..... قد أتت هنا من قبل ....
شعرت انها كالفراشة تهيم فى الفضاء ..، نعم الفضاء ....
نجم كبير يلتمع ... بوهجا عملاقا ... فى ظلام الليل .... يخرج من حوله غبار شديد اللمعان .... كلما تنظر اليه .....
ويزداد تألقا .....
....... جمال ممزوج بسحر ..... لم تراه فى حياتها ...
التفتت يمينا ويسارا تبحث عن أختها ......
لكن لاشئ موجود سوي ...، ذلك الجمال الاخاذ .....
ظهرت فجأة أمامها .. تلك الفتاة الصغيرة التى كانت تجاهد دائما أن تكون صديقة لها ....
فاقتربت منها أكثر وبسطت زراعيها ... لها .. وقالت ...
_ شمس ... فلتأخذي الخاتم ، هو لا يدخل فى أصابعي ...
.... هيا ... هيا خذيه .... ولنكن أصدقاء .....
..... ولنستمع الى حكايات الجد .... عن النجوم ... مع بعضنا .....
......حقا لقد تعبت من الجلوس على السلم اخفى نفسي ....
..... ها .... ها ..... هل توافقين ....؟
اجهشت فى البكاء بكثرة ...ينهش داخلها خيوط الذكريات بالندم ....
....وهى تسمع لتلك الكلمات ....
بسطت زراعيها الي يد الصغيرة ، تمسك الخاتم ..  وتهز رأسها بايجاب ....وتقول ببكاء
_ حسنا .....
_ حقا ...... وافقتى أخيرا ... قالتها الصغيرة وهى تهتف بمرح ..... دون وعى منها لتلك الكلمات التى تذبح قلب الاخرى ....
....وبعد أن مسكت الخاتم ووضعته بيدها ....بجانب خاتم بولاريس ازداد اضائه أكثر
....فلتمع كل شئ ....
وتحول ظلام الفضاء الى نورا شاسعا ..، لايري من خلاله النجوم .... والكواكب ...
وفجأة أختفى كل شئ لتعود الى مكانها ، أمام البحر....
بمفردها ..... مع دموع وجنتيها الحارقة .....
وهى لا ترى أختها .....
نظرت الى السديم ، لتراه مختفيا ....
فجأة سمعت همسات تعرفها .....تخبرها ...
_ يجب أن تكون سعيدة دائما ..... ياشمس ...
......أنسي كل شئ ، أصنعى ذكريات مع من تحبين ....
سأنثر غبارى على اخزانك لتختفى ....
و عاد السكون... تاركا الاحزان .... يطوق رقبتها....
                      ***
فى تلك الاثناء ..
_ لقد ابتلعت النجم الجديد ،قريبا سأصبح أقوى ...وأنتقم منك يابولاريس ... قالتها وهى تطوق رقبتيه بهالاتها السوداء ...
_ هل أنت ..متأكدة .... انتظر خلفك .... .. قالها وهو يتابع التغير الذي حدث فى السماء .... بعجب
نظر ت الفتاة الضخمه خلفها ، لترى نجما كبيرا ، يلتمع بشدة فى السماء ...
فصرخت صرخة تدوى ، وهى تقول
_ كيف حدث ذلك .....
تقلص حجمها فجأة وأختفت الهالة السوداء ، لتعلم أن السديم وصاحبه قد سحب قوتها بالكامل ، وسحب سنين عمرها ..... ليصبح هو الاكثر قوة .....
فقال بولاريس ...
_ لم تتغيري يا أتيا لذلك دائما تخسرين ..... حقا أنا أشفق عليك ....
_لم أفعل شئ سوي انى احببتك .... وانت سرقت ضوئى ..
_انت من قدمتيه لى ، لم اكن بحاجته ابدا ... كان مليئا بالخبث ....
واخبرتك مرارا ... وانت كنت تعاندين .....
لاتحمليني مسؤلية اختيارك ....
..... وما حدث كان نتيجه طمعك ، الحب لا يأذي احدا ابدا
.... الحب أنقى .. وأسلم .... من كل ذلك ....
لم تتوقف اتيا عن الصراخ ، وقد علمت أنها أصبحت بشرا ، بدون أى قوة ... ولم يتبقى لديها من العمر سوي القليل....
أبتعد عنها بولاريس .... وذهب يبحث عن شمس ...يلثم رائحتها ، يعلم أنها قريبة ...
وما أن سمع شهقاتها  وهى تنظر الى السماء المصاحبة لعدد هائل من الشهب تسبح فى ظلام الليل ...مرحبة بالنجم الهائل الجديد الذي زين السماء أكثر بوهجه المميز ....
_ شمس .... !!!
التفتت اليه تنظر والدموع تملأ جفونها ...، فقام بعناقها على الفور ... وقال ....
_ الكل منا يختار طريق حياته ..، وهى أختارت الافضل لها ..
_كان يجب أن تكون انا ، هى لم تفعل شئ لتستحق ذلك .
_أنت لا تعلمى ماذا تخفى الدنيا لها فى المستقبل ، ثم انت لست وحيدة ، معك حبي دائما ...
                     ****
مر أسبوعا كاملا على قلبها ، يغزوها الندم الشديد ...
لما لم تبقي مع أختها ، لما لم تراقبها وترى حياتها ...
...... كيف لم تعرف انها وحيدة ......
... كيف ... لما .... كلها أسئله مليئة بالمرارة ، تؤلمها أكثر .
ولأول مرة ترى الدموع لاتفارق وجه أمها، تأتى اليها لتسألها دائما أن كانت تعرف أى شئ عنها ....
نعم كانت تريد البوح بالعذاب الذي وقعوا فيه بسبب جشعها الدائم ، لكن كلما تنظر اليها وترى ترهلات وجهها..... يؤلمها قلبها ...
وتخبرها فقط انها بخير ، وذهبت الى مكان أخر بعيد ....
علمت بمرور الايام ....
...أن الأم اما ....،وأن كان قلبها من حجر ....
يبقي الحب لها ولو قليلا ... والخوف عليها وإن كان بسيطا ...
... لم تختفى أختها من عقلها ولا من قلبها .. وأن كانت الذكريات بينهم قليله ومؤلمه ...
إلا أن همسات النجوم لا تخرج من أذناها ....
... عن مدى جمال النجم الجديد.......
..... وعن همسات النجم الجديد لها .....
....العالم بأسره علم عن عودة النجم بولاريس .....و أن النجوم كانت تخفيه ....
ارادت أن  تخبرهم  جميعا أن ذلك النجم هو أختها .... (أشين )
لكن يكفى علمها وحدها بذلك ..
  علمت ان نوار تنازل عن الارث بينهم ، وتركه لها وحدها .... تفتتح فيه عملها ... وتنازل عن بناء الفندق
بعد أن كان يأتى يوميا لمراقبتها مع نجمها ، بنظرات مؤلمة ..... تركت اثرا فى قلبها ....
بعد مقابلته الاخيرة لها وقوله ...
_ أتمنى لكى الخير ...
....إن اردتى شئ اساعدك به أتصلي بي ....
                        ****
_ إن جعلتها تبكي ...،صدقنى سأتى لخطفها منك .... قالها نوار  لبولاريس  فى ليلة زفافهم ... التى كانت أمام البحر  يشهد بها النجوم والقمر ...
_ لن تزور الدموع عينها ابدا ، وانا معها .... قالها بولاريس وهو يرنوا الى شمس بحب الدنيا والسماء اليها  وهى ترتدي فستانا بسيطا بلون الابيض ... مما زاد من جمالاها اكثر ....
شعر بالم وهو يرى حبه يهيم فى عيناها له ، فالتفتت حتى يبتعد عنهم والدموع تنسكب من عيناه الخضراء ... وهو يري حلمه الوحيد يتلاشي من أمامه، ويوضع بيد شخص أخر ....
                   ****
_ تهانينا ايها النجم بولاريس ....قالها شاب وسيما فارع الطول ... يرتدي بذله أنيقه ...
_ لم أكن أتوقع مجيئك أيها الشهاب  كادى ...
_ وكيف لا أتى حتى أهنئ السيدة المشهورة فى السماء بخطفها لنجم بولاريس ...
نظرت اليه شمس بغرابة .... ثم أبتسمت ... وهى تنظر الى نجمها ...فأردف ..
_ انت أكثر فتاه محظوظة فى العالم ...
فى  يد واحده جمعتي خاتمان  أحدهما من القمر والاخر من أكبر نجم فى السماء ( أشين ) .
الذي قدمته لها كا كربان ... ونحن نرى الموت فى صنعه لها .. حتى لا تسرق ضوءنا ...
...قالها ثم التفتت يخرج ....
وقد نظر الى لسماء طويلا .... وهمس ... لها
_ كلما أنظر اليك أشعر بالسعادة ...، لا أعرف السبب .... ياثيرا ...
ااااااااه
لقد أعطاك القمر إسما جميلا .... حقا ..
...من أشين لأثيرا ....
....حقا تأسرين الكائنات بجمالك ....
                       ****
دائما ماترنوا بالشفقة الى أخيها ، وعن تغيره الشامل بعد ما فقد زوجته وابنه فى حادث.... دائما ما يخطف قدميه  الى سطح منزله ليبقي بعيدا عن كل الناس...
فصعدت اليه  ولمحته نائما على الارض ينظر الى السماء ... فقالت له بألم ..
_ لما أنت تريد أن تبقي هنا ...بعيد .. وبمفردك ....أصبحت أخشي عليك أن ووالدتى من الجنون  .... ألا تشفق علينا ...
تنهد وهو يقول
_ هل ظهرت أى معلومات عن أختفاء صديقتك ...
_ لا تقول صديقتى ...، ولما تهتم لأمرها ....أنها مدللة .. لا بد وأنها ذهبت لتقضي وقتا لطيفا ... وتريد ان تجعل الجميع يقلق عليها ... أنها وضيعة جدا ...
صاد الصمت للحظات ثم قال بهدوء ...
_ أتعلمين ... عندما أنظر الى  السماء ، والى ذلك لنجم .... يتلاشي حزنى ....
.....أتمنى فقط أن ألمسه .....
... أشعر أنه يزداد إضاءة كلما أنظر اليه ....
قالها وهو يبسط زراعيه الى السماء ويحاول أن يقبض عليه بابهامه ...
                         ******
انغلق الباب عليهما الاثنان ....
فقط ينظرون الى بعضهم  ويبتسمون .حتى همس لها  وشغف الحب يخرج من عيناه لها
_اعدك بأنني لن اتوقف عن حبك ثانية واحدة .....
همس بها وهو يحتضن شفتياها الصغيرة بين شفتاه ..... 
ويسرد  لها لغة الحب .... بأنفاسه .....
          
......تمت بحمد الله ....

قدمت لكم  رواية يامن أتيت من النجوم 
من الكاتبة (سارة منصور )
اهدي هذة الرواية
"....الى كل نجمة  تتلألأ  فى ظلام وحدتها، وتنتظر من يخطفها من الظلام الى نور الحب ...."
شكرا لكم على المتابعة
لا تنسوا  التقييم  ،وإخبارنا برأيكم
وعمل  ريفيو عنها لاصدقائكم
(هذه الرواية بها رؤية ثانيه  فمن فهمها حقا ، أتمني ان يذكر ما فهمه فى تعليق )

🎉 لقد انتهيت من قراءة يامن أتيت من النجوم (مكتملة) 🎉
يامن أتيت من النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن