الحلقة الثامنة

55 4 2
                                    

تسللت الى قلبي، بدون كلمة، لتنير حياتي بأكملها بابتسامتك.....
الحلقة الثامنة
ربما إن ذهب الخوف من قلبها، لوقعت فى سحر هذا العالم الغريب ...
نجوم باحجام هائله فى كل مكان ،  يزداد بريقها خاطفا لها كلما ازاحت عينها عنها  رهبة...
وبينما كانت تهيم فى هذا المكان الشاسع ، كانت أسيرة لذكرى واحدة .
وقلبها يخفق باسما واحدا....
علت أصوات أنفاسها ترتج داخل كل نبض ، الخوف يقيد جسدها...  حتى صاحت والدموع تتطاير من حولها ... وهى تتابعها بحسرة .. حتى قالت بصوت باكي
_ بولاريس ....
فجأه عم صوت دوامة الهواءفى  المكان تجذبها داخلها ،  فجأة خرجت منها تلك الفتاة الضخمه ...
وكأنها مجرد حبه  فى يدها .... ، لم تستطع كبح صرخة الزهول .. وارتجافه جسدها من الاعماق ..
من ضحكاتها التى ترنو داخل أذنها ..
_ لن يعرف بولاريس مكانك ابدا ...
ارتجفت وهى تقترب منها كل هذا الحد ، فقالت بصياح باكى ..
_ لما تفعلين .. هذا بنا .
لا تستطيع أن ترى كامل وجها وتعبيراتها ، ترى فقط هيكل ضخم وتسمع ضحكات رنانه ساخرة ...
ردت بنبرة تحمل الحقد
_ أنت لا تعرفين بولاريس وما الذي فعله بي ..!!!
لكن أنت ... ستجعليه يدفع الثمن ....
القت الروع فى صدرها وهى تنطق باسمه  ... ولم تلبث حيرتها حتى أتتها الاجابه تزفها بحسرتها الشامته .. وهى تردف
_ لقد فقد نصف ضوئه بسببك ..... بل أكثر ...
كلما كثرت مشاعره لك ... كلما اسرع فى اختفائه ...
سأنتظر فقط القليل ...
شعرت بخبث كلماتها حتى سارت الرعشه بها ، افكار تجول فى خاطرها وأسأله ... لا تعرف اجابتها ...
تلاشت  الفتاه فى الهواء  ، وظهرت الدوامه ضخمه تقترب أكثر منها وتجذبها الى الداخل، وتبتلعها.....أ غلقت عينها وصاحت ... باعلا صوتها  شعرت بانها تغرق داخل الماء  ...
لم تتوقف عن الصياح  والهتاف باسمه .... حتى فقدت الوعي ...
                      ****
استيقظت فى الصباح الباكر ، لتجد نفسها ملقاه على الارض .. ، وتشعر بالتعب الشديد ..
فتحت عينها بصعوبة ، وعرجت الى غرفتها ، وغطست وجهها تحت صنبور الماء المتدفق ...
عادت ذكرة البارحة  فى عقلها ، لتشهق وتصطدم بصنبور الماء ...
تآآوهت .. لكنها لم تكتمل صدمتها حينما لمحت نفسها فى الماء ...
اعتقدت أن شخصا غريب يقف أمامها  وينظر اليها داخل مرآتها .. بسطت يدها بزعر تتفقد المرآه ، وتفتعل حركات  لتتأكد أنها صورتها  ...وليس شخصا أخر ...
وجهها الاسمر .. انقلب تماما ..، ببشره حليبه لامعه ، وضعت يدها الاثنان على وجنتيها ...  وتمرها على شعرها الذي انقلب كاملا بلون الابيض ... 
عاد صوت الفتاه الضخمة الى أذيها يرنوا ويتكرر بصدى ...
_ كلما زادت مشاعره لك  ......سيختفى .... سيختفى ...
لم تتحمل قدماها شدة البؤس الذي وقع على قلبها مباغتا ، لم تجد السعاده طريقها اليها ابدا .. وعندما مرت أمامها تغريها بقطعه الحلوي التى تذوقتها لمرة واحده فقط، عادت لتسحبها من أمامها بقوة .. ودون رحمة ....!!!!
صاحت ببكاء وهى ترتجف بانفعال ، حتى نزلت الدموع من عينيها تحرق وجنتيها بكل ذكرياتها معه ، والحب .. الذي عصفها بعد أن تبلد لسنوات ...،الان يبتعد ..... لما تولد لديها الامل من جديد ... كانت تعلم منذ البدايه أن الجميع يتركها ... لكن هو لما تولد المستقبل يرتسم عقلها بمخيلات ... لم ترها من قبل .... من عائله وعناق ....
....عناق!! ...عندما تذكرت البارحة وهى داخل صدره ، وتسمع نبضاته التى تصرح بالحب لها ... ، حتى توقف الزمن  .... وجفت الدموع ... وبقي الحزن يوخذ قلبها مع كل نبض .... وأتى صوت داخلها يخبرها بألم
_ اتحزنين يادوار الشمس ....؟  على ماذا ...
على نجمك .... الذي سيتركك ...
أليس ذلك.... ماتمرين به طوال حياتك ...
أنسيتى والدك الذي وعدك أن يبقي معك دائما ...  ثم رحل فجأة للأبد
أنسيتى والدتك التى تركتك لتتزوج رجلا أخر بعد رحيل والدك باسبوع ... وعاشت بدون أن تعترف بك ...
على ماذا الحزن   ....
لطلما كان قدرك مؤلما ...
........وسيبقي ......
لم تعلم أن خروج الدموع يؤلم لتلك الدرجة ...
ألا يخبرنا الناس على أنها دواء فعال ...
بقت على الارض صامته فقط تتحدث دموعها عن الامها ...، حتى سمعت ذلك الصوت الذي  كان كفيلا به أن يزيح تشوهات الزمن بقلبها الجريح ...
الصوت الذي أذابها عشقا ، وبقت طوال الايام تنتظر لتنصت اليه ..، حتى تشعر بالامان ....  والان ....
وقفت  ومسحت دموعها ، عندما سمعت صوته يأتى من الخارج ....
تريد أن تخبره بما حدث ، وهل هو صحيح أم لا ....
ولكن ... عندما قامت بفتح الباب ، ونظرت اليه ....
تصلبت دمائها وارتفعت الى قلبها جعلته يرتجف أكثر ، لم تشعر بنفسها وهى ترتمى بداخله ...!!!! وتحوطه بيديها بقوة ..... وتماسك ..... 
وتبكي ...
_ لا تتركنى يابولاريس .... ارجوك ...
شعر بالحيرة من رد فعلها المفاجئ لرؤيته
فاحاطها بزراعيه ..،  ومسح على ظهرها بحنان ، حتى تتوقف عن البكاء....
ورفع يده الى خديها  وسحب رأسها من صدره  متعجبا ويرنوا اليها وهى غارقه فى دموعها .... وتردد وتغمغم بكلمات .... فقال بحزن .
_ لما تبكين .. يادوار الشمس ....
لن أتركك  ...... حتى و إن أمرتنى بذلك ...... لن ابتعد عنك ابدا ياحبيبتي ....
فلتهدئ ....
ارجوك لا تجعليني ... أتالم ...
لا أتحمل رؤيتك تبكين  هكذا ....
تريد أن تخبره بكل شئ ، لكنها تشعر بالخوف .... شفتاها تتلعثم ... فقد كلمه واحده تخرج متكررة ...
.........لاتتركني ......
                     *****
بقت طوال الليل مستيقظة  تأكل فى شفتيها بغضب ، على فراش المشفي ، وقدماها معلقه .... أمامها برباط حتى تلتئم عظامها ...
_ ثلاث أسابيع .... لن أتحمل ... تلك الرائحة أنها تصيبني بالغثيان .... قالتها أشين بحنق لوالدتها .... وهى جالسه بجانبها
_ ماهذه الدوائر السوداء يااللهى .... فلتنامي ... الان ..... حتى لا تفقدي جمالك .
علا صوت الهاتف ينبئ برساله ... فرفعته أمامها  تتصفحه لتشهق بصدمه ..
_ هذا الاحمق البغيض ...سأقتله ....
عليك اللعنه يانوار .....
_ ماذا تقولى يافتاه ...؟
_ أنه الاحمق نوار ... يخصم منى 70فى المئه لانى تغيب البارحة.. لا يعلم أنى لن أذهب ثانيا ...
أشتعل الغضب فى عين والدتها .... وقامت بالضغط على معصمها بقوة . حتى صاحت ...
_ هل أنت مجنونه ..... ألم أقل لكى أن تسحريه ...
جمالك هذا يجب أن يقدر بثمن والا ستكون حياتك مثلى ....
صاحت أشين بالم ... و تطلب العفو من والدتها حتى تريح قبضتها ... على يدها ....
_ حسنا حسنا ....سأفعل ماتريدين ....
_ فتاه غبية .... قالتها والدتها وهى تلقى بيدها بعد ان تركت أثرا مؤلما به....
لم تكن تولا مثال للام الحنون بل كان الشر يسكن عينها ، ويلقى داخل عيون ابنتها ...
دائما منذ الصغر تحدث أشين عن نوار وعائلته ، وأنه ابن كامل باشا والحفيد لعائله السيد زايد الاخ الاكبر لجد دوار الشمس ....وأن بينهم ميراث ضخم ....  ومهمة حياتها أن تجعل ابنتها زوجه الوارث الوحيد لتلك العائلة العريقه ....
حتى أنها بقت ترجو لأسابيع  بمقابله السيد كامل  لأجل وظيفه  خاصة بأشين على أن بينهم جهه قرابة ....حتى تصل الى مبتغاها ....  والان يجب على أشين أن تنجح بالمهمة ....
                             ****
_بقيتي طويلا هنا...... اذا هل لى بقبله .. صغيرة ... قالها بولاريس وهومايزال  معانقا لشمس ورأسها مدفونا داخله ... وما أن سمعت كلمته حتى رفعت رأسها اليه ... تنظر بألم ... فأقترب يداعب أرنبه انفها الصغيرة.... بأنفه المرتفع...
ويرنو اليها بحب ..... وقد هدأت قليلا ... ... ثم ابتسمت .... وماتزال الدموع تنهمر .. وتبقي أثارها على خديها ....
فأردف ...
_أرى أنك تغيرتي ... قليلا ...
عادت الرجفه اليها ...  فقالت متلعثمه ...
_ بولاريس .....  توقف عن حبي، واجعلنى  أنا احبك أكثر ......
_ ممممممم   لا أستطيع ... هذا القلب ... يريد أن يعشقك أكثر .. كلما أقترب منك ....يقفز داخلى .... الا تسمعين ....  قالها وهو يضمها أكثر ... حتى تشعر بنغمات قلبه العاشق....
_ حسنا فلنبتعد ....عن بعضنها خطوتان ... قالتها وهى تبتعد خطوة ثم تنهدت  ورفعت رأسها تنظر ...وتردف بجدية
_ عليك أن تعدنى أن حبك لى سيقف على هذا القدر .. ولن يزيد ....
شعر بالخرابة من كلامها ، وحركاتها منذ الصباح فاستسلم لأمرها ...وقال مهدئا
_ حسنا ياحبيبتي ....
  .........
_ لن يكون هناك عملا اليوم ،سأخذك الى مكان جميل ....
ابتسمت على الفور وأمالت برأسها بايجاب ....
................
خطت على البحر وهو يمسك يدها، وينظرون الى بعضهم .. بنظرات خاطفة ... حنونه .... اشتياق ... حب ....
فجأة.....
جاء فى خاطرها أنها نست أجهزة الاضائه فى عملها مضيئة منذ البارحة ، فطلبت منه ان ترجع لتغلقها....
وفى طريقهم لرجوع  ، لمحت شابا واقفا امام عملها، وينظر اليهم بغرابة......،فانقلب معالم وجهها الى العبوس  .. فأشاحت بصرها عنه بضيق....
فقال ساخرا  وهو ينظر اليهم ...
_ لم أرى رجلا وسيما بهذا القدر ، وأجمل من فتاته ..... حقا....
تبدوان رائعين ....
وقفت  فجأه عن الخطى ونظرت اليه بحنق ،...
نعم يعلم هذه  العينين  وغضبها ... ، وهذا النمش الكثيف ...
_ أنت .....أنت دوار الشمس .... مالذي فعلتيه بنفسك ....
ومن هذا الرجل ..... ولما تمسكين يده .... قالها هذا الشاب ذا الشعر الاحمر ، وهو يشير اليها بصدمة .... وغضب ....
يتبع......
#سارة_منصور

يامن أتيت من النجوم  (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن