الفصل الأول
يتمدد جسدي فوق ذلك الفراش الابيض ، منهكة القوى عاجزه عن تحريك ذرة واحدة بجسدي ، احاول جاهدة استدعاء حواسي التي اظن انها خارت للابد ، جفناي ثقيلين اظن بانى احتاج لاضعاف قوتى لابعادهما عن بعضهما ، يد ما تلامس يداي ، اشعر بدفئهما ، صوت بكاء حاد بجوارى
كلمات حزن يتم تلاوتها على مسامعى ، تختلف الكلمات ونبرة الحزن واحدة ، مرارة تلك الدموع التي تنساب على وجنتاي تزيد نيران صدري اشتعالاً ، تختلط نبرات الاصوات حولى ويبقى ذلك الصوت الباكى مميزاً لي ، بالرغم من ذلك الضيق الذي يجتاحنى الا اننى وبشكل ما اشعر بالامان عند سماعي اليه ..
رعشة خفيفه تسرى باوصالي ، برودة شديده تنتشي باطرافي ، الماً حادا يكاد يفتك راسي ، يزول ذلك الثقل من مقلتاي تدريجياً ، لتنفتحا ببطئ ويزيد وجع جسدي ويتفاقم
انظر حولى استكشف ذلك المكان الذي اقبع فيه ، لاجدنى فوق سرير بغرفه داخل مشفى ، يتصل جسدي بعديد من الاجهزه الطبيه التي تصدر صوتاً رتيباً ليشير الي اننى مازلت على قيد الحياة ، والي جوار سريري يقف الطبيب وممرضته الحسناء لتتابع حالتى ، يقترب منى ليطمئن على حالتى ويسالنى ان كنت اسمعه ام لا ، احرك له راسي ايماءا ، وبعد محاولات عدة مع حنجرتى اخرج صوتاً بالكاد يسمعه لاخبره بأننى اشعر بالم في جميع انحاء جسدي .
يجيب بلامبالاه وهو يتابع فحصه : لا عليك ستصبحين بخير عما قريب ، فلا داعي للقلق ، وحمداً لله على سلامتك
قال جملته مبتسماً ثم خرج من الغرفه تتبعه الممرضه ، ليتركانى وحيدة مع ذلك الالم العنيف الذي يغزو راسي ، ولكن مهلاً اين ذلك الصوت الحزين الباكى الذي لطالما سمعته ؟! اين هو صاحب الدموع المريرة ؟! لمَ أصبحت وحيده الان ؟! وما الذي اتى بى الي المشفى من الاساس ؟
لمَ لا اتذكر شيئاً ! عشرات الاسئلة تندفع في راسي ، لتزيده وجعاً فوق وجعه ..
يطرق الباب طرقات خفيفه قبل ان يُفتح ويظهر خلفه رجل في عقده الرابع ، يظهر الوقار على ملامحه وتلك الخصلات البيضاء التي تتناثر بعشوائيه في شعره ، قال وعلى محياه ابتسامة مريحة : هل لي بالدخول ؟
لم استطع ان اتذكره او اتذكر ان كنت اعرفه ام لا ، الا اننى وبشكل ما كنت على يقين بانه يعرفنى حق المعرفه ، وهو من سيساعدني على الخروج من وحل الاسئله في راسي ، بابتسامه باهته وبصوت هامس قلت : بالطبع تفضل .
اقترب في وقار وجلس على كرسي بجوارى وقال : حمداً لله على سلامتك ، كيف حالك الان ؟!
قلت متوجسة : أنا بخير ولكن هل تعرفنى ؟
- نعم أعرفك جيداً ، ولكنك لا تعرفينى سأقدم نفسي اليكِ
أنا مصطفى ناصر محامى من طرف ايهاب ابن عمك ، طلب منى ان اترافع عن والدك في قضيته ..
أنت تقرأ
الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس ******** تحرك برأسه مرة أخرى نحو السماء، ثم أردف وصفه لها : إنى أراها صافية تماماً مثلك . ثم نظر إلي بغته ، لأجد يقلبي يقع بين قدمى ، ووجنتاي تشتعلان خجلاً ، في حين تظاهرت بالتماسك لأترك له المجال...