الفصل السابع

678 25 2
                                    

الفصل السابع

نظرت إلي المنديل في يدي لثوانى أستوعب ماقاله ، ثم مالبثت أن انفجرت في الضحك ، وسالت دموعي أكثر صعب علي تميز إن كانت من أثر البكاء أم الضحك ، فجففتها مرة أخرى بواسطه المنديل ، ثم نظرت إليه بامتنان فلا أذكر متى آخر مرة ضحكت فيها من أعماقى ، ثم مددت له يالمنديل قائله : ها هو ذا خده .

فأجاب بطريقه طفوليه : لا إنه مبلل بدموعك وأنا أريده جافاً تماماً ..

اكتفيت بالضحك ولم أسايره مزاحه ، فقال كما لو كان تذكر شيئاً : انتظري لحظه ، اريد ان اسالك سؤالا مهماً .

نظرت اليه بفضول ، فتساءل وهو يضيق عينيه ، وبلهجه ساخرة القى سؤاله : من قال لكِ بأن كونى مرحاً ، يحتم علي مصادقه المرحين فقط ، أهو قانون جديد في الصداقات ؟

لم أتمالك نفسي وعادت ضحكتى مرة أخرى وأنا أفهم مايشير إليه ، فقلت في دفاع عن نفسي حتى لا يظن بي السذاجة : لم أقصد هذا ، انا فقط أخشى أن تمل مصادقتي .

قال وغمازته تزين وجهه : بضحكتك الرائعه تلك ، لا أظن هذا.

علقت بشئ من الاحباط : بكائي أكثر .

ليجيب بحماسه : سأجعل العكس هو الصحيح .

زفرت بضيق : لا أظن ، فالأمر أصعب مما تتخيل .

ليرد بتحدٍ : أنتراهن ؟!

بتعجب سألته : على ماذا ؟!

- على أننى سأنجح في محو الحزن من داخلك إلي الأبد ، واستبداله بالضحك والابتسام .

- أتمنى هذا حقاً .

- وإن فعلته ، ماذا تقدمين لي ؟

- ماذا تريد ؟!

- صداقتك إلي الأبد .

- لا أظن بأننى سأمانع .

******************

قطع حديثنا الثنائي صوت والده "مجاهد" وهو يخبره بأن موعد رحيلهم قد حان ، والتفت إلي والبسمة تزين محياه قائلاً : سررت للقائك بنيتى ، واتمنى أن تسعدينا بزيارة منك إلي منزلنا .

هممت بالإجابة ولكن عاجلنى نادر قائلاً : هذا شئ مفروغ منه يا أبي ، فأنا وملك اتفقنا على أن تأتي لتناول الغداء معنا غداً .

قالها وهى يغمز لي ، بينما نظرت إليه باستغراب ، فنحن لم نتفق على هذا ولكننى لزمت الصمت ، وتابعت والده وهو يعلق بسعادة ظاهرة : إذن سأكون بانتظارك بنيتى .

اومأت لى برأسي دون أن ينطق لسانى بحرف ، وعلامات الدهشه لم تكن قد فارقتنى بعد ، وبعد أن تم الاتفاق دون ان أدري به على الذهاب إليهم في الغد ، رحلوا سويا والتفت إلي نادر وغمز لي ثانيه ، وهو يشير إلي بيده مودعاً بطريقه طفوليه مرحة ، فانبثقت ابتسامه على شفتىّ وبتلقائيه رفعت له يدي ملوحة ولوهلة شعرت بأننا الاثنان طفلان لم نتجاوز العاشرة ، راق لي هذا الشعور ، وحينها تمنيت من كل أعماقى لو أن بمقدورى أن أعود طفلة ، ويتوقف بي الزمن فلا يتقدم بي العمر ، ولكن ليس كل ما يتمناه الانسان مباح ، تنهدت بقوه وأنا أتابع نادر ووالده يختفيان في الظلام أمامى ، وحوطت نفسي بذراعيّ حين شعرت بلسعه برد طفيفه سرت بأوصالى ، فتوجهت عائدة إلي المنزل ، وأنا أفكر أما زال إيهاب بالخارج ؟ ولكن متى يعود ؟

الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن