(الفصل الخامس)
بالرغم من عودة صوتي إلي ، إلا أنني تظاهرت بعدم القدرة على الحديث ، وكان هذا أفضل ما قمت به ، فلو أنني أجبت لكنت ألقيت عليها وابلًا من الشتيمه واللعنات التي أعرفها وغيرها مما لا أعرفه ،، وبعدما لم تجد منى رد توجهت بيصرها إلي إيهاب الواقف أمام فراشي ، ينظر إلي بعينين جامدتين ، وقالت : إيهاب كنت أريدك في أمر ما .
************************
دق قلبي بعنف حتى كاد ينفجر ألماً ، وأنا أراه يتوجه اليها ليخرجا سوياً من الغرفة بأيدي متشابكة ، وأنا أتابعهما من فراشي الذي شعرت به ناراً تحرقنى ، وتحولنى هشيماً مندثر ، رحل معها دون حتى أن يكلف نفسه عناء النظر إليّ ، أم أنه كان يخشي رؤيتى منكسرة ، ذليلة بسببه .
رحل معها وتركني مع آلامى أتجرع كؤوس العذاب ، وأتناول سموم الآهات ، تيبست مكانى وتسمرت عيناي على باب الغرفة المغلق دون أدني حركة منى ، أتأمله وبداخلى على يقين من أنه بعد لحظات سيفتح ، ليظهر إيهاب خلفه
ويعود مجدداً ينتشلني من عالم الأحزان هذا ، ويلقي بي في عالمه بين ذراعيه ، ويغمرنى بدفئه وحنانه ، وينتشلنى من دوامة الضياع تلك ، الي بر الأمان ، طال نظري الي الباب المغلق ، وطال انتظارى لفتحه ، مر الكثير من الوقت لا أدري كم كان مقداره ، ومازال ذلك الباب اللعين مغلق يأبي الانفتاح ، كنت مازالت مأخوذة بما حدث ، يأبي عقلي تصديق أن ايهاب الان مع غيري على الرغم من حبه لي
، أخذت الأحداث تتوالي مجدداً أمام ناظرى مذ وطأت قدمى تلك المزرعة البغيضة ، في حين كان قلبي يتمزق وجعاً
وانفاسي تُحبس بين ضلوعى تأبي الخروج ، وعقلي يصرخ بكل ما أوتى من قوة أن كفى ،،، والغرفة تدور من حولى ،، وانفساي تتسارع تارة وتختنق تارة ، وقلبي يأن من الوجع ،، وشرايين تكاد تفجر بداخلى ،، والفراش من تحتى يشتعل بنار الوجع ،، والألم برأسي يتفاقم ، وانفاسي تتسارع ،، الغرفة تدور ،، الفراش يزداد اشتعالاً ،، قلبي ينزف
انفاسي تحبس ،، ألم رأسي يستمر في تزايده ،، الغرفه تدور ،، عقلي يصرخ كفى ،، أضع يداي على أذني بعصبيه ، ويستمر الدوار ، ويزداد الفراش بناره ،، رأسي يكاد ينفجر ،، الغرفه تدور ،، شرايينى تتسع حد التمزق ،، النيران تتأجج بأوصالي ،، أصرخ بأعلى صوتى " كفى "
ليفتح الباب بقوة ويظهر من خلفه ندا مذعوره ومعها بثينه الخادمه ، بعدما سمعا صراخى ، وألقى بنفسي بين ذراعي ندا وأنا انتفض ألماً ، وأخذت تهدئ من روعى ، في حين أحضرت لي بثينه كوباً من الماء ، وقدمته لي بلهفه ، أخذته منها وانا احاول السيطرة على رعشة يدي حتى لا يسكب الماء كله على الارض ، وتناولته متجاهله تلك الغصه بحلقى ، وروحت أنظم انفاسي تحت انظار ندا وبثينة المجزوعه ،
أنت تقرأ
الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس ******** تحرك برأسه مرة أخرى نحو السماء، ثم أردف وصفه لها : إنى أراها صافية تماماً مثلك . ثم نظر إلي بغته ، لأجد يقلبي يقع بين قدمى ، ووجنتاي تشتعلان خجلاً ، في حين تظاهرت بالتماسك لأترك له المجال...