الفصل الثامن

540 24 3
                                    

: الفصل الثامن

ما إن أغلقت الهاتف حتى اندفعت إلي اللوحة بحماس مضاعف ، واصلت العمل بها النهار بطوله دون كلل أو ملل ، تيبست أمامها لا يزحزحنى سوى ذهابي الي الحمام أو جلوسي مع ندا التي ما إن رأتها نطقت تعابير وجهها قبل أن ينطق لسانها بالإعجاب ، مما زاد من حماستى واستثار نشاطى حد أننى رفضت الذهاب معها لتناول الغداء ، وعلى هذه الشاكله انقضى هذا البوم والذي يليه إلي أن وقفت أمامها في نهاية اليوم حين أنهيتها تماما ، بنظره رضا كنت أحملق فيها ، واكتملت حينها سعادتي وتفاقم بداخلى شعور بالفخر لما انجزته ولم تبرح الابتسامه شفتى ، وكنت أتوق للحظة التي يراها فيها نادر ، وأتوق أكثر لرؤيه ابتسامته المرحة تلوح بتيه على شفتيه ، وبقلب مطمئن ونفس يملؤها الرضا توجهت الي الفراش استعجل صباح الغد في القدوم.

***********************

وقفت حائرة أمام الدولاب ولاول مرة منذ أن وطأت قدماي هذه المدينه أفكر في التخلى عن طقوسي في ارتداء الملابس ، فكرت في الظهور بمظهر جديد وكأنى أريد لهذا اللقاء أن يكون جديداً ومختلفاً من كافة النواحى ، وبعد فترة ليست بالقليله من التردد والتفكير وبعد أن قمت بالقاء كل ما كان يحتويه الدولاب من ملابس على الفراش ، استقر اختيارى اخيراً على تنوره صفراء تقف عند حدود ركبتي ، وبلوزه بيضاء بلا أكمام ، ورميت شعرى على كتفى ولم أرفعه ، ابتسمت وانا اتذكر حين قال لي نادر بأنه هكذا أفضل ،

نظرت لنفسي بالمرآة نظرة رضا وقد نالي مظهرى استحسانى ، التفت الي اللوحة الموضوعه فوق الفراش خلفى والتقتها بحرص شديد كما لو كانت قطعه نفيسه أخشي عليها الخدش ، هاجمنى الضحك حين تذكرت ندا وهى تساعدني في تغليفها وقد ابتدت استنكارها من كبر حجمها وأخذت تدمدم بامتعاض " لم لم تكتفى بلوحة أصغر حجماً"

رن هاتفى وكان نادر يبلغنى بوصوله وانتظاره لي بالاسفل ، فتوجهت نحو الباب ممسكة اللوحة باحكام وما إن وضعت يدى على مقبض الباب التفت بتردد إلي أدوات الميكياج التي تزين التسريحة ولم استعملها يوماً ، ثم توجهت نحوها بخطوات واسعه فلابأس بقليل من الحيويه والتأنق لشفتاي ، خرجت من الغرفه ورحت أغذ الخطى وهبط الدرج بخطوات واسعه يدفعها حماسي ، وجدت عمى يجلس بالصالون برفقة ايهاب الذي تظاهر بانهماكه في قراءه كتاب بين يديه ، القيت عليهم التحيه وقد تعمدت اظهار الفرح بنبرة صوتى ، وبخبث استأذنت عمى لأذهب مع نادر بالرغم من علمه بهذا مسبقاً إذ قال له نادر ، إلا أننى لم أكن لأضيع فرصه مثل هذه كى أشعل نيران الغيرة بصدر ايهاب .

حين خرجت من المنزل أبصرت نادر يقف واضعا يديه في جيبه مستنداً الي سيارته وقد بدا شارداً ، وما إن دنوت منه حتى انتبه لوجودي فاعتدل في وقفته وبنظره مبهورة اخرج يده من جيبه ليرفعها أمامه في حركة تساؤلية قائلاً :

الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن