الفصل العاشر والأخير

992 55 16
                                    

رواية الوهم لأميرة زقزوق 

الفصل العاشر والأخير:

اتسعت عيناى دهشه : أتدرك ما تقول ؟

- نعم ، أقول إنى أحبك منذ أول مرة رأيتكِ بها ، ولم تكن هذه المرة بمنزل عمك بل كانت حين جئت الي الاسكندرية برفقة ايهاب ، لمحتك من سيارتى بينما كان يترجل منها قادماً إليك ، يومها ارتسمت ابتسامتك الشغوفه بعقلي ورفض طيفك أن يذهب عن مخيلتي ، كنت أرى جميع النساء أنتِ ، انتابنى شعور مميت بتأنيب الضمير لرفض قلبي أن يتوقف عن النبض إلا لكِ ، وحين رأيتك للمرة الثانيه بمنزل عمك عاد قلبي للنبض مجدداً واسترددت روحى الضائعه ، فأرجوكِ لا تسلبي روحى مجدداً .

بنظرات حائرة أخذت أحدق بدهشة وعدم تصديق في الماثل أمامى ، وعقلبي لا يكف عن ضجيج تساؤلاته المتتالية ، أهذا هو نادر صديقى ؟ أكان يحبنى كل هذا الوقت ؟ لم أخفى عنى كل هذا الوقت ؟ ولم قرر أن يبوح لى الآن ؟

أعتملت نيران الفجع بصدى وأشتعلت أحزان قلبي بعدما اصبحت على يقين بأننى على وشك فقدان أعز أصدقائى وأقرب شخص إلى قلبي ، فلم يعد قلبي يقوى على تحمل المزيد من مرارة الفقد ، فصدقاً لقد تلفت روحى ، لم تعاقبنى الحياة دائماً بسلب أقرب الناس إلى قلبي ، وكأنها تعاقبنى على كل لحظة سعادة شاركتها معهم !

صدقاً يانادر لن أجد رجلاً مثلك ، لن أحظى بمن يملك لى كل هذا الكم الهائل من الحب ، الذي أصبحت الآن على ثقه أن ايهاب لم يكن لى يوماً بمثله ، أعذرنى يا صديقى فأنا لا أريد أن أخدعك ، فمهما حاولت يظل إيهاب متربعاً داخل قلبي يأبي الخروج ، أما أنت فتستحق من هى أفضل منى ، تستحق من تهب لك قلبها وتكرس لك حياتها ، وأبداً لن أتمكن من أن أكون هى .

سحبت نفساً عميقا ألملم به شتات نفسي ، واستجمعت شجاعتى لأقول بصوت مضطرب متردد وإن كنت حاولت إظهاره بعكس ذلك :

- أنا آسفه أتمنى حقاً أن أبادلك الحب ولكنى لن أقدم على أن أداوى حباً بحب آخر ، إضافة إلى أننى لا أراك سوى صديقى المفضل .

*****************

أجلس بغرفتى أضم ساقي الي صدرى والقى عليها راسي في استسلام تاركه العنان لدموعى بالانهمار علّى أجد وسيلة ما لنزع قليلًا مما يموج بصدرى من أحزان ، وتخفف حدة نيران قلبي التي تزيدها الفراش تحتى اشعر به كالجمرة الملتهبه التي تحرق كل مايقترب منها ، الغرفه حولى مطليه بألوان الكآبة والوحدة ، ضاعف غياب نادر من ثقل صدرى أضعاف أضعاف ماكان عليه ، فقد مر ثلاثه أيام منذ لقاءنا الآخير ، لا تغيب عن مخيلتي صورة وجهه وملامحه الصارمة حين قلت له بأنه ليس سوى صديق لي .

كقطعه حجارة صماء لا روح فيها ولا حياة ، أجلس مكانى بلا حراك والبيت من حولى يعج بأصوات الحياة ، إذ كانت ترتيبات حفل الغد تقوم على قدم وساق ، الجميع يجوب المنزل بهمه يشاركون فى تزيينه يستعجلون ذلك اليوم ليحتفلوا فيه على حساب قلبي المكلوم ،، لو كان نادر بجوارى الآن لما كنت بهذا الضعف ، مجرد رؤيته تبعث في نفسي قوة لا أعلم مصدرها ، وكانت ابتسامته تُشع في بهجة معاكسه للضيق المقيم بصدرى ، ولكن أين هو الآن؟! أعلم أنه يعانى مثلي تماماً ومايزيد قهرى أننى السبب فى معاناته ، يؤلمنى أن أكون سببا في حزن من كان يوماً سبباً لسعادتى وسراً لابتسامتى .

الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن