الفصل التاسع

525 27 1
                                    


رواية الوهم لاميرة زقزوق

الفصل التاسع

***************

صداع عنيف يغزو رأسي عنوة دون أدنى مقاومة منه ، ألم شديد ينفشى بجسدي تجعل كل ذرة به تنتفض ألماً وتئن وجعاً ، أفتح عينى بصعوبه وحذر شديدن ليداهمنى ضوء فيؤلمانى بشدة وأعاود اغلاقهما بفزع وأشعر بألم جسدي قد تضاعف ، انتبهت حواسي حين التقتط أذناي صوت ندا ، فاطمأن قلبي وشيئاً من الأمان سرى بأوصالي ، وبعد لحظات استجمعت بها شجاعتى عدت أفتح عينى مرة أخرى ولكن أكثر بطئاً وحذراً ، وبشئ من الخوف تحملت ذلك الألم الذي يسببه الضوء لهما ، تجولت بعينى لأجدنى محاطه بعدد من الأوجه تتباين رده فعلها مابين التوجس والترقب والبكاء والفرح ، وكان جسدي ممداً على فراش يتصل به العديد من الأجهزه ، وكثير من المحاليل الطبيه التى توفر لجسدي الواهن الغذاء اللازم لابقائه على قيد الحياة ، اعتصر الألم قلبي وتناثرت بقايا روحى حين لم أجد أحب وجه إلي قلبي ، كان الجميع حاضرون إلا هو ، التفت إلى نادر حين ضغط بقوة على يدي وعلامات الذعر جليه على وجهه ، وبخوف سألنى : أتسمعيننا ؟!

أدركت حينها بأنه كان يحدثنى ولم ينتبه عقلي له ، قاومت ألم جسدي وتناسيت صداع رأسي وبوهن أجبته : أسمعكم .

زفر براحة وعادت بسمته ، لتقول نجوى وقد تراقصت دمعه بعينيها : قلقت عليكِ كثيراً بنيتى ، حمد لله على سلامتك .

لتعلق ندا من بين دموعها : قتلنى الخوف حين قال الطبيب بأن غيبوبتك قد تطول أكثر .

لم أفهم ماكانت تقوله ندا ، عن أي غيبوبه تتحدث ؟!

منعنى تعبى من الاستفسار ، بالإضافه الي تعليمات الطبيب بأننى بحاجة إلي الراحة ، فرحل الجميع وبقى نادر ، جلس بجوارى ممسكاً يدي وكأنما يريد اخبارى بأنه لن يتخلى عنى مهما حدث ، نظرت اليه بأعين دامعة ولسانى لايقوى على الحراك أود أن أستفهم منه عما حدث ، وكما لو كان يشعر بعجزى ، حرك رأسه بأسى وقال كأنما يقرأ من تقرير أمامه : ارتفاع في ضغط الدم يؤدي الي غيبوبه لخمسة أيام ، أيّ لعنه حب هذه التي تفعل بكِ كل هذا ؟

دهشت لما قال ولم تخف عنه دهشتى ، فقد ظننت بأنها مجرد إغماءه خفيفه وأفاقونى بالمشفى ، زادت مراره حلقى وأخذت الدموع تتكثف بين جفنىّ ، أحدق بنادر الذي كان يشاركنى الحزن بصدق ظهر جليا في ملامحه ، تجاهلت ذلك الألم الذي يكاد يفتك براسي ، وبصوت مخنوق ولسان ثقيل سألته : هل حقاً سيتزوج ؟

أطبق على يدي بشدة ، وبنظرة قاسية لاحت من عيناه أحاب : نعم ، سيتزوج من أخرى ولن يبالي بكِ ، لمَ إذن لا تنسينه؟

الأمر في غايه البساطة هو لايحبك ولايستحق ذرة من حبك له ، لو كان حقاً يحبك لما فعل بكِ شيئاً من هذا .

الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن