الفصل السادس
ما إن قال جملته ، حتى نهض نادر من جواره ، واقترب منى بخطوات رشيقة ، ثم مد إلي يده ، وابتسامة واسعه تتدين على شفتيه أظهرت غمازه في إحدى خديه ، وقال بصوت مرح ، يمتلئ بالحماس : تشرفت بلقائك آنسه ملك .
نظرت الي يده الممدوده نحوى بتردد ، ثم مددت يدي بارتباك واضح ، ظهر جلياً في رعشة يدي التى لم أفلح في إخفائها ، ولكنها هدأت حين استقرت يدي بين أصابعه ، شعرت بحماس لا أعلم مصدره وهو يهز يدي بقوة ، كما لو كان يسلم على أحد من أعز أصدقائه ، بحثت عن صوتى وقلت بصوت مختلف عنى : وأنا أيضاً .
اتسعت ابتسامته وزادت غمازدته في وضوحها ، ثم عاد بنفس خطواته الرشيقه الي مقعده ، وجدت نفسي أتأمله فضولاً ، وتعجبت كيف لهذا الرجل ذو القامة الفارهه تلك بأن يكون والده قصير القامة هكذا ، لابد وأن والدته طويله القامه إذاً
ارتسمت ابتسامه سخريه علي شفتى ، حين لاحظت أن ذلك الرجل قد أخذ من انتباهى حد التفكير في توارثه لجينات الطول ، ولكننى تابعت تأملى له من طرف عينى ، فقد كان جذاباً الي حد كبير بابتسامته الخلابه تلك التي تزين ثغره ، وبشخصيته المرحة التي تظهر جلياً لأى شخص يراه
وحضوره الواثق ، فقد كان يتحدث بمرح وفي عيناه الضيقتان هاتين نظرة ثقة جذابة ،،،
أخذوا جميعاً يتبادلون الحديث بينهم ، تتخللها النكات والضحكات ، اكتفيت بابتسامه باهته علقتها بشفتاي ، بينما كان عقلي مع ذلك الغائب ، وفى غمرة حديثهما جاءت بثينه تعلن عن انتهاء تجهيز الطعام ، ليقفوا جميعاً ويتوجهوا إلي السفرة المستقرة على الجانب الآخر من هذا العمود القابع في المنتصف ، كانوا يتوجهون واحداً تلو الآخر وأنا واقفه متيبسه بمكانى انظر إلي الباب المغلق اتساءل ، ألن يظهر إيهاب من خلفه ، ليأكل معنا ؟؟
شعرت بمن يقترب منى ، التفت اليها وأنا علي يقين بكونها ندا تستحثنى على الذهاب معهم بعدما غادروا جميعاً وبقيت أنا ، إلا أننى صُدمت حين وجدته أمامى ،،
كان ذلك المدعو نادر ، ينظر إلي بابتسامته المرحة ، وغمازته تطل بوضوح على خده ، ثم سأل : من تنتظرين ؟!
تعجبت لسؤاله ، وما زاد تعجبي حقاً هو كونه يسأل بنبرة تحمل الكثير من اليقين ، كما لو أنه قرأ أفكار ، أجبت بصوت متردد بدا كما لو كان صوت امرأه غيري : لا أحد .
رفع حاجبيه علامه عدم التصديق ، وقطب بين جبينه وبدا لى أنه انزعج من اجابتى ، ثم أنحنى نحو قليلا وغمز لى وقد عاد اليه مرحه في ثوانِ : ولكن لمَ الكذب ؟!
أجبت بسرعه لانفي التهمه عنى ، مع كونى أعلم جيداً بأنه محق : أنا لا أكذب .
وضع يده في جيبه ، ورمقنى بنظرة ماكرة ، وقال بثقه : سأحاول تصديقك .
أنت تقرأ
الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوق
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس ******** تحرك برأسه مرة أخرى نحو السماء، ثم أردف وصفه لها : إنى أراها صافية تماماً مثلك . ثم نظر إلي بغته ، لأجد يقلبي يقع بين قدمى ، ووجنتاي تشتعلان خجلاً ، في حين تظاهرت بالتماسك لأترك له المجال...