الفصل الثاني:
كانت ليلة ممطرة كئيبة ، يصرخ فيها الرعد يعلن احتجاجه وعصيانه ، وتعول الرياح الهوجاء لتهاجم كل من تقابله في تذمر شديد وكأن الطقس كان يود لو يمنعنى من الخروج والذهاب لمقابله ايهاب بعدما اتصل بي وبدا صوته مضطرباً وهو يطلب منى لقائله ، كانت الساعه قد تجاوزت الحادية عشر ليلاً وتعجبت لأمره حينما أصر على ذهابي إليه ، ايقنت حينها ان امراً جللا قد حدث ، ارتديت ملابسي على عجالة من امرى ، وبلامبالاه رفعت شعرى لأعلى دون حتى أن امشطه ، وأكاد أجزم بأننى كدت أنسى حذائي لولا صوت الرعد وهو يصرخ مذكراً إيياي به ، لم أشعر بنفسي إلا وأنا على بعد خطوات منه في مكاننا المعتاد على شاطئ البحر على الرغم من المطر الغزير فوق رؤسنا ، الا انى وايهاب نعشق البحر عشقاً أزلياً ، وزاد قلقى وخوفى عندما دنوت منه لأجده يسحبني الي صدره ، ويطوقنى بذراعيه القويتين وكأن أحداً ما سيأخذني عنوة منه ، لا أدري لمَ ظللت حينها دون أدنى محاوله لتحرير نفسي من قبضته ، أو
ربما لم أرد ذلك حقاً ، فدقات قلبه المنتظمه كانت وكأنها عزفاً لسيمفونيه رائعه لا أربد الانتهاء من سماعها ، ويده الحانيه التي كانت تمر على شعرى بعثت فيّ دفئاً غريباً لم أشعر بمثله الا وانا معه ، مرت دقائق قبل أن يمسك بوجهى بين كفيه ونظرة قلق ممزوجه بالخوف تطل من عينيه لم ولن أستطيع نسيانها ، فتلك كانت المرة الوحيده التي أري فيها ايهاب بهذا الضعف وقلة الحيله ، لأسئلة في وجل وترقب : ماذا هناك ؟ هل أصابك مكروه ؟
قال وعيناه تسبح في عيناى وكأنه يريد أن خترقهما : أنى تعلمين جيداً أننى أحبك أليس كذلك ؟
لم يكن الوقت ولا الزمان ولا حتى حالة الجو ملائمة لمثل هذا السؤال الذي أرى أن مجرد طرحه في أيما وقت يقلل من قيمه الحب ، فالحب ليس بالكلمات ولا بالعبارات
الحب شيئاً مقدساً له مكانته الخاصه ، لم أستطع أن أتمالك أعصابي وأنا أزيل كفاه من على وجهى وأصرخ قائله : هل جئت بي في هذه الساعه لاسألنى هذا السؤال .
لا اعلم لمَ شعرت للحظه بأننى قد رأيت طيف دمعه تخرج من احدي عينيه ، ولكننى تراجعت عن ظنى هذا حين رأيت حبات المطر تكسو وجهه بأكلمه ، قال وهو يعتصر يدي بيده : لا ، لم آتى بكِ لأسئلك هذا السؤال ، ولكن لمَ لا تريحيني وتخبريني باجابته
شعرت بانكسار في صوته تبعه انكسار في روحى قلت وأنا الامس وجهه بكفى : نعم يا إيهاب أعلم جيداً بأنك تحبني وواثقة من ذلك تمام الثقه ، ولكن لمَ هذا السؤال ؟ اخبرنى ماذا حدث ؟
سيطر التوتر أكثر على ملامحه ، وشعرت بأنفاسه تتهدج وأخذت عيناه تتحركان في كافه الاتجاه ، ولم تكن مثبته على عيناى مثلما يكونا دائماً ، شعرت بقلبي ينقبض وهو يضغط بكفيه اكثر على يدي وقال بصوت لم يستطع أن يسلم من التوتر : ملك لقد علمت أثناء عملى أن والدك يتاجر في المخدرات .
أنت تقرأ
الوهم.... للكاتبة أميرة زقزوق
Любовные романыجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس ******** تحرك برأسه مرة أخرى نحو السماء، ثم أردف وصفه لها : إنى أراها صافية تماماً مثلك . ثم نظر إلي بغته ، لأجد يقلبي يقع بين قدمى ، ووجنتاي تشتعلان خجلاً ، في حين تظاهرت بالتماسك لأترك له المجال...