لازال عمر يتحدث . ولازالت هي تفكر بالعرض الذي عرضه عليها للتو . ثم تذكرت المحامي الذي ذهبت لزيارته بعد ان خرجت من مكتب العقار يوم ذهبت لاجل ايجار مقهى السيد محمود .
( فلاش باك )
سيد نزار الاتوجد اي طريقة اخرى لوضع يدي على ورثتي ، انا احتاج لها كما شرحت لك ، هذا ليس عدلا
قالت دينا وهي تخبره بما حصل مع عمتها وانها ستقطع كل العلاقات بينهما لانها جربت كل شي ولم ينفع .. شرحت له كيف انها تحتاج النقود لبدإ حياة جديدة بعيدة عن تسلط عمتها والتحكم بها.
اجاب السيد نزار المحامي الخاص ب دينا وبعائلتها .
انا اسف حقا ، لااستطيع ان افعل اي شي حول هذا الموضوع الشرط واضح ان كنت فر عمر الثلاثين سنه كنت سلمتك الاوراق القانونية حالا ، ولنك لست كذلك ، كنا ينص الشرط الاخر كما تعرفين على ان تكوني متزوجة وهذا ايضا لاينطبق على حالتك .
تنهدت دينا بلا حال ولاقوة وقالت
وكيف اتزوج بهذه السرعة ومن من ، كما انني لست مرتبطة بشكل رسمي برجل ايضا .
اتكإ المحامي الاشقر ذو الوسامة الغربية على كرسيه وبيده قلمه الذهبي وقال
هناك امر واحد فقط قد يساعدك على اخذ مالك حق فيه
قالت دينا بحماسة وكانت جانا تجلس معها وهي الاخرى تريد ان تعرف ماهو .
ماذا يوجد في فكرك يا نزار اطلعني عليه ؟
قال نزار .
اذا اثبت ان الصحة العقلية لعمتك ليست على مايرام وادخلتها مستشفى للامراض العقلية في ذلك الوقت فقط نستطيع تغير بنود الوصيه
نظرت الصديقتين الى بعضهما البعض ، كان الشرط صعب جدا وعمتها تتمتع بعلق داهية .ليس ابدا طريقة محتملة لحصولها على المال .
شكرت دينا السيد نزار ثم خرجت شبه يائسة تتشبث بذراع صديقتها تفكر في كيفية اعادة المقهى للحياة.
(( نهاية الفلاش باك ))
كان لايزال عمر يتحدث ويخبرها بالحجج والشروط التي سينفذها لو طلبت منه اي شي . ثم سمعته يقول
لاادري لما عرضت هذا الزواج عليك كل مااعرفه انك الوحيدة التي اشعر بالثقة معها واني متإكد انك تحبين تينا وستعطفين عليها .
ثم سكت . وانتبه اخيرا ان دينا لم تسمع كلمة مما قاله فإمسكها من كتفها بهدوء ليشد انتباهها اليه وقال
دينا هل انت معي ؟ هل سمعت ماكنت اقوله للتو ، لقد عرضت عليك الزواج ، هل لابد ان صدمتك . ياالهي ارجوك لاتقولي لا ..
سكت عمر ودينا لازالت تبحلق فيه .واذا بها تفتح فاها وتقول
انا موافقة
توسعت عينا عمر واجاب
هل سمعت انك موافقة ِ
نعم .
ابتسم عمر وقال . هل انت متإكدة
نعم . اجابت دينا وقالت ..انا متأكدة لنتزوج
قال عمر بشيئ من الثقة
هل كنت تنتظرين ان اعرض عليك الزواج ، لم اتوقع انك تحبينني لهذه الدرجة
امالت راسها قليلها وصغرت عيناها وكانها تعرف انه يمزح مزاح ثقيلا وقالت
عمر ، مثلما انت تريد ان تتزوجني زواجا اضطراريا انا افعل المثل . واذا كنت وافقت لان لدي اسبابي التي تجعلني اثق فيك ايضا .
قالت متسائلا
هل تتزوجينني لاجل امر يخصك ايضا
هزت دينا رأسها ايجابا وقالت
اذا تزوجتك الان ساستطيع ان استلم ورثي من تحت وصاية عمتي .وبهذا سإستطيع ان اكمل المشروع الذي بدإته في افتتاح مطعم خاص بي ، لي انا مع جانا .
نظر عمر الى دينا وقال ..
اشرحي لي بالتفصيل هذه النقطة لكي افهم ما نحن مقدمين عليه ..
تنفست دينا بعمق ثم بدإت بااخباره كل شي دفعة واحدة . كانت تخبره وكانها تريد ان تزيح ملا اثقل كاهلها . تريد ان يشاطرها شخص بعض الاحاسيس التي لم تخبر بها احد حتى جانا . تحدثت وفي بعض الاوقات كانت ترتجف الكلمات في حنجرتها . لمس عمر ذاك الجرح العميق الذي في داخلها . كانها كانت تنتظر كتفا تبكي عليه وفجإة ضهر لها ليشاركها الالم الذي احتبس سنين فيها .
امسك بيديها وشد عليها وكانه يخبرها انه بجانبها وسيكون سندا تستند عليه حتى لو لم تجد اي احد بجانبها . رفع راسها وهو يدفع بذقنها الى الاعلى وقال وهو ينظر الى عينيها المترقرقة بالدموع .
لن اجعل عيناك هذه تبكي اعدك منذ اللحظة التي وافقت فيها على الارتباط بي عاهدت نفسي على حمايتك
ابتسمت دينا ومسحت عيونها وقالت
لكن لدي شرط مهم جدا . اذا وافقت عليه سيكون زواجنا مؤكدا منه
قال عمر وهو يستمع اليها
تفضلي بالطبع اي شي تريدين
اجابت دينا وهي تزيح شعرها خلف اذنيها
زواجنا . سيكون ورقيا صوريا اليس كذلك
ابتسم عمر وقال .
حاليا نعم ، لااعلم مالذي سيحدث بالمستقبل .لاتقولي انك لاتشعرين بشي اتجاهي . وهذه المشاعر قد تكبر وخاصة اذا سكنا تحت سقف واحد .لاتنسي نحن سنتزوج امام الناس عن حب بل عن قصة حب قوية حتى يصدق الحاكم من اجل حضانة تينا
قالت دينا
انت واثق جدا بنفسك . ومغرور على فكرة
قال عمر ضاحكا ..
لم اصبح عمر الحايك بهذه السهولة فكريزمتي لها حق علي
قالت دينا
حسن ، اذا اتفقنا
اتفقنا ، بالطبع يا سيدة حايك .
لم اصبح بعد زوجتك كنا اني اريد ان احتفظ باسم ابي بعد الزواج
قال عمر ..
لايهم ، تصبحين دينا نبيل الحايك .
هذا افضل ... قالت دينا . ومد عمر بيده اليه كما فعلت هي. اتفقا ان يتزوجا باسرع وقت حتى يكونا مستعدين للقادم ، بل سيكون زواجهما مفاجئة للجميع .
غريبة هي الحياة حين تفاجئنا بامور لاتخطر على البال بل اننا لانفكر انها ستحدث الا بعد مرورنا بالكثير من الحوادث والتجارب حتى نصل الى مبتغانا . وخاصة حين نصل الى حالة من اليإس تخرج امامنا بالحل فورا وتساعدنا على هذه الازمات بشئ من السهولة كانها تجازينا على كل العمر الذي فات ونحن نتحمل صعابها .
تستيقظ تينا وتبحث بعينيها عن والدها ودينا لتراهنا بعيدين قليلا ، تنده عليهنا فيسرعان اليها . يقضيان بعض الوقت الاضافي ثم يقررا العودة الى المدينة .
يوصلها عمر الى منزل جانا . وقبل ان تنزل من السيارة يمسكها من يديها ، يقبلها ثم يقول
شكرا .
اجابت دينا .
لاتشكرني لاننا نمشي معا بنفس الطريق واذا كان علينا ان نقول شكرا فيجب ان نشكر بعضنا البعض .
ابتسم عمر لها ، ثم استدارت الى تينا وقالت
لقد استمتع بصحبتك اليوم يا اميرتي. اراك قريبا
اجابت تينا ..
انا ايضا ، لاتتإخري بالقدوم الينا .
اجابت دينا وقالت
لن اتإخر .
قال عمر ..
نحن على موعدنا لبعد غد .اليس كذلك
هزت دينا رأسها وقالت ..
بعد غد سيتغير كل شي .
نزلت من سيارتها . واغلقت الباب خلفها .لوحت بيدها. لتينا وعمر وهو يستدير متوجها الى منزله
لقد اتفقا ان يقوما بعقد قران في المحكمة بعد غد ، قام عمر بالاتصال بمحاميه في طريق العودة وهي ايضا واتفقا على كل شي شرط ان لايخبرا احد سوى جانا لانها الشاهدة مع محامي عمر على الزواج اما محامي دينا فسيإتي من اجل تحقيق الشرط الذي يعطيها الحق في استخدام المال الذي هو من حقا وكانت تحت وصاية عمتها لكن ليس بعد الان وقريبا جدا سوف تخطو اول خطوة بتحقيق احلامها .
.....................
أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أُغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامهم على مصراعيه
أنت تقرأ
زواج اضطراري
Romanceبقلم ديانا روز ( الرواية مكتملة) المصمم عمر الشاب الثلاثيني ..تتقاطع طرقه مع دينا البرتقالية العشرينية هوايتها في الحياة هي الطبخ . ياترى مالقدر المكتوب لهما .