الفصل الحادي عشر

5.1K 102 17
                                    

كانت دينا قد غيرت ملابسها وعمر ينتظرها في الاسفل . اخبرها انه سياخذها لمكان من اجل الفطور وستتعجب به .
خرجا سوية الى السيارة توقفا عند احد المطاعم ذو الوجبات السريعة جلب لها شطيرة مع قهوة . لم تتحنل دينا رائحة الشطيرة فاخذت قضمة كبيرة منها . وقالت والطعام لازال في فمها
انها اروع سندويشة اكلتها في حياتي ، يجب ان نعود مرة اخرى لهذا العم الظيب لإخذ منه الوصفة
قال عمر
لاتحتاجين لوصفة كل مافي الامر انه يعدها بحب كبير ، مثلما تفعلين انت في مطعمك
قالت دينا وهي تبلع لقمتها .
لا ، فيها سر لابد منه .ستإخذني ياعمر اليه مرة عدني بذلك
سإخذك بالطبع والان لنكمل مشوارنا يبدو ان هذا اليوم سيمر ببطئ شديد .

وصلا الى دائرة الجمارك كان سنان بانتظاره  ، نزل عمر وطلب من دينا ان تنتظره في السيارة ذهب الى حيث سنان واقف مع احد الموظفين وساله عن مقابلة مدير الجمارك فلم يكن بمكتبه ثم  دله على مكان تواجد مدير دائرة الكمارك فالتقاه في منتصف الطريق ،امام مرى من دينا التي كانت تنظر الى عمر ومعه سنان والرجل الواقف بجانبه تراقب من داخل السيارة وتنتظر عودة عمر بفارغ الصبر وهو قد حل كل المشكلة .
كان يبدو منزعجا لامر ما ، نظرت مطولا ثم ابتسمت ، نزلت هي الاخرى متجهة الى عمر والرجل الذي يقف معه نادت بصوت وقالت .
سمعووو
التفت الثلاثة اليها ، كان الرجل الذي يقف معه عمر هو صديقها من الثانوية اسماعيل ابن مديرة المدرسة القديمة ابتسم هو الاخر وقال
دينووو ، لااصدق عيناي .
اخذها في الاحضان ، نظر سنان الى عمر وهمس قائلا يردد ماكانت دينا تنادي به السيد اسماعيل (( سمعو .. هل سمعت هذا من دينا )) كان عمر فقط ينظر وكاد ان يوسعه ضربا الا انه تمالك نفسه بصعوبة لكنه لم يتحمل فجر دينا اليه وقال
مالذي تفعلينه هنا ياحبيبتي الم اقل لك انتظريني في السيارة
استدارت دينا وقالت
اه لما رإيت سمعو لم اتحمل ، لقد كان زميلي بالمدرسة .
دينا الشقية ، اشتقت اليك كثيرا ، من اين تعرفين عمر.
امسكت دينا بيده وقالت ،
عمر زوجي .
اه يا دينا .. بانت على وجهه خيبة الامل واجاب اسماعيل قائلا
لم استطع الفوز بك وجاء عمر وفاز بك .
ازداد سخط عمر لكن حاول ان يهدأ فقال سنان مقاطعا اياهم
اذا تعرفون بعضكم البعض، هذا رائع .
اجابه اسماعيل وقال
كنا اصدقاء بنفس الفصل ونفس المدرسه ولااخبركم كم كانت دينا صعبة ، لم يكن احد يتجرإ التحدث معها باي شكل فكانت تثور عليه .لقد ضربت شابا مره لانه ازعجها
ابتسمت دينا بخجل وهي تقول لصديقها
سمعو ارجوك لاتخجلني لقد فاتت تلك الفترة على هير
ضحك اسماعيل وهي اما عمر وسنان فكانا متعجبين جدا فاجابه عمر وهو يكز على اسنانه مثل وحش في داخله يود ان يخرج للعالم
هذا رائع انتم معرفة صديمه اذا يا دينووو.
شدد عمر على اخر حرف فبلعت دينا ريقها فهمت مالذي بجري معه .فقالت متقصدة لتثيره اكثر
مالذي تفعله هنا يا سمعو ؟
انا مدير الكمارك هنا .
كان عمر  يغضب اكثر وخاصة حينما كانت دينا تنادي اسماعيل بسمعو ، فامسكها من ذراعها وقال .
الجو حار هنا ، لو تعودين الى السيارة افضل ، ساكمل العمل واعود اليك
قال اسماعيل مقاطعا له .
تعال يارجل الى غرفتي بما انك احد المعرف الان ، سانهي عملك خلال ثواني هل تودين مرافقتنا يادينا . لنتذكر قليلا ايام الماضي .
نظرت دينا الى عمر الذي كان بركان يتفجر من عينيه وفهمت مالذي يدور في رأسه ؛ فما كانت تريد ان يغضب اكثر فالغيرة تعميه فاجابت
لا ، لااريد ان ازعجكم ، ساذهب للسيارة وحالما ينتهي عمر سنعود لدينا عمل كثير نود الحاق به .
قال اسماعيل .
كما تريدين لكن يجب ان نلتقي قريبا .
هزت برإسها لم تجب ، لانها لو اجابت بنعم لم تكن ستعرف ردة فعل زوجها .
استدارت عائدة الى السيارة واخذ اسماعيل عمر ومعه سنان لينهي كل المشكلة .
بعد ربع ساعة فقط سلم عمر على سنان الذي كان يبدو انه يحاول ان يطمإن صديقه بان كل الامور ستكون بخير وعاد وبيده ملف وموعد اخراج البضاعة لتصل الى المصنع وبدأ العمل من جديد .
نظر اليها وهو يضع حزام الامان وقال ..
سمعووو ، ها .. تدلعينه بسمعو
ضحكت دينا وقالت
لقد كنا اصدقاء مدرسة ياعمر ماذا في ذلك
سمعو يادينا ، وكررتيها اكثر مرة ثم مامعنى ان تحتضنيه امامي ، هل كنت متعودة على ذلك مثلا ؟
ابتسمت كانت تريد ان تضحك من داخلها لكنها قالت
هل تغار من سمعوووو ياعمر .
ديناااا توقفي . اجاب بغضب ، شغل محرك السيارة وانطلق ..
لم تجبه بشيئ تعرف ان كلامه هذا وغضبه سببه الغيرة ، لم تتحدث باي امر ، مر على المصانع وهي معه ، ثم الى الشركة وكانت تراقبه فقط ؛ تناول الغداء مع بعض المصممين الذين يعملون معه ايضا وهي معهم . وعادا مسائا سوية الى المنزل ، لم تفتح امامه موضوع الكمارك او صديقها اسماعيل وكإن شيا لم يكن حتى انهم لم يخرجو الى العشاء كما هو مقرر لانه لازال غاضبا . حاولت ان تخفف التوتر الذي بينهما لكنه لم يتحدث ، اعدت العشاء هي ، تناولوه ثم ناما بدون اي تعليق اخر .
في اليوم التالي استيقضت دينا مبكرة اعدت فطورا رومانسيا لتعوض عن اليوم الفائت . حضرت الطاولة ثم ذهبت وايقضت عمر الذي يبدو ان غضبه قد قل كثيرا
استيقظ بابتسامة وقال
اشم رائحة طيبه
قالت دينا .
لقد احضرت لك الفطور هيا سنفطر سوية ثم ستهتم بي طوال اليوم والا ساعود ادراجي الى الجبال . لم اتي الى هنا لاقضيها في المنزل .
شعر عنر بكلام دينا وفهم ماذاوتقصد ، لقد كانت ردة فعله كبيرة امس ولم يكن لها ذلك القدر من الاهمية فقال وهو يمسك يدها ويقبلها من راحتها .
سامحيني ، اعلم اني احزنتك امس لكن لم استطع ان ارى زوجتي تحنضن اخر امامي وتناديه باسمه الدلع .
ابتسمت دينا وجلست بجانبه وقالت .
افهمك ياعمر ، لكن لي الفضل في انجاز معاملة الكمارك لولاي لما خرجت بسرعة .
عقد عمر حاجبيه وقال .
دينا لاتجعليني اجن ، كلما أتذكره يصيبني الغضب
احتضنته بسرعة وقالت .
احبك ، بجنونك وغضبك ، احبك بغيرتك واندفاعك .
تنهد بعمق وقال .
وانا احبك كثيرا ، تعالي لاحبك قليلا .
ضحكت دينا وقالت
الفطور سيبرد هيا .
جرته من السرير وانزلته الى غرفة الطعام تناولا الفطور معا ثم خرجا يتجولان في بيروت .
قضى طوال اليوم حتى المساء مع بعض ، كانت الاخبار الجيدة التي تلقاها عمر عن البدإ في صناعة. اعداد التصاميم سارة ، واكدو عليه ان الدفعة ولاولى ستنتهي خلال ثلاث ايام والكل يعمل على قدم وساق .

زواج اضطراري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن