Pag 7

24 7 0
                                    


لم تستفق الجميلة الا بحلول اليوم الثاني بدأت بالنظر حولها هذا المكان البشع وتلك الروائح الكريهة عادت مجدداً الى تلك الحظيرة...
_هل انتِ بخير عزيزتي
انتبهت لهذا الصوت جيداً لم تستطع الرؤية بالبداية ولكن صورة الواقف امامها بدأت تتوضح انها الخادمة روشيل" او العمة روشيل"
عيون آنا" مليئة بالدموع كانت ولا تزال جميلة حتى في اسوء حالاتها..
_آاه يا عزيزتي ماذا فعلوا بكِ لم كل هذا...هاه!؟
_الطمع...والنقود
_ماذا ولكن كيف ...!!
_ارجوك لا تسأليني المزيد لا يمكنني الكلام انا متعبة..متعبةٌ جداً.
_آاه يا صغيرتي ااه لا اعلمُ حقاً ما تستطع عجوزٌ مثلي ان تفعل لكِ منذ ان اتيت الى هذا القصر وعنقي بين ايديهم؛عزيزتي آنا" انا لا استطيع انقاذك ولكن لا يوجد شخص قادم من النجوم لينير عتمتك كوني لنفسك نوراً
خذي مني هذا الطبق
_حرارتك مرتفعة جداً ارجوكِ كلِّ شيئاً حتى احضر لكِ دواءً يُريحك ارجوك!
_كلا دعيني هنا حتى اموت اريد الذهاب لأمي اريد رؤية ابي لقد مات ..هئ مات بسببي انا انا من قتلت ابي(تتحدث وهي تصرخ وتبكي)
ضمتها لحضنها
_لا عليك ياصغيرتي لا بأس لا بأس ..اعدك ستكونين بخير .. انتي بريئة لا ذنب لكِ بشيء
صرخت آنا" لشدة الألم الذي اعتصرها كأن سكيناً غُرزت داخل بطنها
_مالذي حصل ياالهي عزيزتي تحدثي.معي
_بطني اشعرُ وكأنها تتقطع ...ااه
_لا بأس ربما بسبب الجوع !!لا تخافي ارجوكِ
_كلا انه.ليس الجوع يا الهي انها تؤلمني جداً
كانت متمددة بجوار الحائط والحشيش الخاص بالاحصنة والدواجن في كل مكان حولها بثيابها الباهته المهترأة وخصلات شعرها البني المتدلية ودموعها ، وحرقة قلبها
_لا بأس تمددي لأرى مابك .
،روشيل كانت ومازالت رغم اميتها تلد وترعى النساء الحوامل وهي سيدة مشهورة باعشابها التي تصنعها وخاصة التي تعطيها للسيدة ليدمند...
بدأت بتحريك يدها حول بطن آنا"
_عزيزتي آنا" بطنك منتفخه وو... و
_وماذا.. ماذا هناك
روشيل: آنا" انا استشعر نبضات
انتي... انتي حامل!!
_ههه.. كلا كلا لم يحصل هذا لم يحصل ابداً كلاا
_ياا إلهي ماذا فعلت بنفسك ان علم احدٌ بهذا سيقتلونك سيته... ماذا فعلت بنفسك
_لستُ أنا بل هو هو من فعل هذا بي هووه ااه
_من هوَ.. اخبريني!!؟
_لن ادع هذا يحصل لن يقتلوني ليس ذنبي دون" من فعل هذا بي هو من فعل هذا...
_مااذا لا يمكن ياللهول ان علمت السيده... يالهي ارحمنا ارجوك ولكن السيد كان خارج البلدة لن يصدقك احد
_ذلك الحقير رماني رغم المي ووجعي وهرب خارج البلده قتلني وقتل ابي وهرب... لقد هرب... هرب
_عزيزتي لا بأس عليكِ لا بأس... ماذا سأفعل ارجوك ساعدني ياإلهي!..
_سأخبرهم يجب عليَّ ذلك فرغم قسوتهما لابد أنهما يريدان الطفل في النهايه هو ابن دون وحفيد عمتي... سيتقبلانه هو ابنهم أيضاً سيتقب... آاااااه لماذا.. لماذا حصل كل هذا؟
بقيت آنا"في حضن روشيل" تصرخ وتبكي وليس بيدها حيله
تفكر ماذا سيحدث اذا لم تخبر أحداً وماذا سيحدث اذا أخبرت العمه ليد" كيف ستقول لها بأنها حامل من ابنها هل ستصدقها عندما ستخبرها بكل شي حتى إذا حاولت اجهاضه سيكون هناك تحقيقٌ بأنتظارها ولكن لم تفكر بأجهاضه أبداً جميله ورقيقه لا تؤذي نمله واحده فكيف تستطيع أن تؤذي حياةً
قررت أن تذهب وليحصل ما سيحصل
_سأذهب... وسأقول كلشي
_ولكن عزيزتي ماذا ان لم يصدقوك..
_وهل صدقوني عندما توفي ابي"
استجمعت نفسها وقررت ان تقول كل شيء خرجت من الحظيره وهي تنظر أمامها فقط كانت تقريباً بلا وعي دخلت من الباب الأمامي للمنزل كانت غرفة الضيوف على يسارها وهي الغرفه الكبيره في المنزل قبل أن تدخل وقفت خلف الجدار لتأخذ نفساً عميقاً..ولكن....
دون: أنا متأكد بأن كل شيء سيكون على مايرام طالما توقع الجميله على جميع الأوراق سنأخذ منزل تشارلي والمزرعة وباقي الاملاك التي قام بتسجيلها بأسم تلك الجميلة
ليدمند:ههه حمقاء طالما توقع عليها سنتخلص منها فوراً
_وهل فكرتي أين؟!
_تذهب إلى أياً كان او ربما نزوجها إلى عجوزٍ ما هههه ربما تحضر لنا القليل من الورث من يعلم
_اذاً ستجعليها تجارتكِ الخاصه؟
_ولما انته مهتم هل بدأت تشفق عليها ياترى
_ههه كلا حسناً انسي الموضوع لا تشغلي بالك...
من الجانب الاخر كانت آنا" مصدومه ومرعوبه جداً ماكل هذا الذي سمعته لقد كانا متفقين من البدايه على كل شيء لم تفكر طويلاً قبل أن تدخل عليهما بدأت بالصراخ بكل حزنٍ والمٍ وغضبٍ يعتريها..
_كييف كيف استطعتم ان تفعلا بي هذا ماهو ذنبي ماهو ذنب ابي... دمرتم حياتي ولكني لن اصمت عن هذا ستعاقبان كلاكما هل سمعتماني
تصرخ وتصرخ إلى أن قاطعها دون" بصوته العالي
_منذ متى وانتي واقفه هنا
تقدم نحوها وهو يتكلم
_منذ مدةٍ كافيه.. وهل هذا ما يهمك الآن؟!
ليدمند: هذا يكفي لا تأخذي دوراً بشعاً لا يناسبك ههه هل نسيتي ماذا فعلتِ قبل أن يموت والدك
_أنا.... أنا من فعلت؟ انه ابنك وانتي من فعل بي كل هذا.!!
تكلمت العجوز بكل برود:
_حقاً لنرى الآن من سيصدق الناس العجوز المسكينه التي تساعد الجميع والكل يحبها ام الفتاة التي خرجت ولم تعد لليلةٍ كامله ياترى ماذا يقولون؟ هاااه
دون: ستخرجين من هنا بسلام حالما توقعين على بعض الأوراق وحينها تذهبين إلى أي مكانٍ تريدينه..
اومئت آنا برأسها ب كلا
_لن أوقع اي شيء عرفت غايتكم ولن تحصلوا على شيءٍ مني من الآن
قبل أن تنهي كلامها بدأت بالركض نحو الخارج تركض وتركض لم يتحرك دون" من مكانه الا بعد أن صاحت به والدته ركض ورائها ولكنه لم يستطع اللحاق بها.
تائهة ووحيده لا تعرف أين ستذهب هل ستعود إلى هناك ياترى!!..
_لن اعوود كلا لن يحصل هذا
وقفت في منتصف الطريق لترى المكان جيداً انها في غابه كانت كبيره جداً اشجارها عاليه جداً
ولَكن أين ستذهب في هذا المكان عادت بها الذكريات إلى كوخٍ قديم كان ملكاً لوالدتها لم تتذكر رحلتها اليه كثيراً فقد كانت صغيره جداً في آخر مره ذهبت اليه برفقة والدها ولكنها تتذكره منه جيداً كيف انه جميل وكبير ومجهز بكل شي حسنا لم يكن كبيرا جدا ولكنه كان يكفي لشخصين على الاقل، تمشي وتحاول ان تتذكر من اي طريق أتت لاتستطيع تحديد مكانه، لا حظت النهر وتذكرت كلام والدها بأنها اذا تاهت في يومٍ ما هنا فعليها فقط أن تتبع النهر، بدأت تمشي بمحاذاة النهر إلى أن وصلت لوجهتها قابلها المنزل ببنائه العتيق كان بطابقٍ واحد فيه نافذتان من الخارج وبابٌ بالوسط اشبه بالبيوت الخياليه في القصص وفي الداخل فسحه صغيره بالامام، ومن ثم غرفه على يمينها واخرى على يسارها وَمطبخٌ صغير في آخر المنزل كان هناك اريكة واحدة فقط ففي اخر مره ذهبوا تشاركو سريرا واحدا تبكي وهي تتلمس الأغراض وتحاول تذكر كل شيءٍ هنا المكان َمليءٌ بالغبار ولكنها ستفعل كل ما بوسعها لتعيده كما كان بدأت ترتب كل شيء وتذهب هنا وهناك وتحاول ان تبعد كل ما حدث عن رأسها ولو قليلاً وهكذا حل الليل دون أن تشعر وهي لا زالت تعمل بدأت بتشغيل المصابيح المعلقه على الحائط لم تعمل لقد بارت بسبب قدمها كانت تحتاج لمصدر نار حتى تشعل شموعا كانت موجودة بدأت بالبحث إلى أن وجدت أعواد ثقاب كانت قديمه جدا ولكنها ستحاول وبالفعل اشتغلت جميعها جلست على الأرض َمسندة رأسها الى الحائط هكذا اذاً ستعيش هنا للأبد لن تخرج مره اخرى لذلك العالم المريع وضعت يديها على بطنها وقالت
_لن اتخلى عنك لن تكون وحيداً مثلي أنا سأعتني بك واحبك واحميك من كل شيء
بدأ بطنها بالظهور تكبر يوما بعد يوم تحمل بداخلها حياة جديدة لا احد يعرف مصيرها بعد مرور ايام وهي تأكل من اعشاب الغابة الكبيرة وترتوي من مياه نهرها ، بدأت تقطع اغصان الاشجار بيديها وبالاحجار لتشغل بالها ، لتعيش ، كانت هناك ايام تسرح بها وهي تفكر بالعودة الى العمة ليد" ولكن ماذا سيحصل
آنا: كلا لن اعود ، لن استسلم لها
هكذا انتهى هذا الفصل من حياتها مرت ستة اشهرٍ طويله تعمل من هنا وتبيع الحطب تذهب للمدينه مره واحده فقط وهي تغطي جَميع أجزاء جسدها، وحيدةً لا تكلم أحداً عدا الحياة الموجوده داخلها تقص عليه كل شيء لم تستطع معرفه جنسه ولكن طالما سيملئ حياتها بالسعاده لن يهم الباقي؛
حان الوقت... لتضع مولودها
كانت عائده لتوها من المدينه مملؤة بالتعب شعرت بالتقلصات شيئاً فشيئاً علمت بأن الوقت قد حان أسرعت بمشيها لتصل للمنزل خانها الألم كثيراً ولكن رغم َكل شيء وصلت لم تعلم كيف ستلده لوحدها ولكنها ستفعل، بدأت تتلوى من شدة الألم وكلما حان الوقت يزداد المها اكثر فأكثر تصرخ بكل جوارحها ثيابها مهترأه ممده على الأرض والدماء في كل مكان عاد إلى ذاكرتها ذالك المشهد من جديد، ذلك المنزل المخيف، الظلمه والجشع، تتلاوى لشدة الألم تجردت من ثيابها ، رغم البرد في تلك الليلة الا انها كانت تتصبب عرقاً ، كأن الزمن توقف للحظة تناست كل شيء  و كل ألم عندما سمعت صراخه
_هه ههه لقد فعلتها اااه
كان صغيراً جدا بين يديها وضعته في حضنها لتدفئه من ليلة ستوك ڤيل" البارده، كان ولداً جميلاً صغيراً جداً لا تعلم ماذا سيحصل لها الآن وماذا سيحصل لهذا الطفل الصغير ولكنها اقسمت بأنها ستحميه وستفعل بقيت تنظر اليه ، تحمل امالها عليه ، اي حياة سيعيشها ، اي قلبٍ سيمتلك
آنا" ولكنه بالتأكيد لن يكون قلب دون"
نهضت لتغير ثيابها ولتطعم صغيرها من حليبها نهضت وعينيها في عينيه
آنا: ماذا يجب ان نسميك اذاً
ما هو اسمك ايها السيد الصغير هههه
ما رأيك ب اليوت"
_ههه ومتى تعلمت الابتسام هيا لننضفك قليلا انهت يومها بضيفٍ جميل ،حياةً جديدة ستملئ ايامها...

_____________________

حًسِـنِآءُ  سِـتٌـوٌکْ ڤيلَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن