لقاء البنفسج

2.5K 182 190
                                    

¤ يونغي ¤

أتأملُ حقلَ البنفسجِ في قريتنا، رائحتها تُسكرني، لونها يُبهِجُني، بتلاتها التي تُلامسُ أناملي، أشعرُ بشعورٍ غريب، راحة نفسية، و تمنيتُ لو بقيتُ هكذا للأبدِ
" زهرتُكَ هنا، و ستبقى هنا "
 
_____________________________________

¤ جيمين ¤

أنظرُ لهُ بهدوءٍ، زهرُ البنفسجِ شئُ كلانا يحبه، لم أستطعِ التحدثَ إليه، أتأمل بديعَ صنعِ الخالقِ له من بعيد، هل سيأتي يومُ تتلاقى فيه عيوننا، و تعانق سمائكَ أرجوانيتي أنا
" ضحكِتَ، و شعرتُ بأنَ زهورَ قلبي قد تفتحت و أشرقت "

____________________________________

يونغي انتقلَ حديثًا من القرية التي قضى طفولتهُ فيها، إلى المدينة القريبة، الجامعة و الدراسة و ما إلى ذلك، استيقظَ و هو يتمتم:
" مكان جديد، بيتٌ جديد و حياة أخرى "

طريق طويل، مكان جديد، بيت اخر، وحياه أخرى لا يعلم ماذا تخبئ له، عمره تسعة عشر، و لكنه يريدُ أن يصبحَ أصغرَ، وها هو يعيش مع والديه في مكان لا يعلمُ فيه احد، و هو لا يطيقُ هذه البداياتِ، فَ الآنَ يجبُ أن يفعل كلَّ شئٍ بمشاعِرِ المرةِ الأولى.

يمرُّ شهرٌ على هذا المنوالِ، يذهبُ يونغي إلى الجامعةِ، يعود و يساعد والديه، يُذاكر، و يمارسُ هوايتهُ الوحيدةَ، القراءة.

يتناولُ كتابهُ من على سطحِ المنضدة، يتمعنُ النظرَ فيه، قائلًا:
" لا يتغيرُ شئ سوى أرقامُ الصفحات" 

أجل، يهوى الكتب، جعلَ من غرفته مكتبةً مصغرة، يهوى قراءتها، تجميعها، النظر إليها أو حتى يشتم رائحتها.

- في مكان آخر -

يستمعُ إلى شجارِ والديهِ، يقلبُ عينيهِ، لم يعدْ يهتمُّ، يشعرُ بــ فراغٍ يقتله، يرتدي السماعات و يشغلُ ذاته بِــ أغنيتهِ المحببةِ له. 
سبعَ عشرَة شتاءً، لا يحب أن يقولَ ربيعًا، فالربيعُ لم يعد موجودًا في قلبه، الحبوب المهدئة و المنومة صارت
صديقته بجانبِ سرهِ الصغير.

ينظرُ إلى النافذةِ، يتأملُ القمر و النجوم، يأخذُ نفسًا عميقًا.
" تعبتُ، أريدُ أن أعبئ الفراغَ و لو بالرملِ، سأخرجُ من هنا، و أخيرًا هدوء الليل"

يذهبُ جيمين إلى حقلِ البنفسجِ، فــ حقلُ البنفسجِ هو الملجأُ الوحيدُ له، الأرق ملازمٌ له دائمًا.
" بنفسج، و لا شئَ غيرَ البنفسجِ جيمين"
قالَ لــ نفسه. 
_________________

¤ يونغي ¤

" لماذا لا تخرج مع أصدقائك، لماذا تبقى هنا و تقرأ الكتب دائمًا" ، قالت لي أمي
" كلا يا أمي، أنا أجدُ الراحة مع الكتب، أجدُ عالمًا بين كلماتها، أجدُ صديقًا في صفحاتِها و أجلسُ ساعاتٍ أتأملُ في غلافها، لستُ بحاجةٍ لأحد "

لقاء البنفسج | Y.M حيث تعيش القصص. اكتشف الآن