9

217 31 15
                                    

كثير من الأيام مضت مثل غيرها.. لكن اليوم يكون يوم ميلاد أميري، أنا متحمِّسة جداً..
أعني.. من مراقبتهِ خِلسة أثناء عمله... للإحتفال معه بيوم مولِده.. يا إلهي كم هذا عظيم

هو قد أخبرني بتاريخ ميلاده في محادثة عابرة، لكنني بالطبع حفِظت كل حرف قام بِنُطقِه

اليوم و على غير العادة ذهبتُ للمقهى في الصباح، طلبتُ قهوتي المثلّجة و قطعة من كعك البرتقال اللّذيذ

عندما هممتُ بالخروج لحِق بي نادل ليخبِرني أنهم يعدّون مفاجأة لِبلو و جميع أصدقائه سيحضرون و كلام آخر لم ألقي له بالاً، لم أستغرِب إخبارهُ لي.. هُم يعلمون بِصداقتِنا.. كما أنني زبونه مميَّزة، هذا المقهى أصبح بيتي الثّاني

إذاً أميري ليس متفرِّغاً في المساء

ذهبتُ لمنزِلي و فِكرة رائِعة إشتعلت بِرأسي، حملتُ هاتفي لِأتّصِل بِبلو، جلستُ فوق أريكَتِي و أنا أدعُو أن يُجاريني فيما سأفعل.. بِنهاية الأمر هوَ فيزيائي.. و أنا أعلم تماماً عن هوَس الفيزيائِيون بمجالِهم، إنه لمن المستحيل أن يخرُج من جامعته هكذا فقط لأنني طلبتُ منه

كنتُ على وشك إلغاء خُطَّتي لكنه أجاب

"أهلاً يا جميلة"

"هل تسمَح لي بِإختِطافك؟"
قلت ما تبادر في ذِهني مباشرةً مُحاوِلة إخفاء توتُّري
قهقه بِشدَّة، أظن أنه صُدِم مما قلتُه فَهُوَ غير متوَقَّع بتاتاً

" إختِطافك لي.. سَيُسعِدني يا جميلة"
لم يعترِض، و هذا مُذهِل

"هذا يعني أنّك ستأتي معي... و تتخطَّى مُحاضراتِك"

" ذلك يَروقُني"

" جيّد، رائِع، عظيم"
هتفتُ بسرعة و أغلقتُ غير آبِهه بِردِّه.. هُوَ وافق الآن وهذا كل ما يهم، لم أتوقَّع أن يسري الأمر بِهذه السهولة لكن ها نحنُ ذا، لن ألقي لِتوقُّعاتي بالاً مُجدداً

.
.
.

أنا الآن أقِف أمام مبنى جامعته، يبدو جميل و مُبهِر.. مِثله تماماً

أرسلتُ له رسالة أخبِره أنني أمام المبنى، قرأها و لم يُجِب
ما هي إلاّ لحظات لِأجدهُ يقِف أمامي مباشرةً، كان يبدو مصدوماً.. هذا الأحمق هل ظن أنني كنتُ أُمازِحه

سحبتُهُ من رِسغِه لِأستقِر به أمام سيّارتِه

"إفتحها"

أمرتُه ببساطة لِيفعَل
بقِيَ واقِفاً يُحَدِّق بي ببلاهة، يُبدو أن صدمته لم تَزُل بعد.. ولكن ليس لدينا اليوم بِطوله

أشرتُ بِحاجبي نحو العربة و جلستُ بِداخِلها

إلتقطَ إشارتي أخيراً لِيجلِس محل السائِق

نظَّفتُ حلقي في مُحاولة لِجذب إنتِباهه و نظرتُ بِخَضراوَتَيهِ لِأقول

"هذا مُبتَذَل و لكن... تعالَ معي، أُريدُ أن أُريكَ الأرض، لكِنّكَ تحتاجُ إلى قمر، دعني أَكُن قمرك"

لَمعَت عيناهُ و راقبتُ إزديادَ لمعانِها مع كل حرفٍ نطقتُ به

إحتضنني بِقُوَّة و قال بِصَوت يملَؤهُ الإمتِنان
"هذا أجمل شيء أخبَرني به شخص في حياتي كُلها، أنا مُمتن لِوُجودك في حياتي"

شعرتُ بِقُبلة تستقِر فوق جبيني و تبِعها صوته

" هذه طريقتي للتعبير عن الإمتِنان"

إبتعد عني و قهقهتُ بسعادة
"أتعلَم.. تدرَّبتُ كثيراً على تِلك الجملة لِذا يُسعِدُني أنها أعجَبَتك"

Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن