11

197 25 13
                                    

وقفنا أمام وِجهتنا، نظرتُ نحوَهُ لِأجدهُ فاغِراً فاهه ينظُر حولهُ بِدهشة
زفرتُ بِراحة، هذا يعني أنّهُ أحبّ المكان

كانت حديقة مليئة بالوُرود، إعتدتُ على القدوم هنا كثيراً في الماضي

كنتُ دائِماً أُفَكِّر كيف سيكون من الرائِع مشاهدة الغروب هنا مع بلو و إلتقاط الصور، ها أنا اليوم سأفعلها.. كم أنا فخورة

سحبته من يده و ركضتُ مُشيرة نحوَ التَلّة التّي كنتُ أجلسُ بها دائِماً عند قدومي

"لِنَصعدها و نُشاهِد الغروب معاً"

أومأ بِسُرعة و بدأ بِتسلُّقِها، لقد بدى سعيداً للغاية و هذا يعني لي الكثير

جلسنا جنباً لِجنب دون أن ينطق أحدنا بِشيء كان المكان في غاية الهدوء، فقط أنا.. هُوَ... و الشّمس التي بدأت بالغُروب، راقبناها بِصمتٍ تام ليلتفِت لي مع تلك اللّمعة التّي تكسو عينيه

"هذه اللّمعة التي تكتسِح عينيك.. سأجعلها تحدُث كثيراً، أعِدُك"

حدَّق بي قليلاً ليُردِف
"شكراً لك، أنا حقاً عاجِزٌ عن التعبير"

"عبِّر لي لاحِقاً، لكن اليوم.. فقط حافِظ على هذه الإبتِسامة" قُلتُ بِمرح لِأُكمِل "سنفعلُ شيء أخير.. و بعدها ينتهي الإختِطاف"

سحبتهُ بسُرعة غير مُعطية لهُ فُرصة للرّد

ركضتُ به نحو كوخ صغير و طرقتُ الباب

خرجَ منهُ رجُل مُسِن لأصرُخ بحماس" أَيُّهَا العم ماكس، كيف حالك، إشتقتُ لك كثيراً، هلّا إلتقطتَ لنا بعض الصور من فضلك"

أطلقتُ كلِماتي دُفعة واحدة لِأشهق بِقُوَّة بعد أن أنهيتُ حديثي
ليقهقه العم ماكس و بلو معاً

.
.
.
.

"شُكراً لك عمِّي ماكس، سنأتي مُجدداً.. إلى اللِّقاء" هتفتُ بصوت عالي ساحِبة بلو خلفي للعربة

مددتُ لهُ نُسخ من الصّور الذي إلتقطها لنا العم ماكس و بدأتُ بالقيادة

"العم ماكس هوَ من قام بِزِراعة جميع تلك الورود، هو يسقيها و يعتني بها، أيضاً يحترِف التصوير.. كان دائِماً يُخبِرُني أنني إن أحضرت شاب وسيم معي لهذا المكان سوف يفعل لنا جلسة تصوير مجَّانِيّة و ها نحن حظينا بها اليوم"

نطقتُ في مُحاولة لإرضاء بعض من فضولِه و يبدو أني نجحت

" هو حقاً رجُل صالِح و لطيف جداً، لقد أحببتُ المكان كثيراً "

" يُمكِنُكَ زيارتهُ متى شِئت، إمّا وحدك.. أم معي أنا فقط، لن أسمح لك بإحضار شخص آخر لمكاننا السرِّي حسناً؟ "

" جيّد إتّفقنا"

" إذاً ما رأيك في الإختِطاف هل اعجبك؟"

"كثيراً.. يُمكِنُكِ إختِطافي كل يوم"

ضحِكتُ بِخِفّة لأقول" سأفعَل"

" غنِّ لي"
طلب بِلطافة مُحاوِلاً جعلي أُوافِق، هو لا يعلم أنّي لن أرفُض لهُ طلباً ما حييت

" غالِباً ما كنتُ لِأَفعل، لكن لأنّه يومٌ مُميّز لن أرُدّك"

حسناً أنا فقط كذبت

.
.
.
.

توجّهتُ بهِ للمقهى و أوقفتُ العربه
" كان يوماً جميلاً جداً لكن كما تعلم.. العمل يُنادي"

"صحيح، إستمتعتُ كثيراً أنتِ قد صنَعتي يومي.. أراكِ لاحِقاً"

أنهى جملته و خرج مُتّجِهاً للمقهى

كيف لهُ أن يكون بهذهِ السّذاجة، المقهى مُطفأ الأنوار على غير العادة، إختفاء أصدقاءه مُنذ الصّباح، و أشياء أخرى.. كيف لم يلحظ أيّ منها

قهقه عالية خرجت مني لأخرج ركضاً، وقفتُ أمامه و نظر لي بِدهشة.. ما هذا الفتى ألم أكُن معهُ منذ لحظات!

ألقيت أفكاري جانباً و أمسكتُ يده

"هذه ستكون المرّه الأخيرة التّي أسحبك بها اليوم"

سحبتهُ بسرعة لِأقف به أمام باب المقهى

"إفتحه"

نظر لي ثم للباب ليفتحهُ أخيراً
.
.
.

أنار المكان بِصورة مُفاجِئة و أصبح يملؤه الصّخب، الهدايا في كل مكان، أُناس سُعداء، هُوَ سعيد.. كان يوماً رائِعاً بِحَق

Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن