13

195 27 17
                                    

سحبنِي و أخذني لِغُرفة ما، كانت زرقاء اللّون تملؤها اللّوحات في كل مكان.. يوجد الكثير من الأوراق و الألوان و هُنالِك أدراج عديدة أظُنّها تحوِي أشياء تخُص الرّسم أيضاً

أجلسَني على كرسي خشبي أمام نافِذة زُجاجِيّة كبيرة

"سأبدأ الآن، إبقِ ثابِتة لن أستغرِق كثيراً من الوقت"

هو أخبرني و حَضَّر مُعِدّاتِه ليبدأ بتحريك يديهِ ببراعة، حدّثَني عن نفسه كثيراً، و أخبرني أنّهُ دائِماً يستيقِظ مُبَكِّراً ليُراقِب الشمس و تحدّثنا عن أمور عشوائِيّة أُخرى

"إنتهيت"
قال ينظُر للُوحتِهِ بِفَخر لأركُض نحوَهُ بحماس

" يا إلهي بلو إنها مُذهِلة هذا رائِع كيف لك أن تكون بِهذهِ المِثاليّة"

"هل حقاً ترينني مثالي؟" تسائل بصوت خافت

"أجل! " أجبتُ بِلا تردُّد

نظرَ للأسفل قليلاً ليسحبني مُجدداً،  هذه المرّة هو سحبني خارِج المنزل

أخذَني لِصالون شعر، نظرتُ لهُ و الحيره تعلُو ملامِحي

" سنُغَيّر ألوان شعرِنا"
هُوَ قال بِبساطة و أنا فقط حدّقتُ به

" هيّا يا فتاة "

سحبني مُجدداً للداخِل، هو يتحدّث مع صاحِب المحل بِأريحِيّة.. يبدو أنه يأتي إلى هُنا كثيراً، كان يضحك مع العاملين و يُمازِحهم حتى إلتفت لي يسأل بِحماس

"ما هو لونك المُفضّل؟ "

"الوردي"

"جميل، أنا أفضِّل اللّون الأزرق "

" إذاً؟ "

" على ماذا نحصل إن دمجناهُما معاً؟"

"أُرجُواني"

" إنّه لون الحُب" همس و نظرتُ له قليلاً إلى أن سحبني و أجلسَني على مقعد المحل، جلس هو على المقعد المُجاوِر لي

نادا احد العاملين ليخبره " إجعَل شعرها أزرق مع خصل أرجوانِيّة، و أنا وردي مع خصل أرجوانِيّة كذلك "

جحظت عيناي و صوّبتها نحوَهُ.. هل جُنَّ أخيراً أم ماذا، هو شعر بِعدَم رغبتي ليهمِس لي

"أخبرتُكِ ستُجرّبين أشياء كثيرة معي، لا تقلقِ ستكون النّتيجة مُرضِية لك.. أنا أتمتّع بذوق فنِّي عالٍ، فقط ثقِ بي"

.
.
.
.

" رأيتِ.. ليس بذلِك السّوء صحيح " قال بينما يُلاعِب خصلاته الوردية

"أجل نبدو مُختلِفين بطريقة فريدة، دعنا نلتقِط صورة معاً"  أخرجتُ هاتِفي و إلتقطنا كثيراً من الصُّور، بدَونا كمُراهِقَين أحمقَين

ذهبنا بعدها لِمكتبة تقع بالشّارِع المُجاوِر لصالون الشّعر ذاك

إبتاع لي الكثير من الكُتُب، مِنها رِوايات، و كُتُب تتعلّق بالأحياء، حتّى أنه أحضر لي كُتُباً عن الفلك... أخبرني أنه بإمكاني أن أأتي لِسطحِ منزله لِأقرَأها هُناك وقد راقَنِي ذلك كثيراً

"حسناً.. سيكُون من الرائِع إن أخذتك لمطعم فاخِر مع موسيقى راقِية الآن، لكن تعلمين.. لا أعرِفُ كثيراً بِهذهِ الأشياء فأنا أأكُل ما أجِدهُ أمامي فقط، لذا.. لِنَبتاع البيتزا و بعض الشّطائِر و المَشرُوبات" قال يُحَرِّك يديه بِعشوائِيّة

أومأتُ موافِقَةً لهُ و ضحكة صغيرة هربت مِنّي إثر صراحتِهِ تلك
.
.
.
.
ذهبنا إلى الشّاطِئ، نزلتُ مُسرِعة و لحِق بي بعد دقائِق و هو يحمِل الطّعام و أكياس المشروبات، وضعهُم على الأرض و فَرَشَ مِلائة زرقاء لطيفة.. يبدو أنهُ يحتفِظ بها في سيّارتهِ لمِثل هذهِ الأوقات

بدأتُ بالأكل ليُشارِكني هُوَ

كان يأكُل بهدوء شديد، بدى كأنّهُ يأكُل لأنّ عليهِ ذلك.. ليس لأنّهُ يُريد الأكل حقاً

أنهى ما بِيدِهِ بسرعة و نظر ناحِيَتي
"صحيح أنني لا يُكِنني التذوّق لكن.. تُسعِدني رُؤية فتاتي تأكُل جيّداً"

حشَوتُ فمي بقِطعةِ البيتزا التي في يدي مُرَدِّدَة بِبَلاهة

"فتاتُك"

"ألستُ واضِحاً كِفاية؟"
تسائلَ بِدهشة مُصطنعة

"لا أعلم، أنتَ أخبِرني"

رمقنِي سريعاً ثم أعار إهتمامهُ للبحر "سأُخبِركِ في المساء، هل الجميلة سعيدة الآن؟ "

" أجل.. و كثيراً "

" لكِننا لم ننتهي بعد.. هيّا"

Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن