10

212 26 13
                                    

"لم تُعجِبني فقط.. بل أنا أحببتُها"

نظرت إليّ برضى، أخبرتني أن أجعلها تتولّى القيادة لِتتناسب مع دور المُختَطِف و فعلت..

"و الآن.. وِجهتنا الأولى ستُعجِبكَ كثيراً أنا واثِقة"

تمتمت هِيَ ليشتعِل الحماس بِداخلي.. أريدُ أن أرى ماذا ستفعل

نحن الآن نقِف أمام متجر مُثلّجات، نظرتُ لها بسعادة، إذاً.. هي لاحظت حبّي لها

"تناولتَ إفطارك صحيح؟"

"أجل"

"هيّا بنا إذاً"
صرخت بِصخب ساحِبة إياي معها لداخِل المتجر

طلبت مُثلّجات لها و لي و سحبتني للحديقة المقابِلة للمتجر، لا أعلم لِمَ تستمِر بسحبي هكذا من قال لها أنني سأهرُب؟

قهقهتُ بخِفّة على طفولِيّتها.. يا إلهي إنّها لطيفة للغاية

أجلستني على إحدى الكراسي الخشبية و جلست بجانبي

"سوفَ أُغنّي من أجلِك"

أومأتُ بِمُوافقة بينما أأكل مُثلّجاتي لِتبدأ هي بالغناء و أصابني الذّهول من جمال صوتِها
كانت الأغنية هادِئة و رقيقة، أستطيع الشعور بكلِماتها تُداعِب أوصالي

"هذه الأغنية إعتدتُ أن أُغنِّيها لِأخي، لكنني أردتُ أن أُدَلِّلك اليوم لذا غنّيتُها لك، يوم ميلاد سعيد أَيُّهَا الأمير النَّاعِس"

نظرتُ لها لِثوانٍ، أغلقتُ المسافة التي بيننا بِعِناق آمِلاً أن يُوصِلَ لها مدى سعادتي و شُكري وامتِناني

أبعدتُها عني بخِفّة  لِأقول بِصِدق
" هذه أفضل تَهنِئة ميلاد حظيتُ بها يوماً، أنتِ دائِماً ما تصنعينَ سعادَتي، اليوم هو أجمل يوم ذِكرى ميلاد.. فقط لوُجودكِ أنتِ به"

"لا بأس يا أمير، أنت تستحِق كل ما هو جميل"

"و أيضاً.. صوتِك جميل جداً، إنّهُ رقيق مثل الغيمة" قُلتُ بينما أُصفِّق بحماس لِتُجيبني بهدوءٍ خَجِل

" يُسعِدني سماع ذلك"

نهضت بإندِفاع و سحبتني لِسيّارتي التي إستَحوذَت عليها اليوم، يبدو أنهُ الوقت للذهاب للوِجهه الثّانِية

.
.
.
.

" لِمَ العجَلة تمهَّلي قليلاً"

أخبرتُها بعد أن لاحظتُ سُرعتها الجنونِيّة في القِيادة

"ليسَ لدينا مُتّسع من الوقت، لا تقلق فأنا سائِقة ماهِرة"

أردفت بِسُرعة مُرَكِّزة بصرها نحو الطريق، نظرت لِساعة يدِها قبل أن تهمِس

"عظيم"

قرّرتُ عدم التدخُّل و بدأت بِصُنع إيقاع بفمي و تحريك جِذعي و رقبتي لِأبدو كمُغني راب من التسعينات

"ياو، إنني مُختطَف من قِبَل فتاة جميلة و هذا أفضل إختِطَاف قد يحظى به أي مخلوق"

"أجل"

هي فقط قامت بِتفخيم صوتِها و مُجاراتي بينما تتمايل و تفعل ما أفعل، قهقتُ بِقُوَّة و أكملت

"هيَ إبتاعت لي المُثَلّجات و أيضاً تدعوني بالأمير"

"نعم أنا أفعل"

" أينَ مُثلّجاتك؟ إنني لا أراها"

"أين؟"

"أنتَ لستَ كوكباً.. و لستَ تملِكُ قمراً.. كوكب وحيد.. بلا مُثلّجات "

" أجل أنت كذلك "

" لا تقِف أمامي.. لِأنهُ ليس لديك مُثلّجات "

" أنت لا يُمكِنُكَ مُجارات هذا الأمير... بِلا مُثلّجات "

" أين مُثلّجاتك؟ ضعها أمامي"

" هيّا ضعها"

" أين قمرك؟ انا لا أراه"

"حتماً لا أفعل"

" أجل"

" نعم"

" يااه"

رمقتني بِنظرة جانِبيّة قبل أن تُطلِق العنان لضحكاتِها لأنضم لها
ضحِكنا كثيراً حتّى أنني شعرتُ بالألم في معِدَتي من كثرةِ الضّحِك

وقفنا أخيراً أمام وِجهتنا الثّانية

Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن