14

258 31 14
                                    

سحبتُها من يدها ولا أعلم عدد المرّات التي سحبتها بها اليوم

أخذتُها لمعرض فنّي، تجوّلنا قليلاً بين اللّوحات لنقِف أخيراً أمام ركن كان قد إصطبغَ باللّون الأزرق

نظرت هي بِذُهول لأوَضِّح لها "هذا رُكنِي الخاص.. يُدعى بالجّانِب الأزرق، ألا يجعلكِ هذا فخورة بي؟"
سألتُها مُمازِحاً لكِّنها أخذت تقِف أمام كُل رسمة و تقومُ بِمدحِها على حِدى

أنا أتلقَّى الكثير من المدح حول رُسوماتي لكن مدحها هي خاصّة عنى لي الكثير

.
.
.
.

نفِذت أفكاري لليوم لكنني لن أُرجِعها إلّا في المساء لذا قرّرتُ الإرتِجال فقط

إصطحبتُها إلى سوق مَحَلِّي يبيع أشياء شعبِيّة

كانت هناك عجوز تصنعُ الأساوِر و أشياء كهذه، طلبتُ منها أن تصنع سوارين يحمِلان إسمَينا، جلسنا بجانِبِها و أخذت تُحدِّنا عن الكثير و الكثير.. كانت لطيفة جداً

أنهَت صُنع السوارَين لآخُذهُما، ألبستُ هايفي السِّوار الذي يحمل إسمي و أرتديتُ الآخَر أنا

.
.
.
.

تجوّلنا بالسيّارة في الطُرُقات بلا هدف، ضحكنا و غنّينا كثيراً معاً

حَلّ المساء لذا توجَّهنا لمنزلي، كانت المسافة بعيدة قليلاً لكن لم يجِد الملل مكاناً بيننا

.
.
.
.

"سأُريكِ السّماء بشكل آخر"

فتحتُ باب غُرفَتي الُفَضّلة، هي فقط تحوِي كثيراً من الأوراق.. الكتب.. و المراجِع التي تتعلّق بمجالِ الفيزياء، توجد أيضاً بعض المجاهِر الفلكيّة و لوحات كنت قد رسمتُها.. تتمَحوَر حول المجموعة الشمسيّة.. الفضاء و المجرّات.. و بعض من أشكال السّديم المُختلِفة

كان القمر مُكتَمِلاً.. بدت السّماء في كامِل حلّتها و قد إمتلأت بالنجوم

تأمّلنا السّماء معاً، كانت هايفي سعيدة مما جعلني سعيد أيضاً
.
.
.
.
"هايفي"

همهمت هي بِخُفوت

"كوني لي نجماً.. أكُن لكِ مجرّة"

نظرت لعيناي و شعُرت أنها تنظُر لروحي
تنهّدتُ بخفّة لأقول بأصدَق نبرة أملِكها

"لا أعلم كيف.. لما.. و متى.. لكنني وقعتُ بِحُبّك"

نظرت لي بملامِح عجِزتُ عن تفسيرها، إمتلأت عيناها بالدّمُوع لتقول بعد أن إستنشقَت ماء أنفِها
"أنا أيضاً أُحِبّك.. كثيراً جداً.. أكتر مِمّا تتوقّع، أنت لا تعلم كم إنتظرتُ هذهِ اللّحظة"

"ها قد حدثت، لن تنتظِري شيءً بعد الآن.. إن كنتُ كوكباً فأنتِ قمري، و إن كنتِ نجماً فأنا مجرّتك.. سأكون لكِ كل شيء... أعِدُك"

.
.
.
.

كانت جالِسة على أريكتي تُقلِّبُ القنوات و يبدو أنه لم تنَل إهتمامها أيّ مِنهُن

وقفتُ بينها و بيت التِّلفاز لِأجلب إهتمامها بسهولة

إبتسمتُ و مددتُ نحوَها كيساً أرجُواني اللّون، كان يحوِي فُستان أزرق طويل بِلونِ السّماء.. حذاء أزرق داكِن.. حقيبة يد زرقاء و زينة للشّعر زرقاء أيضاً، إنّها فقط أشياء عزمتُ أن أُهديها للفتاة التي سيختارها قلبي لأجعلها مَلِكة مَملَكَتِي الزّرقاء

أخَذتهُ لتُفتِّش بداخله و تشهق بقوّة

" بلو هذا جميل، شُكراً لك"
هتفت بسعادة تنظُر لي بأعيُن لامِعه

إبتسمتُ لها مُجدداً
"هذهِ المرّة الأخيرة التي أسحبكِ فيها اليوم"

سحبتها برِقّة واحتضنتُها في مُحاوَلة لِنقلِ مشاعِري
"أنتِ الآن فتاةُ بلو، مرحباً بِك في عالمي"

النِّهاية. 💜

🎉 لقد انتهيت من قراءة Sleepy Eyes || MYG 🎉
Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن