12

202 25 7
                                    

اليوم هايفي تمُر بِحالة مِزاجِيّة سيّئة جداً، حاولتُ كثيراً لكنني لم أفلح بتلطيف حِدّة مزاجها حتى أصبح الوقت ليلاً و عاد كل مِنّا لمنزله

أنا لن أتركها هكذا دون فعل شيء، هذا مُستحيل

هاتفتُها لِتُجيب بسرعة، يبدو أنها كانت مُمسِكة بهاتِفها بالفِعل

"ماذا هناك"

"لِنخرُج غداً، سوف آتي لإصطِحابك"

"هذا يبدو لي كَمَوعِد"

"سَأُحِب أن أواعدك يا جميلة"

"ماذا تعني"
تسائلت بنبرة يملؤها الملل

"أعني لِنَخرُج غداً في موعِد"
صمتت قليلاً لتجيب

"متى ستأتي؟"

رائِع لقد وافقت
"الخامسة صباحاً"

"عفواً!"

إستَنكرت هي لأُهمهم مُؤكِّداً
" سأكون أمام منزلك في تمام الساعة الخامسة صباحاً، الآن نامي جيّداً يا جميلة.. ينتظِرُنا يوم طويل"

"حسناً أحلام سعيدة"

"و لكي أيضاً "

ذهبتُ و صنعتُ لي بعض الطّعام، تناولتهُ و غسلتُ الصّحون، كما أنني تعلّمتُ وصفتان سيُفيدانني كثراً للغد ثُمّ إرتميت فوق سريري

لم أُفكّر كثيراً حول موعدنا، أنا فقط سأُدخِلها لعالمي و أريها كل ما أحِب
.
.
.
.
إنّها الخامسة صباحاً الآن و ها أنا أطرُق بابها، كم أنا عظيم
بالمواعيد يا لي من مُدهِش

فُتِح باب منزلها لأشعر بيد تسحبني للداخل

منزلها جميل جداً كان عبارة عن مزيج من الأبيض.. الوردي و الرّمادي، هو مُبهِج على عكس خاصتي الذي يملؤه الأسود و الأزرق من كل جِهه

جلستُ على أريكتِها بأريحية

"هيّا هيّا يا جميلة إذهبي و تجهّزي بسرعه سوف نتأخّر هكذا"

قلتُ بدون إكتراث بينما أتمدّد فوق أريكتها لتذهب دون قول شيء

.
.
.
.
شردتُ بالسّقفِ قليلاً ثم أعرتُ إنتباهي لكومة الأوراق فوق الطاوِلة المُقابِلة للأريكة التّي إقتحمتها تواً

تطّفلتُ قليلاً و ألقيتُ نظرة على تلك الأوراق، كانت جميعها عن الأحياء الدّقيقة ولم أفهم منها حرفاً، أشُكّ بأن لديهم لُغة سِريّه تخُصُّهُم فقط

جلستُ على الأريكة مجدداً و زفرتُ بِملل ليتسلّل لمسامعي صوت خطواتها قادمة نحو الأسفل

إنتفضتُ بحماس، هي لم تتأخّر كما توَقّعت هذا جيّد

كانت ترتدي فستاناً أصفر يصِل لتحت رُكبتيها بقليل مع حِذاء أبيض و حقيبة صغيرة بيضاء، أخبرتُكُم.. لا أجيدُ الوصف لكن هي فقط بدت فاتِنة للغاية

صفّرتُ بإعجاب و نطقتُ بعد أن سحبتها للخارِج "تبدين ساحِرة أيّتها الحسناء"

"شكراً"
أردفت بخجل لأُقهقه بِخِفّه

ذهبتُ بها لمنزلي و أدخلتُها بِسُرعة

"مرحباً بكِ في منزِل الوسيم بلو"
نطقتُ مجدداً لأسحبها بِقُوّة
"أنا من سيسحبُكِ اليوم"

ركضتُ بها لِسطح منزلي، أجلستُها على الوسائِد الملقاة فوق الأرض و جلستُ بجانِبِها

" سيَبدأ الشروق الآن، لنراقِبهُ معاً"
.
.
.
.
"أتعلم بلو.. لم أُشاهِد الشروق مع أحد من قبل، لقد كانت تجربه جميله جداً "

" سأجعلُكِ تقومين بِتَجربة الكثير من الأشياء، سأُدخِلُكِ للعالم الأزرق، عالم بلو.. عالمي أنا، والآن لدي مفاجأة لكِ..إتبَعيني"

سحبتُها للأسفل، جعلتُها تجلِس على الطّاوِلة في المطبخ  و بدأتُ أبحث في الأدراج" سأصنع شيئين تعلّمتُ وصفتيهما من أجلكِ فقط"

لوّحت بيديدها بحماس لتقول "أرِني إذاً"

رفعتُ أكمامي و هممتُ بالعمل تحت أنظارِها

قليل فقط حتى وضعتُ كوب من القهوه و قِطعة من كعكِها المُفضّل أماها
" قهوة مُثلّجة و كعك البُرتُقال للجميلة الحسناء "

ضحِكَت بِسعادة لتتذَوّق كليهما، راقبتُ ملامحها التي تجمّدت فجأة ليعتريني التوتُّر إلى أن بدأت تأكُل بِشراهة

"بلو.. أُقسِم لك هذه أفضل كعكة برتقال و تلك أفضل قهوة تذوّقتهما ما حييت"

قالت بسرعة وهي تُشير لِكِلاهُما لِأبتسِم بِراحة

" من الجيّد سماع ذلك، لقد خشيت أن أُفسِد الوصفة بشكل ما"
.
.
.
"الآن بعد أن تناولنا فطورنا إسمحي لي أن آخُذكِ بِجَولة سريعة في عالمي"

Sleepy Eyes || MYGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن