ملحمة العشق (الجزء الثالث من الجبابرة)بقلم اميرة القلم شيماء محمد

الفصل السادس

صدمة شديدة حلت علي الجميع و كأن الطير أصبح فوق رؤوسهم يتوارى خشية رؤيته عندما يقع تحت أعين الصياد و أعينهم أصبحت الطلقات التي ستهوي به تجعله فريسة لهم ينظر بأعينهم دون أن تحمل نظرته الخوف بل هي نظرة ثابتة واثقة كالعقاب حينما يحلق في السماء و بتوسطها بكل شموخ و كبرياء نظرات الثاقبة و القوية و المضطهدة بعشقها و كأنها سهام اخترقت حصونهم ، يتطلع كل واحد فيهم إليه بنظرات تائهة و شاردة ، بعضهم ظن أنه ضل الطريق و يسير في الظلمات و أعمته الظلمة و أصبح لا يري و لا يسمع بسبب صوت شق عنان السماء وجعل قلوبهم ترتعد ، و منهم ظن أنه اخطأ فيما سمعه ، علي قبيل آخر تقف و قدامها لم تسطع التحمل لتنهار أيضا و تذوب كما يذوب الجليل من شدة الحرارة و كانت كلماته كالمتفجرات أطلقت ، نظر أمير إلي أخته وجدها سقطت أرضا ليهرول ناحيتها بعد أن افترشت الأرض يحملها بين ذراعيه و قلبه يؤلمه بشدة علي طفلته و ابنته الصغيرة وضعها برفق علي الكرسي حتى آتت نغم فاحصة إياها قائلة بعد أن رأت الخوف ينهش قلوبها كضباع جائعة :_

متخافوش يا جماعة هي كويسة ،انصدمت من الكلام فوقعت دقائق و تصحى

نظرت إيلين لكل ما يحدث حولها بدموع و قلب منفطر و نبض يرتجف هل تلك لعنة العشق حلت علي قلوبهم ما هذا ؟؟ و ماذا ترى؟؟؟ وأي ألم جديد سيُزرع بفؤاد أحدهم و هذا ليس بعيد و أنما هو أقرب القريب ، ليست إلا مجرد دقائق و سترفع الحرب أشدها ، لن تكون حروب بالسيوف و لكنها كلمات و لنري من المنتصر و من المهزوم توجهت بنظرها لشاب يقف نيران الخوف تندلع بقلبه و لن تنطفئ إلا حينما تنير النجوم السماء و البحر الأزرق يرتفع موجه فيتأكد أنه بخير حركة خفيفة ناتجة عن تحرك بؤبؤ عينها ، تتفتح عيناها كتفتح الزهور حينما يتساقط عليها الندى ، تجد الجميع جوارها و الخوف هو ما ملأ أعينهم تطلع إلي أقوي أسلحتها الذي سيبقى هو ناصرها لو تحارب ملايين الجيوش طالعها هو بنظرة مطمئنة و جلس علي المقعد مرة آخري تتطلع له ليري نظرة خوف تشبه نظرته و كأنها سحاب تحميها من كل ما هو مضر رمقه بنظرة لم يفهم معناها بعد ليتحدث بعد صمت قتل تماسكه :_

عايز افهم يا مينا أنت عايز ايه دلوقتي ؟؟؟

أغمض عينه و هو يحاول ضبط نفسه أمام بروده قائلا مردد طلبه :_

عايز اتجوز نجمة

يزن ببرود قاتل قال :_

لا

مينا بتنهد و صوت ملأه الحزن و فاض به ليقول بصوت منكسر :_

ليه يا عمي ، أنا قلت لو علي الدين سأسلم ، ايه سبب الاعتراض دلوقتي

يزن بثبات قال :_

أنت يا مينا السبب ؟؟

تساءل دار في ذهنه لما هو السبب تنهد بحرارة و صوت زفيره مسموع ليقول :_

أنا السبب ليه ، عشان وقعت في حب بنتك ، لا حب قليل ، عارف لما تخلى حد حياتك تبدأ بيه و تنتهي بيه يا عمي ، من غير ما أقف قدامك أنا توجتها ملكة مش علي عرش قلبي بس ، لا عرش حياتي كلها ، روحها ،هدوئها ، ثباتها ، قلبها ، ابتسامها كل حاجة فيها دفعتني عشان أُتيم بيها مش براضي و عمر ما كان فيه بشر لا مالك القلب ، ولا مالك النبض ، يبقى من حقي أفهم ليه حضرتك تعمل كدا لو علي الدنيا أنا مستعد أضحي عشان خاطرها لو عمري التمن