الفصل الثالث

4.4K 187 11
                                    

الفصل الثالث
في كافيه الجامعة تجلس الفتيات معا علي طاولة واحدة يتحدثون و يمرحون معا الا تلك التي تجعل كالطفل الضليل لا يوجد له أم و لا  مكان يحتمي به من ظلمات تلك الحياة و بجانبها تجلس بجانبها تلك الخجول المتنحية لجانب بعيد و كأنها تحيا في مكان بعيد عن ذلك العالم الذي يعيشون فهي صنعت لنفسها عالم خيالي يجعلها تسبح في الأفاق وحدها و لكن هناك من يتولى  زمام سباحتها ليكون هو خير معلم لها  فهو لم و لن يتركها وحيدة  حتي لو تذهب للموت سيكون هو قبلها
أما تلك الملكة الصغيرة التي تتلألأ مثل لمعان أمها شغفها هي فتاة جمعت بين البراءة الفتاكة و و الخجل التي تميز به كل فتيات تلك العائلة هي عاشقة و لكن عشقها له لم يضعفها أبدا و لكنه زادها قوة علي قوتها بوجود ملوكها بجانبها تتنهد بارتياح و تبتسم و تلمع عيناها الزرقاء كما يلمع المحيط الذي يتهادى موجه كعروس حينما يسقط عليه شعاع الشمس
و تلك النجمة اللامعة في أعالي السماء تضحك بخفوت يشبه لمعان النجوم الخافت في ليل شديد الظلمة و لكنها نورها البراق حتي لو كان ضعيف كفيل لأن يعطي الحياة لمن يقترب
نجمة و هي تتحدث بحزن بعد ابتسامتها قائلة:_
سيلا و حشتني أووي يا بنات
مليكة و هي تربت علي رأس أختها قائلة :_
متخافيش يا نجمة هترجع قريب و بعدين هي بعدت عشان تعمل الحاجة اللي بتحبها
نجمة ببسمة خافتة قالت:_
ما كلنا هنا بندرس اللي بنحبه بس هي اختارت تبعد عننا هي روح كمان
مليكة ببسمة لأختها قالت :_
هي عايزة تكون رسامة زي طنط فيروز و ايطاليا بلد الفن يا نجمتي و بعدين هترجع اكيد مش هتفضل هناك للأبد و بعدين قمر هنا ايه ولا مش مالية عينك
ابتسمت نجمة لقمر و قالت :_
والله ما فيه حد زيها في هدوءها اللي يهبل ده
ابتسمت قمر بهدوء لنجمة و قالت :_
و مفيش أجمل منك يا نجمتي اللامعة
ابتسمت نجمة لذلك الاسم و نظرت مليكة لنورسين وجدتها شاردة لتربت علي يديها قائلة :_
مالك يا نورسين سرحانة من ما جينا الجامعة
نورسين ببسمة حاولت اخراجها طبيعية قائلة :-
أنا كويسة يا ملكتي متقلقيش عليا
مليكة لم تقتنع بكلامها فنظراتها تشبه نظرات أحد ضاع من شيء و يبحث عنه و كأنها تبحث في عالم منفصل جاءت لتكمل قاطعها صوت هاتفها وجدته أمير لتفتح الهاتف ليقول أمير سابق لها قبل أن تتحدث :_
مليكة لو البنات معاكِ محدش يمشي أن عشر دقايق و بكون  عندكم
مليكة باستغراب قالت :_
فيه ايه يا أمير
أمير بنبرة هادئة حتي لا تقلق قال:_
مفيش يا مليكتي متخافيش
و أغلق الهاتف و نظرت للفتيات وبداخلها يؤكد أن هناك كارثة حلت و تمنت أن يكون الجميع بخير
وبالفعل لم يمض عشر دقائق الا وكان أمير يقف أمام الفتيات ولكن نظراته جامدة تماما ليقول :_
أنا هأخد نورسين معايا و أنتم اركبوا في العربية التانية
انصاع الجميع لكلامه و ركبوا السيارات و خلفهم حرس كثير في سيارة أمير نورسين وهي تتطلع له قالت:_
فيه ايه يا أمير اللي حصل و متقولش مفيش حاجة متأكدة أنه فيه
أمير و هو يتطلع لها بهدوء قال:_
هتعرفي كل حاجة في الوقت المناسب اصبري يا نور
وبالفعل صمتت نورسين و الخوف داخلها يشبه الوحوش الضارية التي تنهش بداخلها رويدا رويدا وبعد وقت ليس قصير وقفت السيارات أمام قصر الحديدي ليهبط الجميع منها عدا أمير و نورسين بعد أن منعها لتري الفتيات سنا تتقدم لتقول مليكة باستغراب :_
فيه ايه يا عمتو رايحه فين من غير عمو كنان
سنا ببسمة لتلك الجنية الصغيرة قائلة :_
ما هو عمو كنان اللي قالي اروح مع أخوكِ
ابتسمت لها مليكة و قالت :_
في حفظ الله يا عمتو
ابتسمت لها سنا ورحلت مع أمير و جانبه نورسين في حالة من الاستغراب لتتأكد ظنون كلتيهما أن هناك شيء
***********************************************************
في  الرئيسي دلف عدي و إلي جواره عمر بأنف مرفوعة ليس و أنما عزة بأنفسهم و كبرياء و نظرات استغراب من الجميع  أليس هؤلاء من لديه واحد يعتبر بين الحياة و الموت كيف هم بهذه القوة و الصلابة لو كان أحد منهم لكان انهار فورا و لكنهم لم يعرفوا أنهم ليسوا من تقتلهم محنة و أنما تزيديهم قوة أكثر فوق قوتهم دلف عدي لمكتبه و خلفه عمر الذي جلس علي مكتبه يتطلع للفراغ أمامه بشرود و لمعة حزن تشبه تلك اللمعة الحزينة حين توديع الأحبة ليقرر عدي التحدث قائلا:_
ياه يا عمر من خمس سنين أول مرة تدخل المقر هنا
عمر بنظرة منكسرة و هو ينظر لصديقه قائلا:_
و كان نفسي مدخلش بس الظروف
عدي و هو يتنهد بحرارة و يقول:_
أنت بتهرب من ايه يا عمر
عمر و هو يتطلع لعين صديقه قائلا:_
بهرب من عين عمك كنان اللي كل ما تشوفني تعاتبني يا عدي  هو حد فينا يملك قلبه
عدي و هو يتطلع له محاولا كشف أغواره قائلا:_
فعلا محدش فينا يملك قلبه يا عمر بس ده لو كنت شفتها فجأة سنة أو اتنين لكن دول يا عمر عشرين سنة و أنت عملت ايه كسرت روحها و كسرت قلبها يا صاحبي
نظر له عمر بلمعة حزينة ليكمل عدي :_
أنت عارف أن اسر وروح دول روح اسر اللي يجي جنبهم يهد الدنيا باللي فيها عشان خاطرهم و أنت ابن أخوه تكسر بنته و تخليها تبعد خمس سنين من غير ما تفكر تنزل مرة
ثم أشار علي قلبه قائلا:_
أنا متأكد أنك بتعشق روح يا عمر لأنها روحك بس السبب اللي خلاك تعمل عكس كدا هنعرفه قريبا يا صاحبي بس عايزك تعرف حاجة  أيا كان اللي خلاك تعمل كدا خليك واثق أن فيه جروح لو اتفتحت صعب تداويها وده اللي أنت عملته
ورحل من أمامه و تركه وحيدا النيران تشتعل داخل قلبه و لكن سيعمل جاهدا علي اخمادها لطالما كان هو الطفل المتملك لتلك الروح و لكن فجأة نهر تلك الروح من أعلي أعالي الجبال لتسقط أرضا و لكنها ظلت لامعة و لكنها كنصال لمن يقترب منها
*********************************************************
أمام مستشفى الحديدي
هبطت سنا و نورسين من السيارة و يليهم أمير حتي وقفتا أمام باب المستشفى و لكن لم تستطع أيا منهما التقدم خطوة واحدة و كأن الأرض قد تصعدت و سقطت قدم كل و احدة منهما بين شقي الأرض لتعلقا لتقول سنا بصوت مرتجف:_
احنا هنا ليه يا أمير
أمير و هو يربت علي كتف عمته قائلا:_
تعالي بس يا عمتو و أمسك يدها يجرها ورائه و كأنه طفل يعجز عن الحركة و يحتاج إلي من يسانده ليتقدم  رويد رويدا
بينما تلك التي تسير خلفهم ببطء مميت قد تأكدت أنه قد أصابه مكروه فهي من الأمس تشعر أن هناك شيء سيحدث له و لكنه تجاهل و يا ليته تجاهل أي شيء غير مشاعر أنثي عاشقة
وقف أمير أمام الغرفة ليسمع صياح صوت ابن عمه بغضب قائلا:_
أنت بتقول ايه و عملت فيا ايه مين اللي قالك اعمل كدا كان عندي الموت اهون و لا أحس أني ناقص حاجة مني و أني أكون عاجز لو كنت قلت لي كنت أديتك تصريح بموتي
الطبيب و هو ينظر له بشفقة قائلا :_
مكنش فيه حل غير كدا يا اسر و الا حضرتك كنت هتتأذي
اسر بهدوء مميت ينافي غضبه قال:-
اطلعوا برا
خرج الجميع من الغرفة ليبقي كنان أمام ابنه حاول الاقتراب منه و لكن أوقفه بيده قائلا:_
عشان خاطري يا بابا أنا مش عايز أي حد دلوقتي هنا
و خرج كنان و هو ينكس رأسه علي ابنه فها هو يري نفسه عاجز لن يستطيع التقدم سوى بالاستناد  علي شيء كمن يبلغ عمره الستين
في الخارج وضع يزن يده علي كتف أخته قائلا:_
أنا جبتك لأنك اللي هتعرفي تتكلمي معاه 
و نظر لنورسين و قال:_
و أنت يا نورسين جبتك عشان يعرف أنه مهم يحصل هيفضل هو اسر الحديدي
نظرت له سنا بدموع وقف أمامها كنان بانكسار وقالت بعد أن كانت عناقه لها حياة وسط كل ذلك لتقول :_
ابني يا كنان
كنان و هو يمد يده يمسح عبراتها قائلا:_
اهدي يا سنا كل حاجة هتكون بخير و اسر كمان هيكون كويس مش هو اللي يستسلم للضعف
ودفن وجهها في صدره بعد أن تعالت شهقاتها يمسد علي حجابها قائلة :_
ليه يا كنان ولادنا شافوا اللي احنا شوفناه هو احنا ظالمين عشان ولادنا يتظلموا
كنان و هو يربت علي رأسه قائلا بهدوء  و النيران تشتعل بصدره قائلا:_
لو سنا مش أحنا اللي وحشين الناس اللي نفوسهم بقت مريضة
*************
داخل الغرفة عند اسر تتقدم منه نورسين بعد أن تركتهم يتحدثوا اقتربت من فراشه جلست علي حافة الفراش تنظر له فقط هو شعر بعبقها و لكنه لم يفتح عيناه أبدا لأن ما سيقوله سيهدم كل شيء بناه حتي عشقها له ربما يكون ذلك الحادث نهايته ، ظلت جالسة صامتة
يا نيران تشتعل بداخلي ... ولهيبها يصعد لأعلي قمم الجبال .. تنتظر سحب مطرة لتطفئ نارها .. و لكن الريح لا تزيدها الا اشتعالا .. ورحمة باتت مفرقة عنها كتفرق السحب في السماء ...
هكذا هي أصبح كل ما بداخلها مبعثر عانقت يده بين كفيها قائلة :_
افتح عينك يا اسر عارفة أنك صاحي مش اسر اللي يبقي زعلان و متضايق من حاجة و ينام دي بتبقي النار أهون
فتح اسر عيناه يتطلع لها قائلا :_
عايزة ايه يا نورسين
نورسين ببسمة له و أعين شغوفة بعشقه قالت :_
عايزة اسر
اسر بسخرية قال :_
طيب مانا أهو
نورسين بهدوء و هي تطالع عيناه قائلة :_
عايزة اسر القوي مش ده
صمت اسر لحظة ثم قال :_
اطلعي برا يا نورسين مش عايز اشوف حد نهائي
نورسين بسخرية قالت :_
حتي لو الحد ده مراتك
لف وجهه الجهة الاخرى و قال:_
مش عايز اشوف حد نهائي
سنا من الخلف و قالت بجمود :_
حتي لو أمك يا اسر
اسر بخفوت قال :_
بالله عليكِ يا أمي مش عايز أي حد حاليا محتاج أكون لوحدي
سنا و هي تقول بشموخ :_
أنا هسيبك دلوقتي بس هرجع الصبح يا اسر بيه و مش عايزة اسمع الكلمة دي تاني
عانقت نورسين بذراعها و قالت :_
اياكِ تضعفي يا نوري
و تقدمتا معا للأمام للرحيل فهي تدرك أن ابنها لن يسمع شيء من أحد حاليا
في الخارج يقف يزن أمام ابنه قائلا :_
أمير أنت هتفضل هنا مع اسر و الحراسة موجودة أنا متأكد أن محدش هيفكر يجي بس الحظر حلو
أمير ببسمة لوالده قال :_
حاضر يا بابا
ورحل جميع من في المستشفى متجهين إلي قصر الحديدي بعد ملغم بالأحداث
***********************************************************
في السيارة يقود مايكل سيارته متجها للمطار لاستقبال ابنته و زوجته و جواره ابنه و لكنه كان يسافر بعقله في مكان اخر و كأنه يحاول حل معادلة رياضية صعبة ليقول والداه بعد أن علم بما يفكر :_
مش هتعرف تفهم يزن و طريقة تفكيره أبدا يا مينا
مينا و هو يجاري و الده قال :_
نفس اعرف واحد زي ده ازاي صامد و صلب مبنحنيش قدام قسوة الظروف أبدا نفسي أعرف القوة دي منين
مايكل و هو يبتسم له و قال :_
القوة من اتحادهم يا مينا عارف يا بني لو كل واحد قاتل للتاني قتيل مجرد ما حد يتعرض لأزمة بتلاقي الكل جنبه هم بالنسبة لي قوة مستحيل تضعف الا لو قتلتهم جميعا
مينا و هو يبتسم لكلمات ابيه قائلا :_
نفسي أكون زيه في قوته و صلابته
ابتسم له ابوه بخفوت و تابع سيره حتي و صلا للمطار و وجد بصالة الاستقبال زوجته و طفلته ليقترب من زوجته يطالع غابات الزيتون الصافية بشوق ليقول :_
نورتي مصر يا ملكة روحي
كريستين ببسمة له و لكن قالت بعتاب :_
لو كنت نورت فعلا كان زمانك جيت من بدري
مايكل و هو يطالع عيناها بحب قائلا :_
أنت عارفة يا كوكي أني لو كان في ايدي اسارع الزمن عشان اوصلك كنت عملتها يا روحي
كريستين ببسمة له قالت :_
يخليك ليا يا قلبي
مايكل و هو يقترب من ابنته قائلا :_
وحشتني يا كارول
كارول و هو تمد يدها لتصافحه ببرود قائلة :_
و أنت كمان يا بابي
نظر لها مايكل بحزن و هو لا يعلم ما هو سبب برود ابنته و جفائها ماذا فعل أخذ يفكر و لكنه لم يحصل علي جواب  تقدمت للأمام دون أن تصافح أخيها لينظر لها بحزن لتقترب هي من ولدها و هي تعانق وجهه قائلة:_
متزعلش يا مينا أنت عارف أختك و طبعها
مينا و هو يحاوط كف والداته قائلا:_
أنا مش زعلان منها يا ماما أنا زعلان عليها لأن بطبعها ده هتخسر الكل بما فيهم أنا
احنت كريستين رأسها حزنا علي تلك الطفلة التي لا تعرف ما أصابها ليقول مايكل بعد أن أدرك الوضع :_
يلى يا كوكي من هنا مش مكان للكلام و بعدين ارتاحوا من السفر الأول وبعدين نتكلم
توجه الجميع خارج المطار و قاد مينا السيارة تلك المرة وجواره أخته التي تطلع للطريق بشرود و في الخلف ينظر لها بابتسام ولمعة لا يمكن أن تنطفئ أبدا لمعة ذلك العشق الذي خلدوه بالزواج و طفلين أصبحوا هم الحياة بالنسبة لهم  و هكذا مر الطريق في صمت الألسنة و لكن ترك العيون لتحكي ما يعجز عن قوله أي لسان
***********************************************************
مرت ساعة و ها هي السيارات تقف أمام قصر الحديدي ليهبط منهم الجميع  سواء من كان بالمستشفى  أو من مكان بعمله و نسي و مر وقت طويل  دلفوا للداخل و هناك قلوب يأكلها الخوف فهم عرفوا بما حدث و لكن لم يجرأ أحد الخروج بعد تحذير يزن علي الحراس بعدما السماح لهم بالخروج و الان هم دلفوا للداخل و نظرات ولجة تنتظر لأن تطمئن من أعينهم أن الأمور بخير و لكن ذلك لم يحدث فتلك نظرات غاضبة و مشتعلة كاللهيب انهي ذلك الصمت الذي دام لثواني صوت نورسين قائلة:_
ماما أنا طالعة فوق
استاج بحزن علي طفلتها قالت :_
مش تأكلي أنت من غير أكل طول اليوم
نورسين و هي تقبل يد والدتها قائلة :_
صدقيني مش جعانة يا ماما
وصعدت لغرفتها و حين غرة اقتربت استاج من فارس و قالت :_
بنتي مالها يا فارس
فارس و هو يحاوط كتفيها قائلا :_
تعالي يا استاج نطلع
و بالفعل جذبها من يديها صاعدا لأعلى
سنا لكنان قائلة :_
و أنا كمان مش قادرة أكل
أخذها كنان و ترك يزن و ايلين واقفين بالأسفل ينظرون لظل الجميع الراحل لتقترب ايلين من يزن بعد رحيل عمر و عدي و يزن الصغير
اقتربت ايلين منه قائلة:_
خلاص يا يزن الكل مشي تقدر تطلع كل حاجة وجعاك
قبض يزن علي يدها و أخذها وصعد بها لجناحه و اجلسها علي الفراش و اراحها عليه ليضع رأسه علي قدميها قائلا بتنهد :_
اسر اضطر الدكتور بتر رجله يا ايلين
ايلين بشهقة ودموع قالت :_
و هو عامل ايه في الوقت ده
يزن بثبات قال:_
هو مش كويس أبدا أنت عارفة اسر عاشق لشغله و اللي حصل ده هيضطر أن الشغل اللي هيسيبه و يستغنى عنه
ايلين و هي تربت علي رأسه قائلا :_
اسر قوي و هيتغلب علي أي حاجة تفكر تضعفه هو يمكن يحزن شوية بس مش هيسمح لنفسه يتكسر هو تربيتك يا يزن لازم تكون واثق فيه حتي لو ضعف أحنا جنبه لازم يقوى بينا
نظر يزن لعيناها الزرقاء بغرام لم يتوقع يوما أن يقع بذلك بفخ الحب الذي نُصب له من تلك المسكينة التي و لهت به ليصبح عاشق لها أضعاف مضاعفة من حبها دفن رأسه أكثر داخل عناقها ليجد الراحة الذي لا يجدها الا معها فهي الشخص الوحيد الذي يري ضعفه لأنه علي يقين أن ضعفه أمامها قوة و أن كان أذن فهو النور له من بعد ظلمة ثلاثون عام فهي كان الدفء الذي أذاب جليد قلبه البارد
***********************************************************
في جناح سنا و كنان
الان هي تقف في الشرفة تطالع النجوم التي تنير الليل المظلم فنورها يعطي ذلك الليل أملا حتي أنه في ذلك الظلام الدامس نور عيناها تبكي و داخلها يرتجف تتمني أن يوجد نورا مثل ذلك النور الخافت الذي ينير السماء شهقت حينما وُضعت يد علي كتفيها و لكنها أرخت ملامحها و ظلت تطلع أمامها لتقول بحزن :-
هي كل حاجة هتكون بخير كنان
كنان و هو يربت علي كتفها قائلا:_
أن شاء الله أن شاء الله كل حاجة بخير و اسر هيكون بخير
سنا ببسمة منكسرة قالت :_
عارف يا كنان أنا خايفه ليه طالعها بتساؤل فأكملت :_
لأن آسر عامل زي الطفل الصغير رغم ذكائه بس عامل لو اتعلق بحاجة و حبها صعب يسيبها
كنان و هو يعانقها يحاول طمأنة روحها لعلها تهدأ وهو يهدأ اراحها علي الفراش و ظل جوارها حتي غفت نهض حتي وقف في شرفته و فتح هاتفه منتظر الرد
***********************************************************
وصلت روح و حياة إلي شقتهما و ظنت حياة أن روح بعدما أخرجت ما في جوفها سترتاح ولكن يا وليتي ع راحة لن أجدها عندما أشعر أن نصف روحي ليس بخير و يتألم ربما ألما أشد ألمي وضعت يدها علي قلبها و كم تمنت لو قبضت عليه بين يديها لتخلصه من ذلك النبض المرتجف كليلة شديدة البرودة لا تمتلك فيها الغطاء و ها هي بالفعل لا تمتلك غطائها
اقتربت روح من الاريكة جلست تتنفس بخفوت حتي وجدت هاتفها يعلن عن اتصال باسم أبيها لتفتح الهاتف و تحاول رسم بسمة علي شفتيها لتقول :_
مساء الخير يا بابا
كنان بغضب أعمي قال:_
كنت فين يا روح ،كدا تقلقيني عليكِ مش كفاية القلق اللي أحنا فيه
روح وهي تبتلع ريقها قالت:_
ايه اللي حصل في مصر
كنان حاول أن يهدأ بعد أن سمع صعوبة تنفسها قائلا:-
اهدي يا روح بكرا في طيارة ترجعك مصر أنتِ و حياة معاكِ
روح بخفوت و دموع قالت :_
اسر حصله ايه يا بابا
كنان بحنان ينافي غضبه الذي كان منذ قليل قائلا :_
اهدي يا روح ارتاحي و أم توصلي هتفهمي  بس لازم ترجعي قوية يا روح وقالها بنبرة ذات مغزي واضح لها ليغلق الهاتف من بعدها
لتنظر روح إلي حياة قائلة :_
لازم نرجع مصر بكرا يا حياة
اومأت لها حياة و ذهبن لتحضر أشيائهن
***********************************************************
في المستشفى في غرفة اسر يجلس أمير جواره علي الفراش ينظر له ليقول اسر بضيق :_
و أنت كمان ما مشتش ليه
أمير ببسمة قائلا:_
و ينفع أسيب أخويا لوحده
اسر بحزن وهو يتطلع للأسفل قائلا:_
ولا عشان بقيت شبه عاجز يا أمير
أمير و هو يربت علي يده قائلا :_
صدقني يا آسر عمر العجز ما كان في أن تفقد الحركة أبدا العجز الحقيقي هو أنك تفقد عقلك و قلبك ، العجز هو أنك تعجز عن أنك تفكر مادام ربنا وهبك العقل تقدر تعمل كتير مادام ده شغال و أشار ع رأسه ، أم قلبك به أنت بتعجزه بأيدك لما عايز تفقد نفسك كل اللي بتحبهم و احذر من ده يا اسر أنت كدا عايش بس لو عجزت قلبك و عقلك هتموت
اسر و هو يتطلع له ليقول بعد صمت دام لدقائق قائلا:_
أمير أنا عايز امشي من هنا
خلص الفصل
بقلم
شيماء محمد عبد الخالق
توقعاتكم

ملحمة العشق (الجزء الثالث من الجبابرة)بقلم اميرة القلم شيماء محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن