١١

61 9 10
                                    


أنـتِ.

عقب إنقشاع ضباب أيامي... من خلف دخان بارود أفكاري...و من بين تمطط سنابل توقيتي...

كنتِ أنتِ...

فوق الأرض و في وسط الدماء تنازعين..
أنفاساً يضيق صدرك بها، فتخرج و لا تعود...
كلماتٌ بلغت شطّ ثغرك و لم تنفلت أمواجها...
حروفاً مبعثرةً كَحَالِ شتاتي...
شهيقٌ زفيرٌ و كالحنظل إستطعمته أذناي..
بعينيك الزائغتين كنت تحدقين...
بنداءٍ مكتوم تصيحين...
و يدك القانية تمدين...
أ فلا آتيك خائرا على يمِّ هواك؟...
أجهش بكاءًا أخرساً أصماً مبتوراً...
على الإنس معدوماً... على حطام كياني مجلجلاً...

لكن ما أنتِ؟ من أنتِ؟ و أين أنتِ؟

كجنة عدنٍ أنتِ!

الفردوس الأعلى و دار السلام!
يفنى طيفك الطاهر من خيالي المكبوت...
من غزله، همسه ، شجنه و عفة كيانه...

كالملاك الساقط أنت...

لم تلفظك السماء ليتقاطع دربَيْنا...
لم تقعِ بالخطيئة، بل كنتِ أنت نفسك اللذة المحرمة...
حوّاءُ آدم و تفاحته...
جحيم هاديس و فتنة أفروديت...

أنتِ حلمي الجميل...
حلمي الواعي في خضم يومي التعيس...
وهمي الحلو و جنوني العاقل...
تذكرتي المدفوعة إلى الزمن الجميل...
زمنٌ يبدأ بتوقيت جفنوك الناعسة...
لينتهي عند تجعيدة ثغرك الباسمة...



شَظاياَ أفكار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن