ما بين الشفق و الغسق.
في أرض الفَناءِ تجلس هي، تنسج مناظرها من دقائق الشفق، تشتنشق عبق الكرز في الأجواء متخلطا برائحة قهوة عتيقة، مزيج غريب نعم... لكن ليس في أرضها، تتجرع أكواب الاحلام. تستحضر في سكونها أرواح الخيال...لتعايش مشاهد لم يسمح لها الواقع بتجسيدها ، لتشعر بغبطة سعادة لم تعهدها من قبل.
تقوم من مجلسها لتتناثر بتلات الاقحوان من ورائها، مسقطةً معها معتقدات أثقلت كاهلها و قيود أرهقت خافقها ، تنتقل في المكان حافية القدمين لتتحد مع تربة طاهرة لم تدسها قدمٌ من قبل، يرفرف فستانها لنسمات ريحٍ داعبت روحها قبيل شعرها ، تمشي تبلغ من مشيها مشتل ورود. ، حمل في باقاته جمل و معانِ جمة لم تلفتها الا واحدة ¶ زهور الاستر ¶ ، ربما لأنها ترمز لمراجعة ذات! من يعلم؟ لتترك المكان ببسمة يتيمة لم تصل لرماديتيها.
تعود في سيرها لتهتدي الى شجرة كرز في أعلى هضبة لم تزدها زهور الساكورا الا فتنة ، تجلس و تسند رأسها الى تلك الفاتنة ليقابل عيناها السماء المُحمَرَّة بنجومها الباهتة، متذكرة رفيقةَ روحٍ سرقتها منها الدنيا لطالما عشقت الغسق.
و لتعلم انه آن الاوان لتعود إلى أين تنتمي،، إلى واقعها.