[ 4 ] تَهـديد أَسـود.

1.9K 114 110
                                    



- الخَوفُ كَـان حيـنمَا أدركتُكَ.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.







٭٭٭٭٭



دخلتُ الشقة قرابة الثّامنة مساءاً، كنت مجهداً، و نعساً جداً رغم يقيني أنّي لن أستطيع النوم. كان بإمكاني الإستفادة قليلاً من بعض المنومات، لكني لم أرغب بأن أصبحَ مدمناً، يكفي ما وصلت إليه للآن.

أغلقت الباب خلفي، لم تكن هناك أية إضاءة في غرفةِ المعيشة، و هذا ما استغربته بعض الشيء. حينما قمت بتشغيل الضوء، وجدت كاسبر جالساً على الأريكة بوجهٍ أقل ما يمكن وصفه، مظلمٌ جداً، و لا أنكر أني فزعت للحظة.

ألقيتُ معطفي على أول مقعدٍ أرآه، و نزعت حذائي ثم جواربي السوداء الطَويلة. لم أهتم فعلياً بوضعهما في أمكانهما، كنت مرهقاً بما يكفي لئلا أفعل هذا، و لئلا أنبس بأي حرفٍ نحو كاسبر الذي و بشكلٍ غريب جداً، ما زال صامتاً.

كدت أتوجه لغرفتي، لولا سمعته يسألني :
« كم قضيباً قام بإرضاءك اليوم..؟ »

هل يتعمّد إستفزازي..؟ أجل. أنا أعلم هذا، و لأجل ذلك لن أقوم بإعطاءه ما يطمح إليه. هو يريد مني أن أغضب، و نتشاجر مرة أخرى. يريد مني أن أخطيء كي يبرر لنفسه أنّه ليس الوحيد الذي قام بإيذائي، حسناً.. اللعنة عليك كاسبر لعنة تومسون.

أعتقد أنّه علي إيجاد شقة أخرى قَريباً، و لن أقوم بنفس الخطأ مرتين، سأحرص على إنشاء حاجز بيني و بين رفيق سكني. قمتُ بتجاهله و توجهت نحو غُرفتي بصمت، من الجيد أني جلبتُ عشائي معي، لم أكن لأقبل منه أي شيء آخر بعد الذي قاله.

جلستُ على فراشي دون أن أُبدل ثيابي، و فتحت عُلبة البيتزا و الكولا، و شرعتُ بتناول عشائي محاولاً و عدم التفكير في أي شيء. أنا لا أفهم حقاً لماذا يفعل هذا، كيف يكون من الصعب جداً تقبل إنسان ما و تقبل خياراته..؟

أنا حقاً أفتقدُ كاسبر رفيقي.

فيما آكل، كنت متأكد أنه سيأتي، و يعتذر عمّا حدث. و في الحقيقة، انتظرته. لطالما تشاجرنا بتلك الطريقة، و يبدأ في التصرف كعاهرةٍ معي، قبل أن يقترب ليعتذر عما حدث، و في العادة أقبل إعتذاره لأنه مهما حدث، لن أستطيع نسيان كل الأوقات التي اعتنى فيها بي دون مُقابل.

قلعة هاولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن