الفصل الأول

47.5K 855 67
                                    

تأففت بضجر وهي تستمع لصوت والدتها الذي بدأ يصدح من جديد في أرجاء البيت تناديها مرارا وتكرارا ، تنهدت بهدوء وهي تخرج من غرفتها لتجد والدتها السيدة ( سمية ) امرأة بشوشة الوجه، جميلة المظهر في منتصف العقد الرابع من عمرها
ولكن عند غضبها تتحول إلى امرأة أخرى !
كانت تقف تطالعها بنظرات غاضبة بعض الشيء لتهتف لها :
- لازم اناديكي مليون مرة لحتى تردي عليا يا كرمل؟!

اقتربت من والدتها تهتف بهدوء :
- يا ماما ما أنا قولتلك مش عايزة أروح الفرح وأنتي نازله تصوتي وتزعقي من الصبح !

هنا خرج والدها السيد ( عصام ) رجل في العقد الخامس من عمره ما زال يحتفظ بجمال مظهره وشبابه على الرغم من السنوات الطويلة التي لعبت بصحته قليلا ، أبتسم بهدوء وهو يرى أبنته ( كرمل ) تلك الشقيه التي ينهض كل يوم من نومه على صوتها الذي يصدح بأرجاء البيت كأنها طفله في العاشرة من عمرها وليست ذات الثلاثة والعشرون عاما ، طفلة كبيرة هكذا يطلق عليها !
فتاته وحبيبته وفرحته الوحيدة التي خرج بها من هذه الحياة القاسية ليكرس وقته وعمله من أجلها فقط ، لقد عافر وعافر وعمل ليل ونهار من أجل رؤيتها طبيبة ناجحة وفتاة باره به وبوالدتها !

هتف وهو يجلس على مقعده الخشبي وما زالت الأبتسامة على وجهه كالعادة :
- هو انتو كل يوم لازم تصحوني على زعيقكم ؟

اتجهت صغيرته الجميلة تجلس بجانبه تهتف له بحب :
- مش أنا يا بابا دي ماما الله يهديها من الصبح نازله تزعقلي !

نظر بأتجاه زوجته يهتف بضحك :
- بتزعقي ليه للبنت يا سميه ؟

تأففت مجيبه :
- بنتك رافضه تروح معانا الليلة فرح بنت عمتها ! دي هتجبلي النقطة أنا متأكدة !

طالع ابنته بنظرات معاتبه يهتف :
- ليه كده يا كرمل يا بنتي ؟ دي بنت عمتك بمكانة اختك لازم تروحي تفرحيلها وتباركيلها !

احتضنت والدها مجيبه :
- يا بابا أنا بختنق من الأفراح

مسد على شعرها الأسود الطويل بحنيه مجيبا :
- هتروحي معانا و ده أخر كلام يا دكتورة !

اومأت بتفهم ، في حين هتفت لها والدتها قائلة :
- البسي الفستان الأسود إلي جبتهولك الأسبوع الماضي كده بتكوني شيك أكتر

اتجهت ناحية والدتها تضع قبله على جبينها ومن ثم عادت ناحية غرفتها لتبدأ رحلة التجهيز للزفاف !

بينما جلست سمية بجانب زوجها تطالعه بحب
هذا الرجل العظيم الذي كان سندا لها ولأبنته وحارب معظم أفراد عائلته من أجل راحتهما وسعادتهما!

طالعها يهتف بتسائل :
- في ايه ؟

منحته ابتسامة صافيه تهتف :
- مفيش يا حبيبي

سكتت قليلا لتكمل :
- أخوك لسه مخاصمك علشان موضوع كرمل ؟!

تنهد بهدوء ليطالع الاشي أمامه قائلا :
- ربنا يهديه، أنا وضحتله ان البنت لسه صغيرة ومش عايزة تتجوز لكن هو ظن أننا رافضين ابنه علشانه مش متعلم وكده !

حبيبتي طفلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن