بعد عدة أيام ..
يقف أمام شرفة غرفته شارد الذهن يطالع قطرات المطر الناعمه التي تداعب النافذة بشكل لطيف ممزوجة بالليل الهادئ الذي تلئلئت النجوم في سمائه وكأنها تغني للعاشق بالخفاء !
زفر بعنف شديد وكأنه خارج من حلبة مصارعة عندما تذكر ردة فعل السيد عصام والد كرمل بعدما علم بحادثة اختطاف ابنته وكيف هو أنقذها من براثنه ، تذكر جيدا تلك النظرة المنكسرة التي رأها بعيني والدها بعدما علم بنوايا ابن شقيقه ( سعد )
ذلك الشاب الطائش الذي أصبح الأن بين يدي الشرطة لتلقينه دراسا لن ينساه لسنوات طويلة بسبب فعلته تلك !
لقد شكره السيد عصام مرارا وتكرارا على إنقاذ ابنته الوحيدة وهو فقط كان سارح بجمال عينيها التي سحرته وأنتهى الأمر ، الأن حسم أمره بقوة لن يتنازل عنها أبدا بعد اليوم ، ستكون له وأمام الناس جميعا ، لن يقف شيئا أمام طريق حبه الكبير لها الذي لم يكن يعلم حجمه إلا اليوم !
ولكن سيبوح لها بكل شيء أولا !
وجعه وألمه الذي عانى منه لسنوات كبيرة سيرميه اليوم بأحضانها لتكون الكرة بملعبها هي وتقرر ما إذا كانت ستتقبله بعد اليوم أم لا ... !اتجه ناحية سريره ليلتقط هاتفه المحمول
حمله بين يديه بهدوء بعد أن أمسك قلبه بشدة ، أرسل لها رسالة مضمونها ( عايز أشوفك بكرا على الساعة 6 المغرب في مطعم **** ضروري )ثم ألقى الهاتف من جديد بعد أن زفر من جديد ينتظر الرد على أحر من الجمر !
لحظات ووجد نغمة الرسائل تصدح ليسرع ناحية الهاتف ليرى رسالتها والتي كان مضمونها ( اوك ، بس تجبلي معاك شوكولاته وورد ) !
أبتسم بأتساع ف تلك الجميلة الصغيرة ستعود به إلى أيام المراهقة لا محاله !
بينما هي بدأ قلبها يخفق بعنف شديد بعد تلقي رسالته تلك لتقفز في مكانها وكأن عرض زواج ينتظرها ، أسرعت بالتوجه ناحية خزانتها لترى ماذا سترتدي غدا ، السعادة حاوطتها بشكل كبير لدرجة أنها أخذت تفرغ الخزانه من كل ثيابها لتجرب هذا وتلك وهي تقفز في مكانها من جديد لا تعلم ماذا سيخبئ لها غدا ، هل ستكتمل فرحتها تلك أم لا ؟!
لحظات ووجدت والدها يطرق الباب لتبتسم له بأتساع تهتف :
- الباب مفتوح يا بابا يعني تدخل براحتك من غير ما تستأذن !أبتسم لها بحنيه ليتجه ناحيتها ليطالع مشهد ثيابها التي ملئت السرير بغير فهم ، هتف وهو يجلس على مقعد خشبي صغير :
- بتعملي ايه يا كرمل ؟ابتسمت تهتف :
- متشغلش بالك يا حبيبي ، ها قولي مشرفني الأوضه ليه بقى ؟هتف بجديه وهو يحدق بعينيها :
- عايز أعرف مين مصطفى ده ؟للوهلة الأولى لم تعلم بما ستجيبه ولكنه تلافت ذلك ببراعة مجيبه :
- في حاجة يا بابا ؟نهض من مكانه يقف أمامها بعد أن وضع يده على ذراعها بحنيه قائلا :
- حاسس ان في حاجة بينك وبينه ، نظراته ليكي اليوم كانت بتوحي بحاجة ، انا ابوكي وحاسس بيكي أوي يا حبيبتي !!