رفعت يدها اليمنى تطرق الباب وباليد اليسرى أمسكت قلبها تحثه على الهدوء فقد بدأ يخفق بجنون أستعدادا لرؤية الحبيب الذي سرقه بوقت قصير بدون سابق إنذار !
يبدو بأن هذه الحسناء قد سقطت أخيرا بشباك العشق مغمضة العينين مسلمه أمرها لحبيب يبدو سيتعبها كثيرا من أجل الوصول إليه!
لحظات ووجدت قفل الباب يفتح بهدوء ويظهر هو من خلف الباب بأبتسامة واسعة سرقت قلبها فجاءة من مكانه ليستقر بيدي هذا الرجل العجوز كما تسميه دائما !
تلاقت العيون للحظات وكأنها تحتضن بعضها البعض في مشهد كتب عليه الصمت فقط !لاحظ توترها الشديد من حركة يديها التي حاوطتهما معا لتخفض بصرها سريعا عندما وجدته يدقق النظر في خضراوتيها بنظرات قوية !
سرعان ما رفعت أنظارها تسترق النظر لحبيبها كما أسمته في قاموسها الخاص !
يقف أمامها منتصب القامة يضع يديه بجيوب بنطاله كما العادة ، يرتدي تيشيرت أخضر وكأنه يخبرها بأنه عشق هذا اللون بسبب عينيها التي سحرته منذ اللقاء الأول ، أسفله بنطال أسود رياضي وحذاء أبيض ليظهر كأنه في منتصف العشرينات وليس بنهاية الثلاثينيات ..!شعره مصفف بعناية كبيرة تتوهج تلك الشعيرات البيضاء في وسطه لتمنحه رهبة وجمال من نوع خاص أسر كيانها بأكمله ..
تنحنحت أخيرا تهتف له :
- مامتك فين ؟!أبتسم بهدوء مجيبا :
- ماما مش هنا وأنا جبتك البيت علشان أكلك !!قبضت حاجبيها بصدمة تطالعه بنظرات أوشكت فيهما على البكاء لولا صوت والدته الذي أرتفع من الداخل يهتف :
- مصطفى ! ليه سايب الدكتورة على الباب يبني ؟!سرعان ما تحولت نظرات كرمل من البكاء إلى الغضب الشديد تهتف له :
- أنت كائن قليل الذوق فعلاصدحت ضحكاته تملئ البناية بأكملها على ردة فعلها تلك !
المجنونه للحظات صدقت كلامه بأنه سيأكلها !
مجرد تفكيره بذلك يجعل يضحك أكثر وأكثر !بينما هي وصلت إلى قمة غضبها لتزيحه من يده بقوة تدخل ناحية الداخل تهتف له :
- عجوز خرفان ربنا يشفيك ..تلك الصغيرة يبدو بأنها ستقتله اليوم من شدة الضحك !
دخلت وكأن البيت بيتها ولم تكترث له ولم تستأذن !أغلق الباب يتجه للداخل وما زالت ضحكاته تغرق وجهه بقوة ..
بينما وقف سعد هناك ! بعيده عنهما يختبئ خلف السلالم يشتغل غضبا وهو يتوعد بالرد الشديد لها والليلة لا محاله .... !سرعان ما بدأت كرمل تكشف على والدة مصطفى بهدوء الأمر الذي جعل السيدة العجوز تطالعها بحنيه كبيرة تهتف لها :
- معلش تعبتك معايا ي بنتي !أبتسمت لها كرمل وهي تعيد الأدوات الخاصة بالكشف لحقيبتها الجلدية تهتف :
- متقوليش كده يا طنط ، ده واجبي !