10 February 1945
" عندما وصلتني رسالتك، نظرتُ لها بلهفة وخوف، خوف مما بداخلها، ولهفةً لخطّك، فقد كانت أيامًا كالعجاف بدون خطك الذي يوشم الحُب على قلبي بدِفء. كنت سعيدًا لأنني قرأتُ إسمك المألوف والمُبهِر على الظرف، لكن سعادتي تبددت عند إلتقاط عيناي لقطرات الدموع الجافة على الورقة،
قبل أن أقرأ أيّ شيء، توقف الوقتُ بي واشتدّ بؤسي عند رؤيتي لتلك القطرات، حتى أنني لعنتُ الحرب ملايين المرات، ولعنتُ كل المسافات، وكل ما يقف بيننا..
لكن، ما زاد بؤسي حينها هوَ محتوى الرسالة، كيف باللهِ سأقرأ معاناة محبوبتي الوحيدة، والشخص الذي سأضحي لأجله بعيناي، وقلبي، وبقايا روحي بلا أن أكون قادِرًا على مدّ يد العون ؟ كيف لهذا أن يكون حقيقيًا بحق ربك ؟أنتِ يا جميلتي، وجبت عليك السعادة بذات المقدار الذي حُرِّمَت بها الدموع عليكِ، فكيف، كيف سيرتاحُ بالي بعد ما قرأت ؟ كيف سأكون بخير كما أمرتِني؟ كيف ؟
حالي لم يكُن بذلك السوء، لازال الأمر كما هو، يُقتل الجنود في الجبهة، وفي كل مكان، وأنا أقِف للدعم، لكن بعد قراءتي لرسالتك تلك، ازداد حالي سوءً، حتّى أنني لا أستطيع عدم التفكير بك الآن، فما العمل؟ ما العمل يا محبوبتي ؟ "
-إلى جارڤيس شنايدر، مالكة فؤادي وعيناي، وروحي المُهشّمَة.
أنت تقرأ
Kamikaze
Poetry« ما الغاية من البقاء بعد فُقدان من لا يجب أن يُفقَد؟ » - جارڤيس شنايدر/ ديسبمر الأسوَد لعام ١٩٤٥ 190720 151120