في نهاية ديسبمر المؤذي لعام 1945 وفي خضم إنتظار جارڤيس لملاقاة محبوبها المُونِق، سقطَ الخبر الذي بدا كصاروخٍ نووي على قلبها حيث كان يحوي أن هاروكو موراي، الرجل الذي أحبّته كثيرًا، وكثيرًا جدًا، كان قد إنتحر قبل عدّة أشهر في غارة جويّة تم شنّها على الولايات المتحدة،
وأنهُ ترك خلفه كُتيّبًا صغيرًا على سريره في المهجع وفي يومه الأخير، يحتوي على رسالة أخيرة كتبها بخطِّ متعرّج وبعدم تفكير كما يبدو، حيث أن الكلمات لم تكن متناسقةً جدًا، وكأن من كتبها كان سكيرًا :
"فقدتُ المرأة التي أحببتها دائمًا، في ظرفٍ مجهول لا أعرفه، ولا يعرفه أحد. لستُ أعرف عن هذه المرأة سوى عمرها وإسمها، لم أعرف لها عنوانًا فلم أكن أرسل رسائلي تلك إلا لمقرّات جيشها لا منزلها، وجراء ذلك، جهلت عنوانها الأساسيّ دائمًا، كما فعلت هيَ.
ظننتُ أننا مُلاقي بعضنا في يومٍ ما، وعميتُ عن الحقيقة، حقيقية أننا في حربٍ عويصة، وأن اللقاء لن يأتي لأننا سنخسر بعضنا عاجلًا أم آجلًا. عميتُ عن أننا في وطنين مُختلفين وأننا هنا بسبب أوطاننا المُدمّرَة، التي دمّرت العالم أجمع، بما فيه نحن، نحن البيادق المسكينة وضحايا الحرب، نحنُ الذين لا نملك الحق في الحُب، ولسنا نملك الحظ في الحياة أيضًا. نحن، الذين نفقد عشرات الأصدقاء الذين عرفناهم لسنواتٍ مديدة، في غضون يومٍ واحد، بل وبرمشة عين. أنا أتآكل من الحُزن، ووددت لو أني قابلت جارڤيس في وقتٍ آخر، لكي أستطيع حبها بالطريقة المُلائمة، واحتضانها بلا خوف من فقدانها.
آمل ان ألقاها في الجنة بالرغم من هذا، سأُنهي حياتي اليوم في سبيل حماية الوطن، وفي سبيل مقابلة الشخص الأكثر أهمية في حياتي للأبد .. "
أنت تقرأ
Kamikaze
Poetry« ما الغاية من البقاء بعد فُقدان من لا يجب أن يُفقَد؟ » - جارڤيس شنايدر/ ديسبمر الأسوَد لعام ١٩٤٥ 190720 151120