عُدنا إلى الكوكب/ران صمتاً مشحوناً بين أَجْوَد وزمردة بعدما انتهت الأخيرة من سرد قصة سهيل ورودينا قطعه هو متسائلاً بتعجب (إزاي والدة سهيل تفكر بالطريقة دي والأغرب ليه سهيل نفسه يقبل شرط زي ده عشان يكمل حياته مع مراته؟)
أرجعت زمردة ظهرها للخلف تجيبه بثبات (سهيل شخصية ضعيفة قصاد سلطة والدته.. دايماً كان خايف يخسر مكانة الإبن والوريث الوحيد لمملكة عبدون المنصوري وفي نفس الوقت عايز الحب.. وشاف من وجهة نظره إن التنازل عن الأبوة لفترة مؤقتة مش مشكلة.. لا ضرر ولا ضرار)
عقد أَجْوَد ذراعيه قائلاً بحدة طفيفة (ده قمة الضرر والضرار)
ابتسمت زمردة لردة فعله قائلة (رودينا كانت بتعاني من حالة وسواس قهري شديدة ونقص حاد في سيروتين خلايا الدماغ والموضوع كان وصل لأفكار انتحارية بالذات إن تخيلاتها كانت بتدور حوالين إلحاق الأذى ببنتها ودي آخر مرحلة في الـ" OCD")
صمت أَجْوَد لثواني ثم قال بتعاطف (العلاج في الحالة دي بيكون صعب جداً وغالباً بينتهي بإدخال المريض لمصحة نفسية)
أجابته زمردة بثقة (والله مش هانكر انها من أصعب الحالات اللي اتعاملت معاها .. استخدمت معاها طريقة (Cognitive behavioral therapy).. أو زي مابيسموه العلاج السلوكي المعرفي رغم إنها كانت على وشك الحاجة لتخليج مغناطيسي بس الحمدلله قدرت أسيطر عليها ودلوقتي بتاخد علاج مع بعض الإرشادات النفسية)
نظر أَجْوَد إليها بانبهار قائلاً (براڤو عليكِ إنك مادخلتيهاش في دوامة التخليج)
استندت زمردة بمرفقيها على سطح المكتب تسأله بشك (إنت إزاي عندك خلفية عن العلاج النفسي؟)
تنحنح أَجْوَد قائلاً بحرج (إعتبريها ثقافة) ثم تابع مغيراً مجرى الحديث (أنا شايف إن نمودج الحما الشريرة أكلاشيه في كل حالات الطلاق.. دايماً الزوجين بيوصلوا لنقطة اللاعودة بسبب تدخل والدة الزوج)
تحدثت زمردة بجدية (مش في كل الحالات.. وفيه حموات كتير طيبين أو عالأقل مش مؤذيين أوي كده.. وأحياناً بيكون الزوج نفسه هو النموذج الشرير)
سألها بترقب (زي مين؟)
أمسكت بالملف الثالث تشير لصورة صاحبه قائلة (زي الأستاذ بدر الألفي)
****************
_اضطراب مابعد الصدمة_
(Post Traumatic Stress Disorder)* ياصباح الخير ياللي معانا.. ياللي معانا
* الكروان غنى وصحانا.. وصحانانغمات صباحية اعتادت تغريد غنائها أثناء وقفتها في المطبخ لتحضر شطائر طفليها المدرسية.. دخلت عليها صغيرتها (فرح) ذات العشر سنوات تهتف بسعادة (صباح الخير يا ماما)