عُدنا إلى الكوكب /انتهت زمردة من سرد قصة (هالة وأيمن) على مسامع أَجْوَد الذي بدا متأثراً بشدة وبعد دقائق من الصمت المشحون بينهما بالأسئلة والاستفسارات الكثيرة تحدث الأخير بحزن (حكايتهم صعبة أوي)
أسندت زمردة مرفقيها فوق سطح المكتب قائلة (هالة جات المركز عندها صدمة نفسية حادة جداً بنسميها في علم النفس (اضطراب التكيف).. الاضطراب ده سببلها إكتئاب جزئي وكانت نتيجته أربع محاولات انتحار والحمدلله إن أهلها كانوا واعيين وساعدوها تتعالج)
حاول أَجْوَد فهم وجهة نظرها كاملة قائلاً (تجربة هالة قاسية جداً مفيش شك في كده لكن مش كل بيوت العيلة بتكون بالشكل المرعب ده.. أعتقد فيه نماذج كتير ناجحة)
ردت عليه زمردة مبتسمة بثقة (بيت العيلة عامل زي الديتول.. بيقضي على 99.9% من السلام النفسي والإستقرار لأي أسرة)
ضحك أَجْوَد قائلاً (للدرجة دي؟)
أومأت إيجاباً (وأكتر.. المُحير هنا مش نمط بيت العيلة.. من وجهة نظري إن اللي محتاج دراسة فعلاً هي نفسية الحموات ولو هنقارن بين حما والتانية هنلاقي أمثلة غير سوية كتير منفصلين في المسكن عن ولادهم وتأثيرهم مدمر لحياتهم الزوجية)
سألها بعدم فهم (زي مين؟)
اختارت زمردة أحد الملفات الموضوعة أمامها وفتحته مشيرة للإسم المُدون أدنى الصورة المرفقة به (زي الأستاذ ده)
نظر أَجْوَد للملف قائلاً بتعجب (سهيل!)
أرجعت زمردة ظهرها للخلف قائلة بتصحيح (قصدك سهيل عبدون المنصوري.. إبن أغنى وأشهر رجل أعمال في مصر)
***************
ـــ (وسواس قهري) ـــ
_(Obsessive-compulsive disorder)_
في صباح يوم من أيام الصيف المبهجة.. داخل ڤيلا فخمة تتكون من دورين على نظام (الدوبليكس) الحديث.. كان رنين هاتف سهيل يصدح في الأرجاء معلناً عن إتصال طارئ إذا لم يجب عليه بالتو واللحظة سيتحول الصباح إلى ليل حالك... فرك عينيه بقبضتيه ثم تفحص هاتفه .. انتفض بخضة عندما لمح إسم والدته يضئ الشاشة بإلحاح.. رد عليها بصوت حاول إخراجه طبيعياً فأتاه صياحها كقرع جرس مزعج (انتم لسه نايمين لحد دلوقتي ياسهيل؟)
أجابها سهيل بخوف (لا ياماما والله صحينا خلاص)
هتفت به بعصبية شديدة (أنا هاجيلكم أشوف الهانم اللي سايباك نايم في يوم مهم زي ده).. لم تمهله فرصة للرد وأغلقت الخط بينما هو نهض من فراشه ليوقظ زوجته بفزع وكأن أخطر عصابات المافيا ستداهم المكان (رودي.. إصحي بسرعة ماما جاية حالاً)
تثائبت رودينا قائلة بلسان ثقيل من أثر النوم (صباح الخير ياحبيبي)
أزاح الغطاء عنها قائلاً (مش وقت دلع بقولك ماما جاية)