Part 12

92 8 20
                                    

||انتِ لي||

مرت الايام بسرعة لم يشعر بها احدهم
مر اسبوعين و لم يلاحظ جونغكوك او مادلين هذا
لأنهم كانوا مشغولين بذاتهم
مادلين اهتمت بجونغكوك للغاية و ساعدته في الاقلاع عن التدخين دون عودة و ايضا كانت تشجعه في عمله و تلهمه كثيرًا كما انها ساعدته على الحصول على حياة كان يتمناها منذ زمن كان ينتظر ان يشعر بجمال ايامه
انتظر كثيرًا ثلاثة و عشرين عامًا و هو يحاول تكريس حياته لمن حوله و ها هو الآن يتعرف على ذاته و يمضي ايامه كما كان يتمنى اخيرًا هو تمنى مرور الايام و نسى انها من عمره
رغم كل شيء امتنع عن فعله لأجل من حوله و انتظره
ها هو الآن يشع بإشراق يفعل ما يحبه و ما يرغب بفعله يشعر انه وصل لأعلى درجات النجاح و اخيرًا بات يشعر بالحرية و يشعر بتوهج رُوحه هو يشعر بالسعادة و الراحة
هو وجد تلك المشاعر فيها،هي من اتت له لتعطيه مشاعر افتقدها منذ زمن

و مادلين باتت تؤمن بأن لقائهم كان مقدرًا و انها تستحقه في حياتها هي تستحق من يعاملها كأنها اثمن الاشياء و اخيرًا قد وجدت ذلك الشخص
الآن هم اخيرًا يحلقون فوق الغيوم،يعيشون اللحظات بسعادة،ينسابوا مع الايام بتفاؤل و حب و هذا ما تمناه كلاهما هذا ما كان ينتظره كلاهما

في صباح جديد تستيقظ مادلين لتتصل بجونغكوك فور استيقاظها
تلك باتت عادتها
اجابها جونغكوك بصوت ناعس
"ماذا الآن"
قهقهت مادلين و اردفت بنبرة غاضبة
"انه يوم زفاف اڤي و جين استيقظ يجب علينا الإستعداد"
اردف جونغكوك بعد ان نظر في ساعته المعلقة على الحائط
"انها الثانية ظهرًا علينا التواجد في الخامسة اظن،على اي حال انه مبكر للغاية"
اردفت مادلين بينما تذهب لتغسل وجهها
"لا زال عليك الذهاب لقص شعرك و لحيتك انها تجعل شكلك مضحكًا"
قهقه جونغكوك ليجيب بينما يفرك عيناه بعنف
"حسنا سنتجادل لاحقًا لست في مزاج لذلك"
اردفت مادلين بينما تضحك
"انا امازحك حبييي انت مثالي في كل حال"
اردفت جونغكوك بعد ان ابتسم لجمال كلماتها
"حسنا عزيزتي سأغتسل و اذهب الآن"
اردفت مادلين بينما تقضم تفاحة
"حسنا عزيزي الي اللقاء "
مضى الوقت و حلت الساعة الرابعة و النصف
حان وقت ذهاب مادلين مع جونغكوك لحفل الزفاف
كان جونغكوك يستند على سيارته في انتظار خروج مادلين من منزلها للذهاب الى مكان الحفل
كان يرتدي بدلة رسمية باللون الاسود بينما يعيد خصلات شعره للخلف مظهرًا جبهته و تحيط برقبته ربطة عنق لم يربطها لكونه يكره ارتدائها
كان سيربطها قبل دخوله لمكان الحفل و حسب
خرجت مادلين من منزلها بينما ترتدي فستان طويل باللون الاسود يظهر اكتافها و عنقها
و تسدل مادلين شعرها و تركته للهواء يعبث به كما يريد   و كان يغطى قليل من عنقها و كانت تضع القليل من مستحضرات التجميل بينما ترتدي كعبًا عالي ليكمل طلتها المبهرة
تلاقت عينيها بأعيين جونغكوك بمجرد خروجها
لتجده شاردًا بمظهرها و عينيه متوسعه بينما يحاول تأمل كل جزء فيها
تبدوا نوعًا ما قاتلة بجمالها
دائما كان يعتقد ان جمال مادلين من النوع اللطيف لكنه يشعر ان ملامحها الحادة برزت للتو
انه ادرك انها يمكنها ان تكون كل شيء تريده و ذلك حقًا كثير على قلبه
هو لم يتحدث منذ رؤيتها رغم انها تقدمت لتصبح امامه
اردف جونغكوك بعد ان رمش عدة مرات
"انتِ مثالية،انا حقًا لا استطيع التعبير رغم الكم الهائل الذي قرأته من الكتب لكنك حرفيا تبدين بلا اخطاء"
حك عنقه بأنامله و اردف مجددًا
"انا حقًا احاول تدارك جمالك لكنه شيء اصعب من ان يُدرك،انتِ اجمل ما رأت عيناي"
اقتربت مادلين من جونغكوك لتعانقه بينما تسند رأسها على صدره
"انا احبك جونغكوك،توقف عن اذابة قلبي بكلماتك"
كان جونغكوك سيحاوطها بيده لكن سرعان ما ابتعدت مادلين و قبلت وجنته لتردف
"يجب علينا الذهاب هيا"
فتح لها جونغكوك باب سيارته بعد ان شابك يدها ليساعده على الدخول لسيارته
و دلف هو ايضا ليجلس بجانبها بينما يشغل سيارته
اردفت مادلين بعد ان نظرت لربطة عنقه
"لما لم تربطها"
اردف جونغكوك بعد ان قاد سيارته و يبتعد عن الحي
"ستفعلين عزيرتي عن وصولنا"
اردفت مادلين بينما تجحظ عيناها
"و لما سأفعلها انا"
قهقه جونغكوك ليردف بين ضحكاته
"الا تعرفين تلك اللحظة الررمانسية عندما تعدل الفتاة لحبيبها ربطة عنقه؟"
اردفت مادلين بعد ان انفجرت ضاحكة
"لكنني لا اعرف كيف اربطها حتى"
قطب جونغكوك حاجباه و اردف بنبرة حزينة مصطنعه
"لما تمنعي تلك اللحظات الجميلة من الحدوث مادلين"
و بدأ بتصنع البكاء
لتكمل مادلين ضحكاتها ليشاركها بعد انتهائه من تصنع بكاءه

بعد مرور القليل من الوقت
وصلا مكان قاعة الحفل
نظر جونغكوك لنفسه بمرآة السيارة بينما يربط ربطة عنقه
كانت مادلين تتأمله هو يبدوا خاطف للانفاس في مظهره الآن
انتهى من ربطها و ترجل من سيارته ليفتح لمادلين الباب لتخرج ايضا من سيارته
شابك جونغكوك انامله بخاصتها و نظر لها نظرة خاطفه و اردف بعد ان تقدم الى مدخل القاعة
"عزيزتي هل يمكن ان تكون عيناكِ تنظر لي فقط اليوم؟"
اردفت مادلين بعد ان احمر وجهها خجلًا
"دائمًا ما كانت عيناي تفعل،الا تلاحظ ذلك؟"
اردف جونغكوك بعد ان حك مؤخرة رأسه
"انا اعلم بخصوص ذلك،لكن مظهرك الليلة سيتسبب بقتلي لأحدهم اذا بادلتيه النظرات حتى"
اردفت مادلين بعد ان سحبت اناملها من يده
"الا تظن انك تبالغ قليلًا"
توقف جونغكوك بعد ان اقتربوا من طاولة و اردف
"مادلين اجلسي هنا من فضلك و لا تثيري غضبي"
اردفت مادلين بعد نظرت الى عيناه مباشرةً دون خجل
"و الا ماذا؟"
اردف جونغكوك بعد ان دلك رأسه بغضب
"افعلي ما تريدينه لكن لا تخالطي احد غيري انا و اڤي و جين"
ضحكت مادلين بسخرية و اردفت بغضب
"لم اكن سأفعل ذلك،لما تضيف اوامر و حسب تعلم انني لن اتحدث مع احد غيركم"
انتهت من كلامها لتغادر الطاولة
ذهابًا الى دورة المياة
تتبعها جونغكوك بعيناه ليلاحظ مكان ذهابها
و لم يزيح عينيه عنه

هو كان محبط و حسب
هل كانت كلماته قاسه
لم يريد ابدًا ان يزعجها
لم يتمنى ان يكون سبب غضبها
هو فقط محبط من ذاته
خرجت مادلين من مكانها لتتزامن مع ظهور اڤي بينما تتشابك اليد مع امها
و تمشي بإتجاه جين
وقفت في مكانها تتأمل لطافة مظهر اڤي و مقدار حنان امها و ايضا لاحظت نظرات جين المحبة لأڤي
لقد ادمعت عينيها لسعادتها قد قضت مع اڤي مدة قصيرة لكنها ادركت كم انها لطيفة و تستحق الكثير
اڤي كانت مبتسمه بشدة و تستطيع مادلين الشعور بسعادتها
هي حقًا سعيدة من اجلها

بينما جونغكوك بات لا يرى مادلين فقد اشتد الزحام و لا يراها من مكانه
استقام جونغكوك و بدأ يخطوا بإتجاهها وجدها تقف في المكان ذاته تنظر لأڤي و جين بسعادة
اردف جونغكوك بعد ان وقف خلفها و امال رأسه على كتفها
"هم لطيفين اليس كذلك؟"
لم تجيبه مادلين و لم تتحرك حتى
ابعد جونغكوك رأسه و ادار مادلين له و اردف بعد ان تحمحم
"انا حقًا اسف،لا تحزني بسببي الليلة ارجوك"
ابتسمت مادلين و احاطت يدها بعنق جونغكوك و اردفت
"حسنًا لكن لا تغضب مجددًا ارجوك"
ابتسم جونغكوك و اردف
"لن افعل،احبك"
ابتسمت مادلين لتشابك يده
"احبك اكثر من الحب"
جلست مادلين مع جونغكوك على طاولتهم مجددًا
و بدأت اڤي ترقص مع جين تحت انغام موسيقي هادئة و رومانسية

انتهى الحفل بحلول الساعة الثامنة مساءً
بعد ان ودعت مادلين و جونغكوك اڤي و جين ذهبت اڤي و جين في طريقهم لسيارتهم
بينما كانت اڤي تضحك و كان جين يحملها بين ذراعيه و يهرول لسيارته

خرجت مادلين بينما كانت تستند على جونغكوك اثناء خروجهم من القاعة
اردفت مادلين بينما تتصنع البكاء
"قدمي حقًا تؤلمني ذلك مرهق"
تنهد جونغكوك و اردف بينما ينظر الى قدمها
"يبدوا مؤلمًا،هل تريدي ان احملك؟"
قهقت مادلين اردفت بينما تنفي بيدها
"لا تفعل ذلك سيكون محرج للغاية"
قهقه جونغكوك و انحنى و حملها و اكمل سيره تجاه السيارة بينما يقهقه
بينما كانت مادلين تضحك بشدة و تطلب منه انزالها
انزلها جونغكوك في مقعد السيارة و اردف
"لا ترتديها مجددًا ان كانت تؤلمك"
اردفت مادلين بينما تعيد شعرها للخلف
"لكنها تجعلني اتناسب مع طولك"
قهقه جونغكوك و اردف
"ما زلتِ اقصر مني"
و هرول بإتجاه مقعدة متفاديًا تذمر مالين
بعد ان دلف جونغكوك للسيارة اردف بعد ان قام بتشغيلها
"لنذهب لمكان ما قبل العودة للمنازل"
همهمت مادلين و ارادت ان تسأله لكنها لم تفعل
لأن تعابير وجهه تغيرت من ان ركب ظهر بطريقة اكثر جدية
لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصل جونغكوك الي مكان  يشبه الجبل كانت المدينة تظهر من الاعلى بشكل مذهل و كانت النجوم تبذل وسعها لتنير السماء
ترجل جونغكوك من سيارته ليفتح بابه لمادلين 
شابك يدها و جلس بالقرب من الحافة بينما قدميه تتدلي للأسفل
لتجلس مادلين بجانبه بعد ان نظر لها
اردفت مادلين بنبرة هادئه بينما تلقي نظرات خاطفة لجونغكوك
"المكان هنا جميل للغاية،لنأتي اكثر"
ابتسم جونغكوك ليردف بعد ان حك رقبته
"مادلين،انا حقًا يجب على قول شيء لكِ"

ما نحن بأمواتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن