8

1.2K 18 9
                                    

جلست شاردة وهي تفكر بكلام أخيها يوم امس فهو بدى جاداً جداً ؛زفرت بضيق ثم قالت:
-أكيد يعني مش هيقدر يتخلي عني
شعرت بأحدهم وهو يعانقها من الخلف فابتسمت ثم قالت:
-مش هتروح الشغل؟
-حد يسيب القمر ده ويروح الشغل
-كنت عايزه أتكلم معاك
ابتعد عنها فاستدارت لتنظر إليه قائلة:
-اللي حصل امبارح مش هينفع نكرره غير لما إياد يبعتلي ورقتي ونتجوز أنا وأنت
ابتسم ثم قال وهو يضع إحدى خصلات شعرها خلف أذنها:
-أنت تؤمر يا جميل
أردف عاقداً حاجبيه:
-بس أنا عايز أعرف ليه عيطتي اليوم اللي أياد عرف فيه اللي بينا...مش الصور دي كانت فكرتك؟
-كنت عايزه أحبكها عشان لما نهرب سوا يفتكر أني اتخطفت أو أي حاجة بس بعدين ظهرت ست كاميليا دي وخربت كل حاجة
-ولا يهمك...بكرا اجبهالك تعملي فيها اللي أنتِ عايزاه
-مش كنت هتموتها؟
-إياد بات معاها وأنقذها
على صدرها وهبط ثم قالت:
-وبات معاها بصفتها ايه؟
-فيها ايه يعني!...ما أنتِ أهو قاعدة معايا
-بس أنا وأنت بنحب بعض إنما هو وهي مفيش حاجه بينهم
-فكك منهم...كلها كام يوم ويزهق منها دي زي العيال الصغيرة
-وإياد بيحب العيال الصغيرة وكمان هي حامل بسببك
صاح بغضب:
-انتِ بتفكري فيه ليه دلوقتي؟...مايحبها ولا يتحرقوا مش أحنا مع بعض
تعلقت بعنقه بدلال قائلة:
-مش قصدي بس...
ابعد يديها عنه قائلاً:
-اوعي كده
تركها وذهب لسيارته مغادراً المنزل بينما زفرت هي بضيق...
***
بعد قيادة دامت لعدة ساعات وصلوا أخيراً لعروس البحر المتوسط -الإسكندرية- ففتحت سارة النافذة التي إلي جانبها ثم اخرجت نصفها العلوى منها وصرخت بسعادة بينما كانت كاميليا تغط في سبات عميق.
ابتسم جواد علي ما تفعله تلك الفتاة التي غيرت حياته مئة وثمانين درجة ثم قال:
-أدخلي يا مجنونة بدل ما تيجي عربية تطيرك
صرخت وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً:
-لااااا
انتفض قلبها عندما شعرت بأحدهم يشد الشريطة التي كانت تعقد بها خصلات شعرها ونسيت أن تنزعها بعد أن انتهت من الرقص.
حجب شعرها الرؤية فحركت رأسها كي تبعده عن عينيها ثم نظرت للفاعل بغضب فوجت أنه زين الذي ربط الشريطة بمرآة السيارة الجانبية ورأت انعكاسه وهو يغمز لها.
ابتسم جواد ثم قال:
-شكله معجب
دخلت للسيارة مجدداً ثم قالت وهي تعدل خصلات شعرها:
-عجبته عقربه
رمقها وهو يبتسم فوضعت يديها علي خصرها قائلة:
-في أيه؟
-مفيش...تحبي أفتح سقف العربية
اتسعت عينيها ثم قالت:
-هو بيتفتح وأنت سايبني كده
ضغط علي زر ففُتح سقف السيارة ليداعب هواء البحر الرطب وجه كاميليا التي ابتسمت ثم فتحت جفنيها لتبتسم باتساع قائلة:
-اسكندرية
جلست سارة علي ركبتيها كي تصبح بمواجهة كاميليا ثم قالت وهي تبتسم:
-صح النوم يا كوكي
قالت وهي تفرك أحدى عينيها:
-أحنا جينا هنا ليه؟
أجابها جواد:
-أحنا المفروض رايحين الساحل بس التافهه دي و زين أصروا أننا نعدي علي إسكندرية الأول
قالت سارة وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها:
-أنا مش تافهه لو سمحت
قهقه كلاً من كاميليا و جواد فزفرت هي بغضب مما جعل أحدى خصلات شعرها التي علي وجهها ترتفع قليلاً ثم هبطت مجدداً.
توقفوا في إشارة مرورية فنظرت سارة إلي جانبها لتجد سيارة زين فسحبت شريطتها من علي المرآة بهدوء كي لا يشعر بها ثم ضربت علي يده التي علي عجلة القيادة وهي تقول:
-كخ يا بابا ماتخدش حاجة مش بتاعتك تاني
فتحت الإشارة قبل أن يتكلم فانطلق جواد بسرعة بينما نظرت هي للخلف وأخرجت له لسانها ،قامت بتجديل شعرها علي هيئة جديلة واحد تتدلى علي أحدى كتفيها ثم شغلت أغنية حماسية.
مر زين من جانبهم بسرعة فابتسم جواد ثم قال:
-اربطوا حزام الأمان عشان الواد ده عايز يسبقني
ربط كلاهما حزام الأمان ثم زاد جواد من سرعته بجنون حتي اصبح إلي جانب سيارة زين وظلت سارة تصرخ بسعادة بينما شعرت كاميليا بالغثيان ونكزت شقيقتها علي كتفها فنظرت إليها لتتسع عينيها عندما رأت شحوب وجهها.
أغلقت الأغاني ثم طلبت من جواد أن يصف السيارة بسرعة فانصاع لأمراها ،قفزت بجسدها الرشيق لتجلس بجانب شقيقتها ثم قالت وهي تضع يدها علي ظهرها:
-أجبلك كيس ترجعي فيه
اتسعت عيني جواد ثم نظر إليها بينما ابتسم كاميليا ثم قالت بصوتٍ ضعيف:
-أنا هبقي كويسة
لكمت جواد بخفة علي ذراعه وهي تقول:
-حبكت تتسابقوا يا تافههين
-ما أنتِ كنتي بتهيصي من شوية
رمشت بعينيها عدة مرات ثم قالت:
-ايوة عشان انا صغيرة وهبلة لكن أنت كبير وعاقل كان المفروض تمنعني
-طب أنزلوا نقعد في الكافيه ده لحد ما تتحسن ست كوكي
نظرت لشقيقتها قائلة:
-هتقدري تنزلي ولا أخلي جواد يشيلك
-هو أنا قادر أشيل نفسي
ابتسمت كاميليا ثم قالت:
-ماتشلوش همي...أنا بقيت كويسة
ضربته بخفة علي رأسها من الخلف ثم قالت:
-لا مش كويسة...أنزلي يا هبله نقعد في الكافية ده
أعاد جواد إغلاق سقف السيارة ثم ترجل من السيارة وفتح الباب الخلفي كي تترجل سارة ثم ساعدت شقيقتها.
دلفوا لذلك المقهى الذي يطل علي الشاطئ ومبني بأكمله من الزجاج ،جلسوا علي طاولة بجانب الزجاج الذي يطل علي البحر ثم قالت سارة:
-حد يصورني وأنا قاعدة علي الكرسي اللي شبه المرجيحه اللي هناك ده
قال جواد وهو يعبث بهاتفه:
-استني بس أكلم زين
اتصل بـ زين الذي قال:
-اختفيتوا فين؟
-كاميليا تعبت فاقعدنا في كافيه شوية...هبعتلك الـ location (الموقع)
أغلق الخط ثم أرسل موقعهم له ،نظر لـ كاميليا فوجد الاعياء واضع علي ملامحها وهي تنظر لمياه البحر بزرقاوتيها بينما كانت سارة تتلفت يميناً ويساراً فهز رأسه باستنكار قائلاً:
-مالك عامله زي الكورة الجلد كده ليه؟
قوست شفتيها قائلة:
-زهقانة وماحدش عايز يصورني
-لما زين يجي خليه يصورك
-لا زين كخ
ابتسمت كاميليا فرفع أحدى حاجبيه قائلاً:
-هو في ايه؟
ضحكت ثم أجابته:
-أصلي كوكي وهي صغيرة كانت بتقول علي أحد حد يضايقها أنت كخ...يعني كانت بالنسبلها شتيمة كبيرة اوي وعيب كمان
ابتسم ثم قال:
-بس حلوة وجديدة كمان
لم تستمع كاميليا لحرف مما قالوه بل كانت عينيها مُعلقة بكأس عصير الفراولة الذي أمام أحدهم فقالت فجأة:
-هو الوحم بيبقي أمتي؟
أجابها جواد:
-في أي وقت
-طب أنا عايزة عصير فراولة زي ده
أنهت جملتها وهي تشير ناحية كأس العصير الذي جذب كل حواسه فنادى جواد علي النادل وطلب منه تسجيل طلبها فقالت:
-أنا جعانة...عندكوا أكل؟
أجابها النادل باحترام:
-في تحلية زي الجاتو و...
قاطعته وهي تقول:
-عايزة جاتو فراولة وكمان عصير فراولة فيه فراولة كتير ولو عندك مربي فراولة و...
قالت سارة مقاطعة بمِزاح:
-بص...هاتلها كل الفراولة اللي هنا
ابتسم جواد بينما لمكتها بخفة علي ذراعها قائلة:
-لا مش هعرف أكلها كلها...هات اللي قولت عليه بس
قال النادل:
-طب عايزه توست مع المربي؟
اومئت له بنفي ثم أجابته:
-بأكلها بصوابعي
اتسعت عيني سارة ونظرت إليها قائلة:
-أحنا مش في البيت
نكثت رأسها ثم قالت وهي ترفع عينيها للنظر إليها:
-بس أنا مش بعرف أكلها غير كده
قال جواد:
-سبيها براحتها وشوفي أنتِ عايزة أيه
-أنا عايزه عصير جوافة ولمون للواد اللي جه وراك ده
عقد النادل حاجبيه ثم نظر خلفه ليجد زين الذي ابتسم مجاملة ثم اعاد ملامح وجهه كما كانت وجلس إلي جانب جواد تحديداً أمام سارة مباشرةً.
ابتسم جواد ثم قال:
-أنا عايز قهوة
دون النادل طلباتهم ثم غادر بعد ان تأكد أنهم لا يريدون شيئاً أخر ؛وقفت سارة ثم قالت وهي تنظر لـ زين ببراءة مصطنعة:
-زين ،هو أنا قولتلك قبل كده أنت لطيف شوية زي الفار
رفع حاجبيه فقال جواد وهو يبتسم:
-عايزاك تصورها
قال وهو يبتسم كي يستفزها:
-ليكي نفس تتصوري والتيشرت بتاعك متبهدل شوكولاته
-اه ليه ،وبعدين هي مش باينه...يلا بقي وهصورك بعد ماتصورني
-لا
تأففت ثم قالت:
-ماتبقاش رخم...خليني أدعيلك
كاد أن يُجيبها لكن قاطعه تلك الفتاة التي وقفت إلي جانبه وقالت:
-أسفة بس هو حضرتك زين سليمان؟
نظر لـ سارة التي رفعت حاجبيها وهي تنظر للفتاة ثم ابتسم ونظر لتلك الفتاة قائلاً:
-ايوة أنا
صرخت بسعادة ثم قالت:
-بجد...أنا مش مصدقة أني شوفتك...أنا متبعاك علطول علي الأنستا والفيس وبشتري مجلات مخصوص عشان أقرا عنك
عقد حاجبيه قائلاً:
-بس الأنستا والفيس بتوعي ماعليهومش حد!
-ازاي؟!...دول عليهم أكتر من تلاته مليون
أخرجت هاتفها وعبثت به ثم أرته إياه لتتسع عينيه وهو يرى ذلك الحساب الموثق الذي باسمه وعليه العديد من الصور له ومعظمها وهو بالعمل ولا يلاحظ أن أحدهم يلتقط صوراً له فتمتم:
-أه يا تارا الكلب
ضحكت سارة ثم قالت:
-أحسن عشان مش عايز تصورني
وجدت الفتاة تعطيها هاتفها وتقول:
-طب ممكن تصوريني أنا وهو
نهض وهو يبتسم بخبث قائلاً:
-بس ياريت صورة حلوة بقي
امسك بالفتاة من خصرها بينما التهمت هي شفتيها محاولة كتم غضبها ،قامت بالتقاط الصورة ثم أعطت الهاتف للفتاة وقبل أن يجلس زين قامت بشده من يده كي يلتقط لها صورة وهي تجلس علي ذلك الكرسي الذي يشبه الأرجوحة.
التقط لها عدة صور لكنها كانت تتذمر علي كل ضورة فزفر بضيق ثم قال:
-أنا زهقت
لم تهتم لما قاله ثم شدته من يده وهي تسير للخارج وتقول:
-تعالا نتصور علي البحر
لا يعرف لما لم يتمكن من منعها لكنه أحب تلك الحماقات التي تفعلها لأنه غير معتاد عليها ؛قامت ببعض الأوضاع الخاصة بالباليه وطلبت منه تصويرها فهز رأسه باستنكار ثم نفذ لها ما طلبته علي مضض...
***
ابتسمت وهي ترى شقيقتها تستمتع بوقتها وشردت فيما تفعله لكن أخرجها من شرودها ذلك الصوت المألوف فنظرت أمامها لتجد إياد الذي قال:
-أنتِ لما بتاكلي أي حاجة بتبهدلي نفسك كده
نظرت لأصابعها المُلطخة بالمُربى ثم تدرجت وجنتيها بحمرة خجل لكن جواد قال:
-سيبها تعمل اللي هي عايزاه
نظر إليها مردفاً:
-بهدلي نفسك زي ما أنتِ عايزة
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغرها بينما أتى النادل بباقي الطلبات فقال له جواد:
-الجوافة واللمون وديهم للأتنين الهُبل اللي علي البحر دول
اومئ له النادل بطاعة ثم ذهب لتنفيذ ما طلبه بينما ابتسم جواد قائلاً:
-ايه الحكاية؟
-معرفش بس من ساعت ماعرف اللي فيها وهو عمال يرخم عليها
شهقت عندما وقع القليل من الجاتو علي ملابسها فنظر كلاهما إليها ثم أعطاها جواد بعض المحارم الورقية بينما هز إياد رأسه باستنكار ثم اعاد نظر لـ زين و سارة.
اتسعت عينيه ثم قال:
-ألحق
نظر كلاً من جواد وكاميليا لـ زين و سارة فوجدوهما جالسان القرفصاء علي الرمال ويشربان العصير والنادل يلتقط لهما بعض الصور.
ضحك ثلاثتهم ثم وقف جواد قائلاً:
-أنا هروح للواد اللي سارة جننته
تركهم وذهب بينما طلب إياد بعض القهوة فحمحمت كاميليا ثم قالت بخجل:
-أسفة علي اللي عملته الصبح
ابتسم قائلاً:
-ولا يهمك
-يعني أنت مش زعلان مني؟!
اومئ له بنفي فابتسمت باتساع ثم قالت وهي تقرب طبق المُربي منه:
-تاخد مربي؟
-مش هتنفع مع القهوة
-في معلقة لو أنت قرفان تاكل بصوابعك زي
ابتسم ثم قال:
-أنا عايز أجرب بصراحة
نادى علي النادل وقام بإلغاء طلبه ثم وضع أصبعه بالمُربي وقام بتذوقه ليهمهم بإعجاب فقالت بسعادة:
-عجبتك؟
اومئ لها بإجاب ثم قال:
-هي لغوصة بس حلوة
قالت وهي تقرب طبق الجاتو منه:
-تحب نقسم باقي الجاتوه؟
-هو أنتِ لازم تشاركيني كل حاجة؟
أجابته وهي تعبث بأصابعها:
-اصلي كنت بعمل كده مع ماما و سارة...هو أنت زعلت؟
اومئ لها بنفي وهو يبتسم ثم أمسك بسكين وقام بتقسيم قطعة الجاتو المتبقية لنصفين وتناولاه سوياً دون أن يلاحظان تلك الأعين التي تراقبهم وقامت بالتقاط بعض الصور لهما.
***
جلسا القرفصاء علي الرمال وشربا العصير سوياً لكن قاطعهما جواد الذي قال:
-في ايه فايتني بالظبط؟
أجابته سارة:
-ولا حاجة بس الواد ده طلع عنده شيزوفرنيا
-هو أنا عشان هزرت شوية يبقي عندي شيزوفرنيا؟!
-ايوة...ما أنت مصدرلنا الوش الخشب علطول
-عشان الشغل لكن أنا funny (مَرح) برا الشغل
هز جواد رأسه باستنكار ثم قال:
-هسيبكوا بس ماتضربوش بعض
قالت سارة:
-هنلعب مع بعض متقلقش بس خد الكوبايات دي معاك
قال زين وهو ينظر ناحية المقهى:
-أحنا اللي هنودي الكوبايات
نهض فجأة ثم توجه كالعاصفة لداخل المقهى ثم أمسك ذلك الذي يلتقط الصور لـ كاميليا و إياد من ياقة قميصه ثم لكمه بقوة فوقع علي الأرض.
لم يتركه بل أقامه ثم ألصقه بالحائط الزجاجي الذي خلفه وقال والشرار يتطاير من عينيه:
-بعتله حاجة ولا لسه؟
أجابه وهو يلهث:
-لسه
-طيب زي الشاطر بقي تكلمه دلوقتي وتقوله أنك ماشوفتش حد هنا ولو لعبت بديلك أنت حر
اومئ له بإجاب فترك قميصه وأشار له برأسه كي ينفذ ما أمره به فنفذ فوراً واتصل بـ مراد قائلاً:
-مالقتهومش هنا
زفر مراد بضيق ثم قال:
-في ليهم شاليه في الساحل...روح هناك وشوفهم
-اوامرك يا باشا
اغلق الخط ثم اقترب منه زين همس بفحيح:
-هسيبك تمشي بس لو عرفت انك قولتله حاجة محدش هيعرفلك طريق
اومئ له بإجاب ثم قال:
-لو عرف اني كنت عارف حاجة وماقولتلهوش هيقتلني
اتصل بأحدهم قائلاً:
-هبعتلك واحد تظبطه
اغلق الخط ثم نظر إليه قائلاً:
-تروح العنوان اللي هقولوهولك وهناك هتلاقي واحد هيعملك بطاقة مزورة وممكن يسفرك برا لو عايز
تركه وذهب للشاطئ مجدداً بعد أن أخبره بالعنوان دون أن يبالى بكل مَن يتطلعون إليه بعدم تصديق.
لحقت به سارة عندما تداركت الوضع لتجده واقفاً أمام البحر واضعاً يديه في جيب بنطاله فوقفت إلي جانبه ثم قالت:
-شيزوفرونيا شيزوفرونيا يعني
ابتسم ثم نظر إليها قائلاً:
-كنتي عايزاني أعمل أيه!
-أنا لو مكانك كنت هعمل نفس اللي أنت عملته بس أنت مشهور لكن أنا لا
-وأنا مش عايز الشهرة بس عايز أهلي يفضلوا جنبي وبخير
-بس هو كان هيأذي كوكي مـ...
قاطعها وهو ينظر لتلك المياه الصافية:
-و إياد...محدش عارف العداوة اللي بين مراد و إياد قدي
-بس جواد حكالي كل حاجة
-طب قالك ازاي روما وإياد اتجوزوا؟
-لا
-لأني مراد قالها تعمل كده عشان تاخد فلوس علي قد ما تقدر منا...روما تفكيرها مادي معرفش ليه بس هي من ساعت ماعرفت مراد وهي واحدة تاني غير أختي اللي كان حلمها تبقي سيدة أعمال مشهورة والناس كلها تتكلم عنها
-يمكن أهتم بيها أكتر منكوا
ابتسم بتهكم قائلاً:
-انا كنت بغير منها بسبب معاملة إياد ليها
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغرها ثم قالت وهي تظر للمياه الصافية بعسليتيها:
-بس إياد مش أخوها زي ما جوز أمي مش بابايا...حتي لو كان عاملني كويس كنت هحس برضوا بنقص وهعمل للشخص اللي يسد النقص ده أي حاجة حتي لو كانت علي حساب أهلي كلهم
-هي اللي عملت حاجز بيني وبينها
-وأنت محاولتش تكسره
زفر بضيق ثم قال:
-أنتِ ليه مصممة تلبسيني الغلط؟...ما بابا و ماما سابنوا أول ما خلصت جامعة وخلوني أشيل حمل الشركة كله ولولا وجود جواد كنت ضعت
-أنا مش عارفة سبب التفكك الأسري بتاعكوا ده بس لو كل واحد فيكوا حاول يقرب من التاني معظم مشاكلكوا هتتحل
-طول ما مراد في القصة عمرها ما هتتحل لأني عرفت أن كان فيه عداوة قديمة بين عليتنا وعيلته بس معرفش ليه جواد ماقاليش
رفعت كتفيها في الهواء قائلة:
-يمكن ماكنش يعرف
-أنا متأكد أنه عارف وإلا ماكنش سكت بسهولة علي سفرية بابا وماما
لكمته علي كتفه وهي تقول:
-كفاية تفكير بقي وخلينا نستجم شوية...يخربيت كأبتك يا شيخ
رد لها اللكمة لكن بقوة مما جعلها تقع ثم قال:
-مش هتكلم معاكي تاني
قالت وهي تنهض:
-طب ليه الغبا ده...أنا لكمتك برقة
قال وهو يدفعها بعيداً عنه:
-روحي اقفي بعيد عني
وضعت يديها علي خصرها ثم قالت:
-كان شط ابوك
لم يكترث لكلامها فركلت الرمال بقدمها مما جعل بنطاله يتسخ ،نظر لها بغض ثم فعل المثل وهو يقول:
-روحي لأختك يلا
وقفت امامه ثم اخرجت له لسانها وهي تقول:
-اروح مكان ما أحب
ابتسم بشر ثم دفعها لتقع علي الرمال المبتلة بسبب أمواج البحر ،قام بتنفيض الرمال من علي ملابسه لكنه تفاجأ بأحدهم يباغته بدفعه من الخلف فوقع علي الرمال المبتلة لتضحك سارة ثم قالت:
-احسن
وقف وشدها من يدها ليوقعها بالماء لكنها لم تتركه واوقعته معها وقامت برش المياه عليه ففعل المثل وهو يقول:
-بس بقي يا هبله
توقفت عن رش الماء ثم قالت:
-هبلة في عينك يا رخم
***
هدأ جواد الوضع بعد مغادرة زين بينما كان إياد يحاول تهدئة كاميليا التي أجهشت في البكاء ولم تكن تستمع لأي كلمة مما يقول.
قام من مكانه ثم جلس إلي جانبها ثم امسك بها من كلتا كتفيها كي يجبرها علي النظر إليه وقال:
-بطلي عياط بقي...أوعدك أنه مش هيعملك حاجة
قالت من بين شهقاتها:
-بس...بس أنت هتتأذي بسببي
-أنتِ ملكيش دعوة باللي بيني وبين مراد يعني أي حاجة هتحصلي مش بسببك
-طب وسارة وجواد وزين
-سارة هتعرف تتصرف لكن جواد وزين موقفهم مع مراد زي بالظبط...ممكن تهدي بقي
كفكفت دموعها ثم أعطاها منديل كي تمسح أنفها وقال مازحاً:
-ايه كمية الدموع اللي عندك دي...خزان دموع
ابتسمت ثم قالت:
-اسفة
انضم جواد لهما ثم قال وهو ينظر من الزجاج علي زين وسارة:
-هما مش كانوا بيتكلموا مع بعض من شوية؟
نظر إياد لهما ثم قال وهو يبتسم:
-الميا بتشد برضوا
لاحظ جواد علامات النعاس التي بدأت تظهر علي تقاسيم كاميليا فقال:
-إياد...ماتاخد كوكي وتروحوا الشالية لحد ما عالم سمسم اللي هناك دول يخلصوا
نظر لـ كاميليا التي كانت تفرك عينيها قائلاً:
-ايه رأيك؟
اومئت له بإجاب فنهض من مكانه ثم ساعدها علي النهوض وهو يقول:
-لسه رجلك بتوجعك؟
-شوية
رفع جواد أحدى حاجبيه بينما لم يلاحظ كلاهما وخرجا من المقهى فتنهد ثم أمسك بهاتفه واتصل بأحدهم قائلاً:
-تقدر تنزل مصر امتي؟
اجابه ذلك الشاب ذو الأعين الرمادية التي تشبه عيني زين:
-ايه اللي حصل؟
-مراد تاني وأنا مش مرتاح لهدوء زين وإياد
زفر بضيق ثم قال:
-طب هنزل مصر بكرا أنا وبسنت
-ابقي تعالا علي شاليه الساحل
-ماشي المهم خلي روما معاك عشان مش ناقص يحصل زي أخر مرة
تنهد بحزن ثم قال:
-روما عند مراد ورفضت ترجع مع زين لما رحلها وإياد قرر قرار نهائي المرادي أنه هيطلقها
صرخ بغضب:
-وإزاي ماتقوليش حاجة زي دي؟!
-مش وقت عصبية عشان أنا فيا اللي مكفيني...سلام
أغلق الخط دون أن يستمع لرد أخيه ثم قام بدفع الحساب وذهب لـ زين وسارة.
هز رأسه باستنكار عندما وجد أنهما لايزالان يتشاجران بالماء ثم قال:
-ممكن تطلعوا عشان نمشي
خرجا من الماء وهما مُبتلان كلياً ثم قالت سارة بغضب وهي تنظر لـ زين:
-أنت السبب
قال بغضب:
-مين اللي بدأ؟
قال جواد قبل أن تتكلم سارة:
-اشششش أنتوا الاتنين ويلا بينا
كاد ان يغادر لكنه التفت وقال لـ زين:
-علفكرة هي هتركب معاك لأني مية البحر هتبوظ العربية
رحل بعد أن انهى جملته بينما ابتسم زين بشر ونظر لـ سارة التي تهدل كتفيها ونظرت إليه قائلة ببراءة مصطنعة:
-أنت عارف أني بعتبرك أحسن واحد في العيلة الغريبة دي ،مش كده؟
قال وهو يدفعها بخفة كي تسير امامه:
-طب يلا يا ست البريئة أنتِ
***
ظلت تسعل طوال الطريق فاغلق زين مبرد الهواء ثم فتح فتحة صغيرة من نافذته وهو يقول:
-خدتي برد من كام دقيقة
كادت أن تتكلم لكنها سعلت مجدداً ثم قالت:
-شكلي كده
اردفت وهي تضع يدها علي جبهتها:
-ماعندكش حاجة للصداع
ابتسم بسخرية قائلاً:
-وعملالي فيها فتوة
-أخف بس وهوريك
-اتنيلي
وصلوا بعد عدة دقائق إلي مكان إقامتهم ثم ترجلوا من السيارة ودلفوا أليه ليجدوا أن جواد قد سبقهم فقالت سارة وهي تمسك برأسها:
-عايزة حاجة للصداع...راسي هتنفجر
قال زين:
-روحي غيري هدومك وهجبلك دوا للبرد يا فتوة
نظرت له بامتعاض ثم صعدت الدرج لكنها توقفت في منتصفه عندما قال إياد:
-بلاش تنامي مع كاميليا انهاردة عشان ماتعديهاش
نظر الجميع له حتي سارة التي قالت بتأثر مصطنع:
-يا حنين
زفر بضيق ثم تركهم وخرج ليجلس أمام المسبح بينما أكملت هي طريقها لغرفة كاميليا واخذت بعض الملابس.
بدلت ملابسها بصعوبة بسبب الأعياء الذي تشعر به ثم خرجت من الغرفة بخطى بطيئة لتجد زين أمامها ومعه كوب ماء وبعض الاقراص الطبية وقال:
-خوديهم دلوقتي وبعدين هوريكي الاوضة اللي هتقعدي فيها
نفذت ما طلبه ثم أخذها لغرفتها وتركها فارتمت بجسدها المتعب علي السرير وشعرت بتخدر تام بأطرافها ثم استسلمت لثقل اجفانها.
***
العاشرة مساءً...
اتسعت عينيها عندما قرأت الرسالة التي أرسلها زين إليها وقال بها: "أقفلي صفحة الانستا اللي أنتِ عملاها بأسمي احسنلك".
عبست ثم نظرت لـ إلياس قائلة:
-زين قفشني
قال وهو ينظر لانعكاسه بالمرآة:
-قولتلك من الأول بلاش
عقدت حاجبيها ثم قالت:
-أنت بتعمل ايه؟!
نظر إليها ثم أجابها:
-حاسس اني style (شكل) شعري محتاج يتغير
-لا...شكله حلو
وضع المرآة جانباً ثم قال:
-طيب
نهضت من مكانها وكادت أن تغادر لكنها توقفت والتفت إليه قائلة:
-يووو...انا لازم اتكلم معاك
نهض من مكانه ثم وقف أمامها قائلاً:
-في ايه؟
عبث بأصابعها ثم أجابته:
-عايز اتكلم معاك في موضوع الأطفال
زفر بضيق ثم قال:
-تاني...مش قولتلك لا أنا ولا أنتِ مستعدين للموضوع ده
-بس أنا مستعدة
-لكن أنا لا
-طب...
قاطعها بحدة:
-تاراااا...ايه اللي فكرك بالموضوع ده دلوقتي؟
قوست شفتيها ثم أجابته بحزن وهي تنظر للأرض:
-ليلى بطنها كبرت فجأه فزنيت عليها واديتها test (اختبار) حمل وطلعت حامل وهنروح سوا الدكتور بكرا بس ماتقوليش لـ بدر عشان هي عايزه تفاجأه لما تتأكد
عقد حاجبيه قائلاً:
-بس هي ماظهرش عليها أي اعراض حمل
-قريت علي جوجل اني ممكن واحدة تحمل ومايظهرش عليها أعراض لحد ماتولد
تنهد ثم وضع يده علي وجنتها مما جعلها تنظر إليه وقال:
-سبيني افكر في الموضوع ده
ابتسمت باتساع ثم قفزت عليه لتعانقه فبادلها العناق وهو يبتسم...
***
في صباح يوماً جديد...
استيقظ زين كالمعتاد قبل الجميع واخذ حمامه الصباحي ثم خرج من غرفته بل من المنزل بأكمله وجلس امام الشاطئ.
تنهد وهو ينظر للمياه الصافية برماديتيه اللتان تقتربان من اللون الأزرق تحت اشعة الشمس ؛اخرج هاتفه من جيبه وقام بفتحه ليجد عدة رسائل من ليلى تقول بهم: "عامل ايه؟"
"في حاجة جديدة حصلت ولا لا؟"
"زين ،لما تفتح الموبايل كلمني ضروري عشان عندي ليك خبر حلو اوي "
ابتسم ثم اتصل بها لتجيبه بصوتٍ تائم:
-ألوو
-صباح الخير يا كسولة
عبست ثم قالت:
-الساعة سته الصبح يا زين
-ما أنا عايز ابدأ يومي بالخبر الحلو
زفرت بضيق ثم قالت:
-لما اتأكد هقولك
نهضت من مكانها ثم خرجت من الغرفة واردفت:
-مفيش اخبار عن روما؟
تنهد بضيق ثم أجابها:
-لا ومش عارف إياد ناوي علي ايه
-أكيد هترجع زي مابتعمل كل مرة
-لو أياد طلقها بجد ،مراد هيحس أنها بقت بتاعته خلاص وهيرميها...روما ممكن تتجنن لو عمل كده لأنها هتبقي خسرت الأتنين وشغلها وأنا كمان
اتسعت عينيها ثم قالت:
-أنت ناوي تتخلى عنها؟!
اجابها وهو يرمي بعض الحصى الصغير بالماء:
-هي اللي أجبرتني علي كده
-بس مهما حصل دي أختك...أنت بتقول كده بس عشان متعصب
-لو حصل جديد هكلمك
ابتسمت ثم قالت:
-وأنا لما اتأكد من المفاجأة هقولك
ابتسم ثم اغلق الخط ونهض من مكانه ،دخل للمنزل ليجد أنه لايزال هادئاً فعقد حاجبيه لأن عادةً سارة تستيقظ بعده بقليل.
ابتسم بخبث ثم صعد لغرفتها ودلف إليها دون سابق إنذار لكن اتسعت عينيه عندما وجدها تهذي بكلمات غير مفهومة وجسدها يتصبب عرقاً بالإضافة لاحمرار وجنتيها دليلاً علي ارتفاع درجة حرارتها.
خرج من غرفتها ثم ركض لغرفة جواد ،اقتحم الغرفة وهو ينادي باسمه مما جعله ينتفض من علي فراشه قائلاً:
-ايه؟!
ازدرد لعابه ثم أجابه:
-سارة سخنة وشكل حالها حمى
زفر ثم قال:
-من الهبل بتاعكوا
أردف وهو ينهض من مكانه:
-روح هات ميه ساقعه وحاجه نعملها بيها كمدات وانا هدور علي حقنة خافض
ذهب لتنفيذ ما طلبه بينما رفع جواد أحدى حاجبيه متمتماً:
-هي البت دي عملت فيه ايه؟!!
رفع كتفيه في الهواء ثم ذهب للبحث عن حقنة خافضة الحرارة بينما عاد زين لغرفتها وشرع في عمل الكمدات لها لتصرخ بسبب برودة الماء فزفر بضيق ثم قال:
-حد يجله حمى في الصيف؟!...لا وعملالي فيها جرندايزر
دلف جواد الغرفة وبيده إبرة طبية ممتلئة بسائل ثم قال:
-ثبت دراعها
قام بتثبيت ذراعها ثم غرز جواد الإبرة به فأطلقت انيناً خافتاً ؛نزع الإبرة عندما افرغ كل السائل الذي بها ثم قال:
-حرارتها هتنزل بسرعة...لما تفوق خاليها تاكل ومتخليش كاميليا تقرب منها عشان ماتتعديش
-هو أنا عشان نفذتلك كام طلب يبقي خلاص كده
لوح بيده في الهواء وهو يغادر الغرفة ويقول:
-أعمل اللي أنت عايزه بس لو كاميليا اتعدت منها أنت اللي هتاخد بالك منها
زفر بضيق لكنه نظر لـ سارة مجدداً عندما سمع صوت بكائها ،عقد حاجبيه بسبب بكائها الذي بلا سبب ثم قال:
-مالك؟
فتحت عينيها الممتلئتين بالدموع ثم قالت بصوتٍ ضعيف:
-عايزه أروح الملاهي معاكوا...متسبونيش لوحدي في البيت...هجي معاكوا وهبقي هادية ومش هعمل دوشة خالص
فهم أنها تُهلوس فقال وهو يغير قطعة القماش التي علي رأسها:
-نامي ولما تصحي هخدك معانا الملاهي
ابتسمت باتساع قائلة:
-بجد
اومئ لها بإجاب فأغلقت جفنيها وهي تهمس ببعض الكلمات الغير واضحة فتنهد ثم تابع ما يفعله حتي تنخفض حرارتها...
***
جلسا ليتناولا الفطور في صمت فزفرت بضيق بسبب ذلك الصمت ثم قالت:
-هتفضل مقموص كده لحد أمتى؟
-مش متزفت مقموص
وضعت يديها علي يده التي علي الطاولة ثم قالت:
-أنت عارف أني بحبك أكتر من إياد
نظر ليدها الموضوعة علي يده ثم نظر إليها قائلاً:
-وأنتِ عارفة أني أسمه بيعصبني
-طب خلاص بقي فكها شوية
ابتسم ثم قال:
-اهو
ابتسم ثم نظرت لصحنها كي تتابع تناول فطورها لكن قاطعها صوته وهو يقول:
-هو هيبعتلك ورقتك امتي؟
ابتلعت ما بفمها ثم أجابته:
-المفروض كان يبعتها امبارح بس معرفش أيه اللي حصل
-انا عرفت مكانهم تقريباً
ضيقت عينيها وهي تنظر إليه وتقول:
-أنت ناوي علي أيه؟
-عايز أخلص من مُصيبة كاميليا
اتسعت عينيها ثم قالت:
-اوعى تكون ناوي تقتلها!
-هو أنا كنت بفكر في كده بصراحة بس بعد ما أنتِ بقيتي معايا خلاص...أنا عايز أراقبها بس عشان أعرف ناويه علي أيه ولو طلعت ناوية تدبسني في العيل اللي هتجيبه يبقي هخلص منه وخلاص
-ولو طلعت لا
-هسيبها في حالها
ارتشف القليل من كوب الماء الذي إلي جانبه ثم أردف:
-وكان في فكره تاني في دماغي لو البت دي وقعت إياد
زفرت بغضب ثم ابتسمت باقتضاب قائلة:
-وايه هي؟
-هديله الصور بتاعتها اللي عندي مقابل ورقتك
تنهد ثم قالت بحزن:
-نفسي اعرف ليه كلهم مفكرين انك عايز تأذيني
-كلهم باستثناء إياد فاكرين اني هأذيكي بسبب الماضي اللي بين عيلتي وعيلتك أما إياد فاكر أنه بسبب الرهان بتاع زمان
ابتسمت قائلة:
-وممكن يكون عشان قلة أدبك برضوا
ابتسامة لعوبة نمت علي ثغره ثم قال:
-هو في حد يعرف يعيش من غيرها
تمتمت وهي تنهض من مكانها:
-سافل بس هربيك
وضع يده علي وجنته قائلاً:
-وأنا مستنيكي عشان تربيني
==========
رأيكوا♥️✨
مين أحلى زين و سارة ولا إياد و كاميليا؟🙈

راقصة الباليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن