9

448 18 15
                                    

تحسس السرير إلي جانبه فعقد حاجبيه عندما لم يجدها ،فتح عينيه ثم نهض من مكانه وظل ينادي عليها ،بحث بالمرحاض والغرفة الأخرى إلي أن دخل المطبخ ووجد ملحوظة مُعلقة علي الثلاجة.
قرأ ما كتبته والذي كان (هروح مشاور ضروري أنا و تارا...هتلاقي الفطار في التلاجة سخنه بس واسبقني علي الشغل لأني زين مش هيروح انهاردة).
زفر بضيق ثم اخرج الطعام من الثلاجة وقام بتسخينه ،تناول القليل ثم امسك بهاتفه واتصل بها قائلاً:
-ماقدرتيش تستني لحد ما أصحى عشان نروح سوا الحته اللي أنتِ عايزاها؟
-أسفة بس دي المفروض مفاجأة ليك يعني مينفعش تيجي معايا
زفر بضيق ثم قال:
-ومين قالك أني عايز مفاجئات؟...أنتِ عارفة أني مش بحب أكل لوحدي
ابتسمت قائلة:
-اسفة بس انا متأكده أنك لما تعرف المفاجأة هتغير رأيك
قلد كلامها بسخرية فاتسعت عينيها ثم قالت:
-أنا بتكلم كده؟
-ايوة
زمت شفتيها ثم قالت:
-طب أقفل بقي يا رخم
اغلق الخط ثم ترك باقي وذهب لتغيير ملابسه وهو يتمتم ببعض الكلمات الممتعضة مما فعلته ليلى...
***
فرقت جفنيها بصعوبة بسبب آلام جسدها وذلك الصداع اللعين الذي يقيم احتفالاً برأسها ،مطت جسدها لكنها شهقت عندما اصطدمت يدها بأحدهم.
نظرت إلي جانبها لتجد زين جالساً ويضع حاسوبه المحمول علي فخذيه فجلست بسرعة ثم قالت بغضب:
-أنت أزاي تدخل الأوضه وتقعد جنبي علي السرير؟
أشار برأسه ناحية الكمدات التي كان يفعلها لها كي تنخفض حرارتها فحمحمت بإحراج ثم قالت:
-طب بعد أذنك ممكن تخرج
أغلق شاشة حاسوبه المحمول ثم نظر إليها قائلاً:
-هخرج لما تاكلي بدل مايجيلك هبوط ومحدش فاضي يوديكي مستشفي
عضت علي شفتها السفلى ثم ابتسمت باقتضاب قائلة:
-شكراً علي اهتمامك بيا يا استاذ زين...ممكن تتفضل بقي عشان اشوف هعمل ايه
-كُلي وهسيبك
زمجرت بغضب فناولها طبق شوربة خضروات ،أخذته منه تناولته علي مضض وبعد أن انهت نصفه قالت:
-البيت هادي ليه؟
-جواد انا صحيته بدري عشان يشوف اعمل ايه معاكي أما إياد تقريباً مانمش وكاميليا صحيت ومعاه في المطبخ
-طب ماينفعش أكمل فطار معاهم علي السُفرة؟
تنهد ثم قام من مكانه وهو يقول:
-ماشي بس انزلي علطول
اومئت له بإجاب فخرج من الغرفة بينما نهضت هي من مكانها وأخذت حماماً سريعاً ثم ارتدت ملابسها وأخذت باقي طبق الشوربة ونزلت لتنضم إليهم علي طاولة الطعام.
كان جواد يجلس بمقدمة الطاولة فجلست هي علي الكرسي الذي إلي يمينه ،بجانب كاميليا وأمام زين ثم قالت وهي تبتسم:
-صباح الخير
قالت كاميليا وهي تبادلها الابتسامة:
-صباح النور...سلامتك
-الله يسلمك يا كوكي
قال جواد:
-أحسن دلوقتي؟
اومئت له بإجاب بينما صدح صوت رنين هاتف إياد الذي زفر بضيق ما أن قرأ اسم المتصل ثم زحزح الهاتف ناحية زين قائلاً:
-رد أنت عشان أنا ممكن أروح أقتله دلوقتي
زحزح له الهاتف قائلاً:
-ده علي أساس أني هروح ابوسه يعني
زحزح له الهاتف مرة أخرى قائلاً:
-اتصرف دي اختك انت
زحزح له الهاتف قائلاً:
-ومراتك أنت
وقفت سارة ثم مالت بجذعها وأخذت الهاتف ثم أجابت قائلة:
-ألوو
اتسعت عيني كلاً من زين و إياد بينما حاول جواد كتم ضحكته.
عقد مراد حاجبيه ثم نظر لشاشة هاتفه كي يتأكد من هوية مَن اتصل يه ،أعاد الهاتف علي اذنه ثم قال:
-مش ده موبايل إياد؟
-أيوة يا فندم بس إياد مشغول دلوقتي...تحب احجزلك معاه معاد عشان تكلمه
رفع أحدى حاجبيه قائلاً:
-حضرتك ده دليفيري ماكدونالدز؟
قالت بصوت حاولت جعله خشن قدر المستطاع:
-أحنا هنهزر يا استاذ...عايز ايه خلصني؟
زفر بضيق ثم أجابها:
-روما عايزه تعرف إياد هيبعتلها ورقتها أمتي
وضعت يدها علي سماعه الهاتف بعد أن ابعدته عن أذنها ثم همست بسؤاله لتجد الشرار يتطاير من عيني إياد فابتسمت بشر ثم اعادت الهاتف علي أذنها قائلة:
-في الواقع معتقدش أني إياد بيفكر في التفاهات دي دلوقتي لأنه عنده شغل كتير مهم فممكن تتصل ببنا مرة تانية ولو هو فاضي هخليك تتناقش معاه...سلام يا مراد
أغلقت الخط ثم انفجرت ضاحكة وكذلك فعل جواد بينما صح إياد بغضب:
-قولتك مش هيجبها لبر
قالت سارة وهي تدفع الهاتف إليه:
-انت متعصب ليه؟...ده أنا حرقتلك دمه دلوقتي
امسك بالهاتف قبل ان يسقط من علي الطاولة ثم قال:
-ده بارد
قال زين بجمود:
-ابعتلها ورقتها
نظر له الجميع طالبين توضيع فأردف:
-لو عايزين نعرف نيته بجد لازم تاخد الخطوة دي عشان نعرف إذا كان بيحب روما ولا مجرد تحدي
قال إياد:
-أنت هتغامر بحياة روما أختك عشان تعرف نيته!
قالت سارة:
-مش مصدقة أني هقول كده بس زين بيتكلم صح
قال جواد:
-استنوا لما سليم وبسنت يجوا ونتفق كلنا
اتسعت عيني زين ثم قال:
-أنت لحقت تقولهم
-روما بنتهم وهما لازم يشيلوا المسؤولية معانا
زفر إياد بضيق ثم نهض من مكانه وكاد زين أن يلحق به لكن اوقفته سارة قائلة:
-خليك أنت...أنا هتكلم معاه
انصاع لأمرها ثم لحقت هي به ،وجدته جالساً أمام المسبح ويدخن سيجارة فذهبت وجلست علي الكرسي الذي إلي جانبه ثم قالت:
-هسألك سؤال وجاوبني بصراحة بعد ماتفكر ومنغير أندفاع
نظر إليها فتابعت:
-أنت لسه عايزها؟
كاد أن يتكلم لكنها اشارت بيدها كي يتريث قبل أن ينطق فنظر للمسبح وزفر الهواء الذي برئتيه المُحمل بدخان سيجارته ثم أجابها:
-مش عارف
-حاسس أنك تايه
اومئ لها بإجاب دون أن ينظر إليها فقالت:
-أنت محتاج break من كل حاجة...لازم تبعد عن كل حاجة وتقعد لوحدك كام يوم تفكر أنت عايز أيه وهي بالنسبالك أيه...ماينفعش تاخد الموضوع عند لمجرد شكوك عندك أو مشاعر متلغبطه
تنهد ثم قال:
-لما بقعد لوحدي الأمور بتسوء أكتر
-يبقي اعتبر نفسك هنا لوحدك...فكر في موضوع روما وبس طول الفترة اللي أحنا فيها هنا ولو لقيت نفسك لسه مُشتت يبقي روح مكان لوحدك خالص بس قول لحد عليه عشان يروح يقعد معاك كل يوم شوية
نظر إليها قائلاً:
-أنتِ رأيك ايه في علاقتي أنا و روما بمأنك تعرفي كل حاجة عنا تقريباً وشوفتينا شوية
لوت ثغرها قائلة:
-بصراحة لا أنت ولا هي تطاقوا...انتوا الاتنين شبه بعض اووي والأقطاب المتشابهة تتنافر وكمان مش متفاهمين خالص
-معتقدش اني التشابه اللي بينا ده حاجة وحشة
-وحشه لانه بزيادة...مينفعش تحب حد شبهك في كل حاجة...لازم يبقي في حبة اختلاف عشان تكملوا بعض
تنهد ثم قال:
-رغم أني لسه مش طايقك بس هعمل بنصيحتك
وضعت يديها علي خصرها ثم قالت:
-مش طايقني ليه بقي إنشاءالله
-عشان نشفتي دمنا وخلتيني نفكر أني أبونا أنحرف علي كبر
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
-هتنكر أني جمعتكوا وخليتكوا تقعدوا معاه كمان
-مش هنكر ولا حاجة بس برضوا أنتِ مش نزلالي من زور
وقفت ثم قال وهي تربت علي كتفه بعنف:
-ابقي اشرب كوباية مايه
هزت رأسها باستنكار وهي تسير مبتعدة عنه بينما ابتسم هو ثم اطفأ سيجارته ولحق بها إلي داخل المنزل ليجد كاميليا تجلس بمفردها علي الطاولة فذهب وجلس علي كرسيه مجدداً قائلاً:
-قاعده لوحدك ليه؟
نظرت له والدموع تتلألأ في مُقلتيها ثم أجابته:
-أنتوا اللي قمتوا وسبتوني
رفع حاجبيه قائلاً:
-طب أنتِ هتعيطي ليه دلوقتي؟
-عشان بابا وماما وحشوني وأنا ماكلمتهومش من ساعت ممشيت من البيت
-طب كلميهم
-هقولهم ايه؟
صمت قليلاً ليفكر ثم قال:
-جاتلك سفرية تبع الشغل وكان لازم تسافري وإلا كانوا هيطرودوكي وملحقتيش تكلميهم لأني الموضوع جه فجأة
-بس أنا مش بحب أكدب علي بابا وماما
زفر بضيق ثم قال:
-للضرورة أحكام
ابتلعت غصة البكاء العالقة بحلقها ثم قالت:
-شكراً
***
اتسعت عينيها وشهقت عندما قرأت محتوى البريد الإلكتروني الذي وصلها ثم دعتهم لاجتماع طارئ وقالت:
-المؤسسة الفرنسية اللي عاملة المسابقة بعتتلي إيميل بتقول فيه أني معاد التصفيات كمان اسبوعين وهيبعتوا لجنة تحكيم من عندهم تختار خمس بنات من العشرة اللي اختارناهم وبعدها هيبقي في تصفيات نهائية محلية للخمس بنات اللي فاضلين والتصويت برسايل الموبايل
زفر بدر بضيق ثم قال:
-طب وعايزانا نعمل ايه؟
-نبدأ شغل
-طب ماتقولي لـ ليلى اللي ماجتش الكلام ده ولا زين اللي اختفى فجأة هو و إياد
نهض من مكانه وغادر الغرفة قبل أن تتكلم فقالت بضيق:
-ماله ده؟!
أجابها إلياس:
-أنتِ عارفه أنه مش بيحب يبقي لوحده
-طب أنا مالي...ليلى هي اللي أصرت تروح عشان تعمله surprise (مفاجأة)
***
في المساء...
جلست علي سور شرفتها تراقب النجوم التي فوق البحر وهي تبتسم ،شردت قليلاً في كل ما حدث لها مؤخراً فقد تغيرت حياتها كلياً.
دخلت لحياة جواد وبدأت تشعر وكأنه والدها بسبب لطفه معها ،تعرفت علي عائلته ومشاكلهم بالإضافة لمشكلة كاميليا التي ظهرت فجأة.
هي حقاً لا تعرف متي تطورت العلاقة بين مراد و كاميليا دون أن تلاحظ وكيف لـ روما أن تثق بوغد مثله؟ ،ألا ترى ما يفعله ذلك الحقير؟!!
تنهدت ثم نزلت من علي السور ودخلت لغرفتها بعد أن شعرت بالأعياء مجدداً ،أخذت دوائها ثم أغلقت الاضواء وكادت أن تنام لكن قاطعها صوت رنين هاتفها.
تأففت ثم أجابت علي هاتفها ليأتيها صوت المتصل وهو يقول:
-ليه جواد و إياد مش بيردوا علي موبايلاتهم؟
زفرت بضيق ثم أجابته:
-طب قول اذيك ،عامله ايه وبعدين اسأل سؤالك
-خلصيني
-معرفش أنا هنام عشان تعبانه
-أنا وأنتِ لازم نمشي بكرا عشان معاد المسابقة اتقدم ولا أنتِ هتنسحبي
-سحبوا لسانك من زورك يا بعيد
قال بغضب:
-احترمي نفسك
زفرت بضيق ثم قالت:
-ماتقرفنيش...لما اصحي نبقي نتكلم
لم تعطيه فرصة للرد بل أغلق الخط ثم هاتفها كلياً ونزلت اسفل الغطاء مُغلقة جفنيها...
***
دخل للمنزل وعلامات الضيق باديه بوضوح علي وجهه ،دلف للغرفة وهو يفتح أزرار قميصه لكنه عقد حاجبيه عندما رأى قصاصات ملونة بالون الأزرق تتدلى من سقف الغرفة ومكتوب عليها ((It’s a boy
شعر بأحدهم يحتضنه من الخلف ويقول:
-ايه رأيك؟
ألتفت لينظر إليها ثم ازدرد لعابه عندما وجدها تضع يدها علي الانتفاخ الصغير الذي ببطنها ؛ابتسم باتساع ثم حملها ودار بها في الغرفة.
انزلها علي الارض ثم وضع جبينه علي جبينها وقال:
-هو أنا قولتلك أني بحبك انهارده
اومئت له بنفي وهي عابسة فقبل جبينها ثم احتضنها قائلاً:
-بعشقك يا أحلى حاجه في حياتي
بادلته العناق قائلة:
-ماتزعلش مني عشان سبتك لوحدك انهارده
-أزاي أزعل بعد الخبر ده
ابتعدت عن حضنه ثم قالت:
-أنا في الشهر الخامس يعني لازم نبدأ نجهز الأوضه ونشتري هدوم وكمان بابا لسه مايعرفش
ابتسم ثم قال:
-لو تارا عارفه يبقي زمان الخبر أتذاع...والتجهيزات هنبدأ فيها من بكرا
***
دخل للمنزل بخطى مُترنحة وبيده زجاجة تكيلا وهو يهذي بكلمات غير مفهومة ،لاحظته كاميليا التي كانت تجلس علي الأريكة وتأكل بعض الخيار فوضعت الطبق جانباً ثم ذهبت ووقفت أمامه قائلة:
-أنت كويس؟
نظر لها بأعين شبه مغلقة ثم ضحك حتي نزلت دموعه وأجابها:
-أنا عُمري ماكنت كويس كده
ارتشف القليل من الزجاجة تحت نظراتها المليئة بعلامات الاستفهام ثم أردف:
-هو البيت فاضي؟
اومئت له بنفي ثم أجابته:
-سارة نايمه فوق و جواد في بيشرب قهوة في الجنينه اللي ورا
وضع ظهر يده علي فمه عندما شعر ببعض التشنجات بمعدته ثم قال بصوتٍ متحشرج:
-طب لو حد سأل عليا قوليلوه أني قاع الأحزان
عقدت حاجبيها قائلة:
-ايه؟!
اجابها وهو يربت علي رأسها:
-في الأوضه بتاعتي
تجاوزها وصعد لغرفته وهو لايزال يترنح في سيره بينما حكت هي خصلات شعرها الفحمي ثم أخذت طبق الخيار وذهبت لتجلس مع جواد...
***
في صباح يوماً جديد...
جعدت ملامحها عندما شعرت بشيئاً ما يسير علي طول ذراعها فأبعدته بيدها ثم انقلبت لتنام علي الجانب الاخر ،شعرت بشيئاً يعبث بخصلات شعرها فتمتمت:
-نموسه رخمه
حاول كتم ضحكاته ثم وضع خصلات شعرها العسلي علي وجهها فزفرت بضيق ثم لكمته وهي تقول دون أن تفتح عينيها:
-بس بقى
رفع كتفيه في الهواء ثم تمدد لينام إلي جانبها وتسللت أحدى يديه لتعانق خصرها كي يقربها منه.
اتسعت عينيها ثم انتفضت جالسة بمكنها ونظرت خلفها لتجد زين الذي كان يدعي النوم بكل أريحية فنفخت وجنتيها بغضب.
ابتسمت بشر ثم نهضت من مكانها وسارت علي أطراف أصابعها لخارج الغرفة بينما فتح هو أحدى عينيه لكنه أغلقها ما أن شعر بعودتها.
رجت العبوة المعدنية التي بيدها جيداً ثم قامت بالرش عليه من الخلف ثم ركضت لخارج الغرفة وهي تضحك عندما بدأ يسعُل من رائحة المبيد الحشري الذي قد رشته عليه.
خرج من الغرفة وهو يشعر بالاختناق بسبب الرائحة ثم سار في الرواق باحثاً عنها بعينيه ،نزل للطابق السفلى ليجده فارغاً فخرج للحديقة الخليفة ووجدها جالسة مع جواد و كاميليا وثلاثتهم يضحكون.
ظل يتلفت حوله باحثاً عن شيئاً ما لينتقم منها إلي أن وقعت عينيه علي بوق ،ابتسم بشر ثم أخذه ووضعه خلف ظهره.
أقترب ببطء حيث يجلسون ثم وقف خلف سارة مباشرةً وضغط علي البوق وهو يقول:
-يا سااااارة
صرخت ثم وضعت يديها علي أذنها بسبب صوت البوق العالي بينما ضحك كلاً من جواد و كاميليا.
جلس علي الكرسي الذي إلي جانبها ثم قال وهو يبتسم بغيظ:
-بترشي عليا بيرسول...شيفاني ايه؟
اجابته وهي تبتسم باتساع:
-ناموسه رخمه
-بقي كده
اومئت له بإجاب فعض علي شفته السفلى محاولاً كتم غضبه ثم نهض من مكانه وهو يقول:
-طب أروح أنا بقي أعتذر عن المسابقة بالنيابه عنك
نهضت هي أيضاً ثم وضعت يديها علي خصرها قائلة:
-وده بصفتك ايه إنشاءالله؟!
أجابها وهو يرتدي نظراته الشمسية:
-الراعي الرسمي والوحيد للمسابقة في مصر
أعادت جملته بسخرية فكاد أن يتكلم بغضب لكن قاطعه جواد قائلاً:
-بطلوا هبل أنتوا الاتنين ولو عايزين ترجعوا القاهرة أرجعوا وانا هفضل هنا مع كوكي
نظرت سارة لشقيقتها التي ابتسمت واومئت لها بإجاب بينما قال زين:
-أنا محتاج إياد كمان بس حالته ماتسمحش أنه يرجع الشغل دلوقتي خالص وبالتالي
أنهى جملته وهو يرفع كتفيه في الهواء فتنهد جواد ثم قال:
-مش هقدر أنزل معاك دلوقتي...ممكن بعد يومين كده
-مش هينفع...لازم حد يشرف علي الموظفين عشان ترتيبات المسابقة
كادت سارة ان تتكلم لكنه قاطعها قائلاً:
-مش هينفع أنتِ لأنك هتبقي مشغولة في التدريبات
تنهد جواد ثم نظر لـ كاميليا قائلاً:
-تقدري تقعدي هنا مع إياد وهخلي خدامه تجيلك
قال زين وهو ينظر إليها:
-أنا ممكن ابعتلك ليلى بمأنها قررت تاخد أجازة لحد ماتولد
رفع جواد حاجبيه قائلاً:
-لحد ما أيه؟
تنهد ثم أجابه:
-لسه عارفين امبارح
قال بغضب:
-وكنتوا ناويين تقولولي امتي؟
-كـ...
لم يعطيه فرصة للكلام بل تركهم ودخل للمنزل ،كاد زين أن يلحق به لكن اوقفته سارة قائلة:
-أنا هتكلم معاه
لحقت به وهي تنادي عليه لكنه لم يتوقف فاعترضت طريقه قبل أن يدخل للغرفة ثم قالت:
-مالك؟...بقيت قفوش كده ليه
أجابها بملامح غاضبة:
-بنتي حامل وأنا أخر حد يعرف تقريباً...عايزا رد فعلي يبقي أيه؟
-أنا كمان ماكنتش أعرف وبعدين زين كان برا البيت امبارح كله عشان كده ملقاش وقت يقولك
-و ليلى؟
-أكيد هي مبسوطه اوي فانسيت تقولك...أنا واثقه أنها هتكلمك بس أصبر علي رزقك شويه وبعدين ماتنساش أني زين و إياد بس اللي عرفوا باللي أحنا بنعمله
اشاح بوجهه للجهة الاخرى فقالت بدلال مصطنع:
-يا بيبي بلاش تكشر
ابتسم رغماً عنه ثم نظر إليها فقالت وهي تشده من وجنتيه:
-أيوه كده يا جوجو...اضحك يتي
تنهد ثم قال:
-أرجعي مع زين وأنا هفضل هنا لحد مايبعت حد يقعد مع كاميليا
اتسعت عسليتيها ثم قالت:
-أنت هتسبني لوحدي مع المنحرف ده
رفع حاجبيه قائلاً:
-عملك ايه؟
-قفلت السكه في وشه امبارح لقيته انهاردة الصبح...
حمحمت ثم أردفت وهي تحك مؤخرة رأسها:
-قعد يرخم عليا عشان اصحى بس انا افتكرته ناموسه فـ...
قهقه ثم قاطعها قائلاً:
-خلاص مش لازم طلما الموضوع كبير كده...لو ضايقك هدديه أنك هتقوليلي
قالت وهي تعبث بأحدى خصلات شعرها بغرور:
-ماتقلقش...انا بعرف أنتقم لنفسي كويس
اردفت بهمس وهي تبتسم:
-رشيت عليه بيرسول
همس مثلها:
-ما أنا خدت بالي لما نزلتوا قعدتوا معايا
تأففت عندما سمعت صوت زين ينادي عليها ثم قالت بصوتٍ عالٍ كي يسمعها:
-عايز أيه؟
-يلا عشان نمشي
-طيب
ودعت جواد ثم نزلت للطابق السفلى ،وجدت زين ينتظرها وهو يبتسم فزفرت بضيق ثم ذهبت لتوديع كاميليا التي قالت:
-هبقى أكلمك بالليل
قالت سارة وهي تعانقها بمرح:
-اشطااا
ابتعدت عنها ثم لوحت بيدها في الهواء مودعة لها ،ركبت السيارة بالكرسي الأمامي بينما كان هو يجلس خلف عجلة القيادة.
انطلقا وبعدها بقليل قالت سارة:
-علفكرة أنا مافطرتش
-ولا أنا
-طب أيه؟
-نبقى ناكل في الريست
-طب أنا عايزه أشرب لبن عشان احافظ علي صحتي
رمقها بطرف عينه ثم نظر للطريق مجدداً وهو يهز رأسه باستنكار فنفخت وجنتيها بغض ثم قالت:
-علفكرة أنا هقول لـ جواد علي اللي أنت بتعمله ده
-اللي هو؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
-أنك عايز تموتني من الجوع والعطش
زفر بضيق ثم قال:
-اهدى يا ماما لحد الريست كمان كام كيلو كده
تأففت ثم نظرت من نافذتها وبعد عدة دقائق نظرت له مجدداً قائلة:
-زين
همم فأردفت:
-أيه اللي جابك أوضتي الصبح؟
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغره لكنه اخفاها ثم أجابها بعدم اهتمام:
-اصلي دي كانت أوضة ماما وهي وحشتني فا أفتكرتك هي
رفع أحدى حاجبيها قائلة:
-لا والله
قال ببراءة مصطنعة:
-أه والله هكدب ليه
-عشان مابقتش تحبني
اتسعت رماديته ثم نظر إليها فابتسمت ببلاهة ثم قالت:
-معلش بس الأغنية دي معلقه معايا بقالها فترة
تنهد ثم نظر للطريق وهو يهز رأسه يميناً ويساراً بينما قالت هي:
-علفكرة أنت كداب
صف سيارته علي جانب الطريق ثم نظر إليها قائلاً:
-وأيه اللي خلاكي تقولي كده؟
رفعت كتفيها في الهواء قائلة:
-عشان باباك ومامتك جايين أنهاردة ولو كانوا واحشينك زي مابتقول ماكنتش أصريت أننا نرجع دلوقتي...ده أنت حتى ماسلمتش علي إياد قبل مانمشي
رفع حاجبيه قائلاً:
-لا نبيهه
قالت وهي ترفع أحدى كتفيها:
-ده أنا أعجبك أوي في الحاجات دي
ابتسم ثم قال:
-شغل محامين مش كده؟
بادلته الابتسامة ثم أجابته:
-أيوه بس عرفت أزاي؟
-مش لازم أعرف كل حاجه عن مرات عمي ولا أيه
قالت بجديه:
-ولاااا...بلاش تحور وقول أيه السبب اللي خلاك تصر أننا نمشي
تنهد ثم قال:
-مش عايز أشوفهم...هما سايبني بقالهم خمس سنين وجايين دلوقتي بعد ما الدنيا باظت خالص
لكمته علي ذراعه ثم قالت:
-لف وأرجع...ماتبقاش أهبل...روح وقولهم كل اللي مضايقك منهم بس ماتهربش
قال وصدره يعلو ويهبط:
-أنا أعمل اللي أنا عايزه...ماحدش يقولي أعمل ايه ومعملش أيه
وضعت يديها علي كتفه ثم قالت:
-ماشي أعمل اللي أنت عايزه بس ماتأذيش نفسك...زين ،أنت من جواك مش عايز تمشي
-وأنتِ عرفتي اللي جوايا منين؟
ارتبكت قليلاً ثم اجابته:
-معرفش بس حاسه بكده
نظر أمامه وهو يفكر بينما عضت هي علي شفتها السفلى ثم قالت:
-أنا مش قصدي أني اتدخل في خصوصياتك ومشاكلك العائلية...أنا بحاول اساعدك بس
اعاد رأسه للوراء كي يسندها علي ظهر الكرسي ثم أغمض عينيه قائلاً:
-أنا فعلاً مش عارف اعمل ايه
-خُد أجازة
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغره ثم قال:
-واسيب تارا تخرب الشركة...أنا سبتها يوم اتصلت بيا بتعيط عشان مش عارفه تعمل ايه بعد ما بتوع المسابقة بعتولها الإيميل
-طب و بدر
هز رأسه بنفي فحكت ذقنها بتفكير ثم ابتسمت باتساع وطرقعت بأصابعها قائلة:
-عندي ليك حته دين فكره هتخليهم كلهم يترجوك ترجع ويعرفوا قيمتك
فتح عينيه ثم حرك رقبته كي ينظر إليها وقال:
-أشجيني بأفكارك العظيمه
-ركز معايا كويس...أنت قبل ما تمسك الشركة كان جواد وأبوك ماسكينها مش كده؟
اومئ لها بإجاب فتابعت:
-يبقى تاهت ولقيناها...أنت تختفي وتبعتلهم رسالة قبل ماتختفي تقول فيها أنك واخد أجازة وهما لازم يشيلوا الشغل الفترة دي ضروري
تنهد ثم قال:
-وأنا هقعد لوحدي في الاجازة دي ولا هعمل ايه؟!
-أنت عادتاً بتعمل أيه في وقت فراغك؟
-براجع ملفات كانت تارا مراجعاها قبل كده عشان اتأكد أنها تمام وسعات بروح بنزل مواقع مع إياد وبعد كده بنروح للچيم سوا
رفعت شفتها العليا ثم قالت:
-أيه الملل ده!...أنت أزاي ماجلكش اكتئاب حاد لحد دلوقتي
اردفت وهي تربت علي كتفه:
-أحمد ربنا أني دخلت حياتكوا...أنا هظبطتك في الاجازة دي
قال وهو يغمز ويبتسم:
-ايوة بقى
ابتسمت بغيظ قائلة:
-عارف...لولا مَعزة جواد عندي كان زمان أيدي بتسلم علي وشك
اعتدل في جلسته ثم أدار محرك السيارة وهو يقول:
-نفسي تفضلي رقيقه لأكتر من خمس ثواني
-وأنا نفسي أنك تبقى محترم لأكتر من ثانية
نمت ابتسامة لعوبة علي شفتيه ثم قال:
-وهو في احلى من قلة الأدب...دي سبب وجودنا في الحياة
اتسعت عينيها ثم قالت:
-انا كده هبدأ اخاف منك
لم تختفى ابتسامته بل ازدادت قليلاً فقالت وهي تقوم بإحدى حركات الدفاع عن النفس بيديها:
-خلي بالك...أنا بعرف ألعب كارتيه
-أنتِ لسان بس
-بلاش تجربني
اقترب منها بوجهه قائلاً:
-نفسي اجرب
-يا عم بقى زهقتني...سوق وشوف هنروح فين ولا هنبات هنا
تأفف ثم أدار محرك السيارة وأنطلق بها...
***
جلس عاري الصدر بشرفته بعد أن أخذ حماماً دافئاً ثم اشعل احدى سجائره والتي تعتبر الوسيلة الوحيدة للتنفيس عن غضبه هذه الأيام.
ابتسم عن رأى كاميليا التي كانت تحاول بناء قلعة من الرمال لكنها تنهدم في كل مرة بسبب الأمواج فتتأفف هي ثم تعيد بناءها مرة أخرى.
وضع سيجارته بالمنفضة عندما انهاها ثم زفر دخانها وهو ينهض من مكانه ،ارتدى قميص صيفي خفيفي بالون الأبيض واغلق ازاره وترك أخر ثلاثة ازرار مفتوحة وكذلك ازرار اكمامه ثم ذهب عند كاميليا.
شعرت بذلك الظل الذي حجب عنها اشعة الشمس فرفعت رأسها لتنظر لصاحبه ثم ابتسمت قائلة:
-صباح الخير
سعلت ثم قال:
-هو الباقيين فين؟
-زين و سارة رجعوا القاهرة أما جواد فاراح يتمشى بالعربية شويه عشان زهقان
جلس القرفصاء امامها علي الرمال ثم قال:
-وأنتِ ايه اللي خلاكي تفضلي هنا؟
عضت علي شفتها السفلى ثم أجابته:
-عشان مراد وكمان لسه مش عارفه هعمل ايه مع بابا وماما
-كلمتيهم؟
اومئت له بإجاب وعلامات الحزن علي ملامحها فقال محاولاً تغيير الموضوع:
-أنتِ بتبني ايه؟
ابتسم وهي تُجيبه:
-هي المفروض تبقى قلعه بس الموج مش مديني فرصة أكملها وكمان مفيش صدف هنا
-تحبي اساعدك؟
اومئت له بإجاب وهي تبتسم باتساع ثم شرعا في بناء قلعة من الرمال وهما يتحدثان ويضحكان...
***
اضاءت شاشة هاتفه معلنة عن وصول رسالة جديدة فامسك به ثم قرأها ليطلق بعض الشتائم عندما انهاها فعقدت سارة حاجبيها قائلة:
-ايه اللي حصل؟
زفر بضيق ثم أجابها:
-بابا وماما هيروحوا يقعدوا في بيت جواد عشان كانوا في مصيف وبشرة أمي مُلتهبه
-طب وانا هروح فين؟
-هتتنيلي تيجي معايا
قالت بغضب:
-وأنا مش عايزه اتنيل معاك...انت نسيت انك عايش لوحدك
زفر بضيق ثم قال:
-طب عايزه تتنيلي فين؟
رفعت رأسها بكبرياء ثم أجابته:
-وديني البيت عندك وأنت ابقى شوف مكان تاني تبات فيه
ضغط علي مكابح السيارة فجأة مما ادى لاصطدام رأسها بمقدمة السيارة ؛لعن زين بداخله ثم صف السيارة علي جانب الطريق ونظر إليها ليجد أنها اصيبت فصرخ:
-أنتِ ليه مش رابطه الحزام
صرخت وهي تضع يدها علي جرح جبهتها:
-دلوقتي بقت غلطتي
-ايو
-جك هوا
تنهد محاولاً تمالك أعصابه ثم قال:
-ابعدي ايدك عشان اشوف الجرح
هزت رأسها يميناً ويساراً ثم قالت:
-ملكش دعوه بيا
-ماتعصبنيش وبعدين تلوميني علي اللي حصل
-وأنا مالي أنك ضعيف ومش بتعرف تتمالك اعصابك
قال من بين أسنانه:
-أنا مش ضعيف...أنتِ اللي مستفزه
لاحظ تلك الدماء الظاهرة من اسفل يدها التي فوق الجرح فحاول ابعاد يدها بلطف كي يرى ذلك الجرح وهو يقول:
-وريني
ابعدت يدها فوجد انه جرح صغير فترجل من السيرة وفتح الصندوق الخلفي ثم أخرج منه عُلبة الإسعافات الأولية ،عاد مجدداً لمكانه ثم عالج لها جرحها ووضع عليه لاصقة طبية.
ادار محرك السيارة وكاد ان ينطلق لكن نمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه عندما سمعها تقول وهي تنظر من نافذتها:
-والله لأردهالك بس اصبر عليا
هز رأسه باستنكار ثم انطلق بالسيارة...
***
جلس كلاهما ليتناولا غدائهما سوياً بينما صدح صوت رنين هاتف إياد في المكان فأجاب قائلاً:
-أنت فين؟...احنا بدأنا غدا من غيرك
-اصيل طول عمرك
تنهد ثم أردف:
-أنا نازل القاهرة لأني سليمان و بسنت راحوا الڤيلا عندي وأنا مش مستعد أني البيت يتقلب night club
ابتسم ثم قال:
-طب و زين عارف؟
-ايوه...قولتله ياخد ساره معاه البيت بس اتخانقوا وقالي انها مش راضيه فهكالمها بعد ما أقفل معاك
-طيب...ابقى اتصل طمني لما توصل
-علي رأي ساره...اللي عايز يطمن عليا يكلمني...سلام
أغلف الخط بينما تنهد إياد ثم نظر لـ كاميليا قائلاً:
-ساره بوظت أخلاق بابا
ابتسمت ثم قالت:
-هي مبوظه أخلاق نص مصر يعني جت علي جواد
-بصي هقولك حاجه بس بلاش تتفزعي زي ماعملتي امبارح...جواد رجع القاهرة
ازدردت لعابها ثم قالت:
-ماشي
نظرت للصحن الذي أمامها ثم شرعت في تناول ما به بينما قال هو:
-تحبي نخرج
ابتسمت باتساع ثم ابتلعت ما بجوفها وقالت:
-احب جداً...أنا كنت عايزه أعمل shopping اصلاً
-أنتِ جيتي هنا قبل كده؟
اومئت له بنفي فابتسمت قائلاً:
-يبقى خلي الـ shopping بعدين وخليني افسحك انهاردة
هزت رأسها موافقة ثم تابع كلاهما تناول طعامه...
======
احتمال بنسبة ٩٩٪ اني ميبقاش في فصل بكرا لاني النتيجه بكرا🙂💔
ادعولي يجماعه🥺

راقصة الباليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن