11

385 26 19
                                    

تنهد بانزعاج عندما لم تجيب علي أخر رسالة أرسلها إليها ثم اتصل بها ليجد هاتفها مغلق فاطلق بعض الشتائم علي عنادها ثم زاد من سرعته ليصل بعد عدة ثوانٍ إلي تلم البناية مجدداً لكنه لم يجدها بانتظاره فتأفف ثم سار بالسيارة ببطئ وهو يبحث عنها بعينيه.
تنفس بارتياح عندما وجدها تقف أمام واجهة أحدى المِحلات فصف السيارة ثم ترجل منها وذهب ليقف خلفها لكنها لم تشعر به لأنها كانت شاردة.
لاحظت انعكاسه علي الزجاج فعقدت حاجبيها ثم حكت فروة رأسها ظناً منها أنها تتوهم فحمحم لتلتفت له قائلة:
-ايه؟
-انتِ اللي ايه؟
رفعت سبابتها أمام وجهه قائلة:
-أسكت خالص عشان أنا مش طيقاك...كفاية أني كل اللي حصل بسببك
اشار بسبابته ناحيته قائلاً:
-بسببي انا
هزت رأسها لأعلى وأسفل وهي تقول:
-ايوه
اردفت بغضب:
-خليت أتنين مايساوش تلاته نيكله يتكلموا عليا عشان واحده منهم شافتني وانا نازله من عربيتك وسمعتك وانت بتعاكسني
حاول اخفاء ابتسامته ثم قال:
-طب تعالي نقعد نتكلم بدل ما أحنا واقفين كده
اولته ظهرها ثم اعاد بصرها لتلك الثلاجة التي تتأملها فتنهد ثم وضع يديه بجيب بنطاله ووقف إلي جانبها ليتأمل ما تتأمله قائلاً:
-ايه اللي مُدهش فيها عشان تفضلي باصلها كده
رمقته ثم اعادت نظرها للثلاجة قائلة:
-بتفكرني بواحد بس هي أجمل منه طبعاً
ابتسم ثم نظر إليها قائلاً:
-سارة ،اتعدلي بدل ما أطلع قلة أدبي عليكي في الشارع وتبقي حببتي رسمي
اتسعت عينيها ثم نظرت إليه لتجده يومئ بإجاب وملامحه جادة فعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
-طب وريني كده وشوف هعمل فيك ايه
-ماتنسيش أنك اللي طلبتي
ابتسمت باقتضاب فأولها ظهره ثم ألتفت إليها فجأة وقبل شفتيها لتجحظ عسليتيها حتي كادتا تخرجان من مكانهما ،لكمته علي كتفه وصدره محاولة ابعاده عنها.
ابتعد عن شفتيها عندما شعر بانقطاع انفاسها ثم اسند جبينه علي جبينها وكلاهما يلهث ،شعر بيدها التي كادت ان تحرك لتصفعه فشبك اصابعه بأصابعها ثم ابتسم قائلاً:
-ايه رأيك؟
-أنت سافل وقليل الأدب
ابتسم باتساع قائلاً:
-ومنحرف كمان
اغمضت عينيها قائلة:
-ممكن تبعد بقى
-لا استنى لما يجي الصحفيين الرخمين عشان يصورونا
فتحت عينيها وهي تشهق ثم حاولت فك تشابك اصابعهما وهي تقول:
-ابعد بقى يا رخم
تركها علي مضض ثم قوس شفتيه قائلاً:
-ليه بتقفي ضد سعادتي علطول
مسحت شفتيها بعنف بظهر يدها ثم قالت:
-عارف لو عملتها تاني أنا...
ابتسم باتساع ثم اقترب منها لكنها عادت خطوتين للوراء بينما سمع هو صوتاً يقول:
-لا كفايه أنا مش هستحمل القرف ده تاني
قلب عينيه عندما عرف مصدر الصوت ثم نظر لها -تارا- ليجد ليلى تقف إلي جانبها فاغرة الفاه بينما نظرت لهما سارة بإحراج ثم ازدردت لعابها وقالت:
-الموضوع مش زي مافهمتوه
قالت تارا وهي تعبث بهاتفها:
-استنى لحظة وهسمعكوا بس بعد ما أنزل الصورة علي الانستا بتاع زين
اتسعت عينيها وكادت ان تذهب لمنعها لكن اوقفها زين الذي احاط خصرها بيده كي يقربها منه ثم قال:
-تصدقي يا تارا ،أول مره تعملي حاجه صح
حاولت ابعاد يده عنها لكنه همس بأذنها ببعض الكلمات وهو يبتسم بخبث مما جعل عينيها تتسع ،نظر لتعابير وجهها وهو لايزال يبتسم فزفرت بضيق ثم نظرت لـ تارا قائلة:
-طب علفكرة بقى يا تارا...زين عنده صور لـ إلياس وهو...
اردفت بمكر وهي تنظر لزين الذي ضيق عيناه:
-ولا بلاش أقول
رفعت عينيها من علي هاتفها ثم عقدت حاجبيها وقالت:
-صور أيه؟
رفعت كتفيها في الهواء وهي تُجيبها:
-دي مشاكل عائليه مليش دعوه بيها وبعدين عندك زين أهو يقولك
اقتربت من زين ثم شدته من يده وهي تقول:
-تعال نتكلم بدل ما أنزل صورك وأنت صغير
تأفف ثم قال:
-أم الصور اللي مش عندك اصلاً
-يلا
ترك سارة علي مضض ثم نظر إليها وهو يسير مع تارا فلوحت له بيدها وهي تبتسم بينما اشار هو لها بوعيد فابتسمت ببراء.
زفرت ثم نظرت لـ ليلى التي كانت تنظر إليها بغضب وتقول:
-ممكن أفهم اللي بيحصل
حكت جانب عنقها وهي تقول:
-هو الموضوع معقد شوية
وجدت نظراتها المُصرة علي التوضيع فتنهدت ثم رفعت يديها في الهواء باستسلام قائلة:
-طيب هفهمك بس بلاش البصات دي
قاطعهما مجيء زين و تارا فشكرت ربها لأنه أنقذها من هذه الورطة ؛وزعت ليلى نظارتها بين كلاً من سارة و زين الذي قال:
-هفهمك أنتِ و تارا كل حاجه بس مينفعش تسيبوا الشركة بين أدين إلياس
قالت تارا:
-و باباك و مامتك
زفر بحنق ثم قال:
-أنتِ كده طمنتيني!
-لا أنا بقولك بس
أردفت:
-أه و جواد مقضيها مع ليزا
ابتسم زين باتساع قائلاً:
-حبيبي جواد ده
أردف بجديه وهو ينظر لـ تارا:
-روحي أنتِ الشركة دلوقتي وأنا و سارة هنفضل مع ليلى لحد ماتجيب اللي هي عايزاه
نظرت تارا لـ ليلى التي قالت:
-هفهم منهم كل حاجه وهقولك
هزت رأسها بإجاب ثم غادرت وتركتهم بينما ذهبوا هم وجلسوا بحديقة كانت بالقرب منهم وشرح زين لـ ليلى كل شيء عن علاقة جواد و سارة فقالت والدموع تتلألأ في مُقلتيها:
-يعني هو عمل كل ده عشان نروح ونقعد معاه
اومئ كلاً من سارة و زين بإجاب فأردفت بخجل وهي تنظر لـ سارة:
-اسفة علي اللي أحنا عملناه
ابتسمت باتساع قائلة:
-لا عادي ما أنا كنت بنتقم منكوا كل مرة
احاط زين خصرها مجدداً ثم قربها إليه قائلاً:
-نسيت أقولك اني أنا و الصرصارة دي قعدنا في البيت لوحدنا امبارح وانهاردة وصلتها التدريب وعاكستها وكمان بوستها قدام مصر كلها والصور نزلت يعني المفروض أصلح غلطتي مش كده؟
قالت سارة بغضب وهي تحاول ابعاد ذراعه عنها:
-صرصارة في عينك وغلطة أيه دي يا سافل
نظر إليها وابتسم بخبث قائلاً:
-السفاله لسه قدام يا بيبي
اتسعت عينيها ثم لكمته علي كتفه وهي تقول:
-بطل بقى
قالت ليلى:
-بطل تضايقها
قوس شفتيه ثم ابعد ذراعه عنها وهو يقول:
-المره الجايه مش هيبقى معانا حد يفصلنا
زفرت بضيق ثم نظرت لـ ليلى قائلة:
-بتستحملوه ازاي؟
ابتسمت ليلى بينما عدل زين ياقة قميصه وهو يقول:
-ده أنا زي العسل
نظرت له بقرف بينما ضحكت ليلى ثم قالت:
-صح...أنت قولت أيه لـ تارا عن الصور؟
-قولتلها انها تغفيلات
هزت رأسها بتفهم ثم نظرت لـ سارة قائلة:
-تيجي معايا عشان اشتري حاجات لـ ميلو
عقدت سارة حاجبيها قائلة:
-مين؟!
وضعت يدها علي بطنها فهمهمت بتفهم بين رفع زين أحدى حاجبيه قائلاً:
-هي الاسماء خلصت ،وبعدين أيه الأسم المايع ده
وضعت سبابتيها علي جانبي بروز بطنها ثم قالت بحدة:
-ماتقولش الكلمات الوحشه دي قدامه
أردفت بعد أن ابعدت سبابتيها:
-أنا قعدت افكر في الاسم ده ساعتين
قال زين:
-و بدر عارف؟
اومئت له بنفي بينما قالت سارة بغضب:
-أوعوا حد يجيب سيرته قدامي لأني في بينا حساب هخلصه لما أشوفه تاني
ضحك زين فنظرت له بغضب بينما عقدت ليلى حاجبيها قائلة:
-ايه اللي حصل؟
ازداد زين في الضحك فزفرت هي بضيق ثم أخبرت ليلى بما حدث فقالت:
-هو طيب بس كان زعلان مني الصبح عشان هخرج من غيره فا طلعه عليكي
قال زين ببراءة مصطنعة:
-طب يزمتك يا لي لي أنا ليا دعوه باللي حصل؟
اومئت له بنفي فصرخ:
-ظهر الحق
لوت سارة ثغرها قائلة:
-جك كسر حقك او رقبتك ايهما اسهل وأسرع
ضربها بخفة علي مؤخرة رأسها قائلاً:
-بطلي لسان طويل بقى
رن هاتف زين فأجاب بينما اشارت ليلى لـ سارة كي يذهبوا ففرت من جانب زين بسرعة قبل أن يمسك بها وتركت له الحقيبة بينما تأفف هو ثم قال بحزن مصطنع:
-عايز ايه؟
هدر جواد بغضب:
-أنت فين؟...نسيت سليمان و بسنت و الشغل والبتاعه اللي اسمها ليزا دي!
-يووو جيلك اهو ما أنت بوظت اللي كنت بعمله
-كنت بتعمل ايه؟
ابتسم وهو يُجيبه:
-بوطد علاقاتي الاستراتيجية مع سارة
قال بتحذير:
-أوعى تكون عملت فيها حاجة
شرد قليلاً متذكراً ما حدث ليلة أمس ومنذ قليل ثم قال:
-اتعصبت عليها امبارح بسبب ست زفته فانمنا تحت النجوم عشان أراضيها و لسه مديها من شوية قُبلة الحياة و ليلى عرفت كل حاجه وهتقول لـ تارا
-واطي زي ابوك...خربتها عشان تاخد المُزه
-ما أنت شوفت حياتك سبني انا كمان أشوفها بقى ولا هتاخد زمنك و زمن غيرك يا جوجو؟
ابتسم ثم قال:
-اخرس يا جذمه وتعلالي علي الشركة
-طيب
أغلق الخط ثم أخذ حقيبة سارة ونهض من مكانه ،ركب سيارته بعد أن وضع الحقيبة بالصندوق ثم أنطلق متوجهاً إلي الشركة...
***
في المساء...
وصل لذلك المنزل بعد ساعات طويلة من القيادة ثم ترجل من سيارته وذهب ليقف أمام الباب ؛أخذ نفساً عميقاً وزفره علي مهل ثم رن الجرس ليفتح له إياد الذي طالعه بجمود مشوب ببعض الغض ثم اشار له بعينيه كي يدخل.
دخل وهو يحمحم ثم جلس علي أحدى الكراسي بغرفة المعيشة وقال وهو يبتسم:
-اخبارك ايه؟
جلس ثم قال بغضب:
-أنت هتستعبط!
تنهد ثم قال:
-إياد ،هو أنت مش ملاحظ أي أختلاف في شكلي أو اسلوب كلامي
نظر له بحدة وعيناه قد اظلمتا فازدرد لعابه ثم قال:
-انا عارف أنك مش هتصدقني بس هقولك وأمري لله
تنهد ثم أردف:
-أنا مش مراد...أنا توأمه اسمي ماكس ولما بابا وماما أنفصلوا أنا عشت مع ماما في أمريكا لكن مراد عاش هنا وحالياً أنا مش عارف هو فين بس هجيبه
قهقه إياد ثم قال:
-لا حلوه...خدت الفكره دي من فيلم هندي
قلب عينيه قائلاً:
-كنت متأكد أنك هتعمل كده
أخرج من جيبه قرص مضغوط ثم أردف وهو يعطيه إليه:
-ده في كل الصور والفيديوهات اللي كان مراد بيهدد كاميليا بيها
تابع وهو يخرج بعض الصور الفوتوغرافيه:
-ودي صوري أنا و مراد من لما كنا اطفال لحد قبل جوازك أنت و روما
قلّب في الصور بملامح جامدة ثم رمى بها جانباً ونظر إليه قائلاً:
-كمل
-ماما سابت بابا لأنه كان مريض نفسي ورفض يتعالج رغم انها حاولت معاه كتير وللأسف مراد طلع نسخة منه وماما قبل ماتموت خلتني أوعدها أني هحاول أغيره بس أنا فشلت بكل المقاييس زي ما هي فشلت مع بابا
تنهد ثم تابع:
-روما كانت عارفه أني مراد بيلعب بيها والصور اللي أنت شوفتها دي أنا اللي ركبتها وبعتهالك عشان تحسسه انك عارف بس أنت سكت وبوظتلي خطتي...الوقت اللي روما سحبت فيه نسبتها من الشركة وأختفت كان عشان تحميك لأني مراد هددها أنه هيقتلك لو هي ماسابتكش وراحتله بس لحسن حظها أني في اليوم اللي راحتله فيه وهو حاول يعتدي عليها أنا روحتله وانقذتها منه بعد كده خدتها تقعد معايا لحد ماتهدى
صمت قليلاً فقال إياد:
-يعني مفيش حاجه بين مراد و روما
اومئ له بإجاب ثم قال بتوتر:
-بس في بيني أنا وهي
انقض عليه وامسكه من ياقة قميصه فازدرد لعابه ثم قال:
-الفترة اللي قعدتها معايا بدأنا ننجذب لبعض فيها بس ورحمة أمي ماحصل حاجة بينا غير شوية لمسات بسيطة وبريئة كده
ابتسم بغيظ وهو يشدد من قبضته علي ياقة قميصه ثم قال:
-لا والله
-اه صدقني...وبلاش تعمل كده لأنك اصلاً كنت ناوي تطلقها وأنا وأنت عارفين السبب
ابتعد عنه ثم عاد لمكانه وقال:
-يعني أنت جاي بتطلب أديها مني ولا ظروفك ايه؟
-انا سبت الشركة اسبوع واحد بس ولما رجعت لقيت مراد عمل اللي عمله في كاميليا مع الشركه كلها تقريباً وبعد كده جتلي روما بسبب خناقتكوا...
قاطعه وهو يبتسم بغيظ:
-اللي بسببك
-اياً يكن...أنا عايز مساعدتك عشان أسجن مراد لأنه مش هينفع يبقى برا مع البشر وبعد كده عايزك...
أكمل جملته:
-أطلق روما عشان تعيشوا مع بعض في تبات ونبات
حمحم ثم قال:
-هو أنا ماكنتش هقول كده بالظبط...كنت هقولك شوف هتعمل ايه مع روما لأنها حسا بالذنب
ابتسم بسخرية قائلاً:
-طب كويس أنها بتحس
-هو أنا ماكنتش عايز انفعل بس أنت هتخليني انفعل
أردف بصراخ:
-أنت اتجوزت روما تحدي وأنتوا الاتنين ماتنفعوش لبعض اصلاً وبعدين ما أنت عندك كاميليا اهي وشكلكوا مقضينها
باغته بلكمة جعلته ينزف من فمه ثم امسك به من ياقة قميصه مجدداً وقال وهو يلهث:
-إياك تفكر أني كاميليا حقيرة زي روما
قال بغضب:
-وأنت إياك تقول علي روما حقيرة...هي كانت ضحية باباها ومامتها وأنت كنت ملاذها الوحيد بس بعد كده خدتها غصب وبتملك عشان تحس أنك انتصرت علي مراد
قال من بين أسنانه:
-يعني أنا الشيطان اللي في القصة
-لا مراد الشيطان وأنت اللي متعلق في النص
-وطبعاً هبقى ملاك لما اسيبلك روما
اومئ له بإجاب ثم قال:
-وتمسك مراد كمان
تركه ثم فك ازرار اكمامه وهو يقول:
-تصدق أنك جتلي من السما عشان اطلع فيك اللي جوايا
قفز من مكانه ثم وقف خلف الكرسي قائلاً:
-لا أهدى أنا مش مراد
قال وهو يركض خلفه كي يمسك به:
-تعالا هنا عشان اوريك المتعلق في النص
صعد للطابق الثاني وهو يركض ثم دخل الأول غرفة وقعت عليها عيناه ووصد الباب لكنه التفت لينظر خلفه عندما سمع صوت شهقة.
نظرت له بخوف والدموع تتلألأ في مُقلتيها فقال محاولاً طمأنتها:
-متخافيش
اومئت بنفي ثم قالت وجسدها يرتجف:
-امشي وسبني
كاد أن يتكلم لكن قاطعه صوت طرقات إياد العنيفة علي الباب وصوته وهو يقول:
-أخرج من عندك بدل و رحمة أمي ماهرحمك
ازدرد لعابه وهو ينظر للباب ثم نظر لـ كاميليا قائلاً:
-طب قوليلوه مايقتلنيش وهخرج
هدر إياد بغضب:
-أتنيل أخرج ومش هعملك حاجة
فتح الباب ليشده إياد بعنف إلي الخارج ثم دفعه ليسير أمامه وهو يقول:
-أظن أنك قولت كل حاجة يبقى تسبني أفكر وماشوفش خلقتك لحد ما أتصل بيك
نظر له وهو يعدل ملابسه ويقول:
-ليه المعاملة دي طيب؟
نظر له بغضب فقوس شفتيه ثم قال وهو يسير للخارج:
-مش أنت ليه محسسني أني عملت مُصيبة مثلاً
زفر بضيق ثم ابتسم بسخرية قائلاً:
-مثلاً
-طب يلا باي بقى ولو أحتجت حاجة ابقى قولي
مسح وجهه بيده ثم دفعه بعنف للخارج وصفح باب المنزل خلفه ،صعد لغرفة كاميليا وترق الباب قبل أن يدلف للغرفة فوجدها شاردة.
اقرب منها وجلس أمامها ثم قال:
-أنتِ كويسة؟
استفاقت من شرودها ثم اومئت له بإجاب وهي تضع أحدى خصلات شعرها خلف أذنها ثم قالت:
-هو قالك ايه؟
تنهد ثم أخبرها بكل ما قاله له ماكس وقال في نهاية كلامه:
-بصي هو انا شبه صدقته لأني اسلوبه مختلف خالص عن مراد وكمان خاف مني و مراد مش بيخاف من حد حرفياً
-طب أنت ناوي علي ايه؟
نهض ثم أجابها:
-نعمل فشار عشان نشوف فيلم
غمز في نهاية جملته فصفقت بسعادة ثم نهضت وذهبا سوياً لإعداد بعض الفُشار...
***
قالت بغضب وهي تضع قطعة الثلج علي الجزء المتورم في فكه:
-وأنت ماقدرتش ماتستفزهوش؟
تأوه بألم ثم قال:
-ليه العنف ده؟...هو انا ناقص
جلست علي الكرسي الذي أمامه ثم قالت:
-خلص وجاوبني قبل ما أكمل عليك أنا
تأفف ثم قال:
-هو اللي بيتعصب بسرعة أنا مالي
-طب ووصلتوا لأيه؟
ابعد قطعة الثلج عن فكه ثم امسك بيدها بكلتا يديه قائلاً:
-هو لسه بيحبك
أردف وهو ينظر لسوداويتها اللامعتين:
-روما ،أنتِ لازم تتكلمي معاه بنفسك وتتوصلوا لحل سوا...أنا حاسس بالذنب طول ما أحنا سوا وأنتِ زي
ابتسمت بحزن والدموع تتلألأ في مُقلتيها ثم قالت:
-مش هيتفاهم معايا...ده ممكن يحبسني عشان ما أبعدش عنه زي ما عمل فيا قبل كده
وضع يده علي وجنتها ثم قال:
-قبل كده ماكنش في كاميليا لكن دلوقتي هي موجوده في حياته وخليته يتغير جامد...أنا متأكد أنه هيتفاهم معاكي بس أنتِ اتصلي بيه بكرا
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغرها ثم هزت رأسها لأعلى وأسفل ؛ابعد يده عن وجنتها ثم وضع قطعة الثلج علي فكه مجدداً وهو يقول بنبرة تدعي البكاء:
-خلينا بقى في وشي اللي أتشوه ده
***
ذهب بدر لاصطحاب ليلي من المول التجاري وتفاجئ بوجود سارة معها فحكت له ليلى كل شيء مما جعله يحمحم بإحراج ثم أعتذر منها.
جلس ثلاثتهم بانتظار زين وظلوا يتحدثون ويمزحون إلي أن أتى واصطحب سارة معه بالسيارة بعد أن ودعتهم.
ساروا بصمت إلي أن توقفوا بإشارة مرورية ونظرت سارة إليه لتجده شارداً فحمحمت لتجذب أنتباهه ثم قالت:
-بدر قالي أروح التدريب بكرا عادي
نظر إليها ثم قال:
-جواد كان هيبعتلك المدربة اللي جبهالك قبل كده
ابتسمت باقتضاب قائلة:
-لا مفيش داعي
فُتحت الإشارة المرورية فانطلق بالسيارة وساد الصمت مجدداً فقضمت أحدى أظافرها ثم زفرت بضيق وقالت:
-مالك؟
تنهد ثم قال:
-شويه مشاكل في الشغل
عضت علي شفتها السفلى ثم قالت:
-أنت مش عارف تقول لأبوك وأمك أيه عني ،مش كده؟
ابتسامة صغيرة نمت علي ثغره ثم نظر إليها قائلاً:
-ميفرقوش معايا اصلاً...أنا بس مش عارف ليزا عايزه ايه
أعاد نظره للطريق بينما صكت هي علي أسنانها ونظرت من نافذتها وهي تمتم:
-عايزه الحرق يعني هتكون عايزه ايه
ابتسم ثم قال:
-أنا قولت لـ جواد يكلم بابا وماما عنك
قالت وهي لاتزال تنظر من نافذتها:
-عايزني أعمل أيه يعني
لوي ثغره قائلاً:
-زغرتي
أطلقت (زغروته) مما جعل عينيه تتسع بينما قالت هي:
-حلو كده...اتنيل كمل سواقه وأنت ساكت
رمق الحقيبة البلاستيكية التي بيدها ثم قال:
-طب الشنطه دي فيها حاجه ليا؟
عانقت الحقيبة ثم نظرت إليه قائلة:
-لا...دي حاجات للتوينز بتوع كوكي
ابتسم بخبث ثم نظر إليها قائلاً:
-طب مش عايزه Twins (توأم) زيهم؟
زفرت بضيق ثم أجابته:
-لا عايزاك تسكت
ابتسم ثم تابع الطريق بصمت بينما نمت ابتسامة صغيرة علي ثغرها وهزت رأسها باستنكار ،وبعد عدة دقائق وصلوا للمنزل وترجلوا من السيارة.
دلفا للمنزل ثم قال زين وهو يضع مفاتيحه جانباً:
-خليت حد يجي وأحنا برا عشان يوضبلك الأوضه التانيه
هزت رأسها بتفهم ثم سارت نحو الدرج لتصعد إلي الغرفة لكن اوقفها صوته وهو يقول:
-برضوا مش هتوريني اللي في الكيس ده؟
تأففت بضيق ثم نظرت إليه قائلة:
-ما اكيد ليلى قالتلك
-هي قالت أنك جبتيلي حاجه بس ماقالتش ايه هي
-يبقى اصبر لحد بكرا
نظر لساعة الحائط قائلاً:
-ما احنا قربنا نبقى بكرا
أردف وهو يغمز:
-وبعدي ماكنتش أعرف أنك مهتمه بعيد ميلادي كده
اولته ظهرها كي تخفي ابتسامتها ثم قالت:
-لما الساعة تيجي اتناشر هديك هديتك غير كده لا
صعدت لغرفتها ثم أغلقت الباب واسند ظهرها عليها ،وضعت يدها علي قلبها الذي كان ينبض بقوة وابتسما بينما أخرج هو هاتفه من جيبه واتصل بـ جواد قائلاً:
-هو أنا قولت قبل كده أني بحبك
رفع حاجبيه قائلاً:
-أنت عيان ولا أيه
وضع يده بجيب بنطاله ثم قال وهو ينظر لأعلى:
-أنه الحب يا جوجو
صاح بغضب:
-يعني انا هنا متزفت مع البت الملزقه اللي أنت كنت ماشي معاها وأنت متصل بيا نقولي بحبك
-مين اللي كان السبب في مجية شلة الدمار دي
زفر بضيق ثم قال:
-لو موضوع جواد و روما ما أتحلش قريب أنا ممكن أتشل
-لا بعد الشر يا baby
-لم نفسك بدل ما أجي وأخربها عليكوا
حك مؤخرة رأسه قائلاً:
-خلاص بقى يا بطل...هطلعلها بقى بمأن الساعة بقت اتناشر
أغلق الخط دون أن يودعه فتمتم جواد:
-عيل ما أترباش علي رأي سارة
***
صعد لغرفتها ثم طرق الباب ففتحت له ثم اعطته حقيبة هدايا فابتسم باتساع ودلف للغرفة قائلاً:
-هتقولي فيها أيه ولا افتحها واتفاجئ
قال بضجر:
-يا عم أفتحها وخلصني خليني اتخمد
قوس شفتيه ثم فتحت الحقيبة وأخرج منها منديل قماشي (باندانا) بالون الاحمر وعليها بعض النقوش فعقد حاجبيه ونظر إليها فقالت وهي تعبث بأصابعها:
-بص أنا لقيت عندك كل حاجه ماعدا دي
تنهد ثم هز رأسه يميناً ويساراً ،نظر بالحقيبة مرة أخرى فوجد تمثال لفتى وفتاة يمسكان بقلب ومرتكزان علي قاعدة بها (سوست) لتجعلهما يهتزان مع كل حركة فسبقته قبل أن ينظر إليها وقالت:
-أصلي لقيت العربية بتاعتك مفيهاش أي حاجه
اردفت وهي تخرج شيئاً من جيبها:
-ونسيت أحط دي مع الحاجه
أخذ ما بيدها ليجدها ميدالية لمفاتيح السيارة مصنوعة من المعدن ومحفور عليها (drive safe) (قُد بأمان) فابتسم ونظر إليها لتقول:
-عارفه أني كل ده ولا حاجة بالنسبة للي عندك بس...
قاطعها وهو لايزال يبتسم:
-بس دول أحسن من أي حاجه عندي
ذمت شفتيها ثم ابتسم ونظرت إليه قائلة:
-طب يلا بقى أخرج عشان عايزه أنام
لوى ثغره قائلاً:
-ليه بتفصلي لحظاتي السعيدة علطول
أشارت له بيدها كي يخرج لكنه اقترب منها ثم قال وعلي ثغره ابتسامة عريضة:
-طب مفيش حاجه تاني
اومئت له بنفي ثم عقدت ذراعيها امام صدرها قائلة:
-يلا اتفضل روح علي اوضتك
قبلها علي وجنتها فاتسعت عينيها ونظرت له بحدة لكنه لم يهتم بل قال وهو لايزال محتفظاً بابتسامة:
-تصبحي علي خير يا صرصارة
خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه بينما تداركت هي ما قاله وصرخت:
-صرصارة في عينك
صرخ من خلف الباب:
-وفي قلبي والله
زفرت بضيق ثم رتبت الاغراض التي ابتاعتها اليوم لطفلي كاميليا القادمين...
***
جلسا علي الأريكة لمشاهدة فيلم لكن فجأة قامت هي من حضنه ونظرت لعينيه قائلة:
-عايزه مانجا
رفع أحدى حاجبيه قائلاً:
-دلوقتي
اومئت له بإجاب فقال وهو يعيدها لحضنه:
-اعقلي وبكرا هبقى اجبلك شجرة مانجا
ابتعدت عن حضنه ثم قالت بغضب:
-لا أنت مش بتعرف تشتري مانجا...خلي إياد يجبلي
-ده علي أساس اني إياد في جيبي
-خلاص هكلم بابا يجبلي
-كلميه
نهض من مكانها ثم احضرت هاتفها وعادت مجدداً ،اتصلت بوالدها الذي أجابها بقلق قائلاً:
-بتتصلي متأخر ليه؟...حصل حاجه؟
-لا بس أنا عايزه مانجا و بدر مش بيعرف يجيب مانجا كويسة
تنهد ثم قال:
-حاضر هبعتلك بكرا
-لا دلوقتي
-مفيش حد فاتح دلوقتي كله نايم ويلا روحي نامي زيهم
***
في صباح يوماً جديد
فركت جفنيها وهي تتثاءب ثم نهضت لتجلس مكانها وهي تمط جسدها ،لاحظت شيئاً لامعاً يعانق اصبعها فرمشت بعينيها ثم شهقت عندما شعرت بأنفاسه التي تلفح عنقها بالإضافة لصوته وهو يقول:
-مش مستنى موافقتك عشان عارف انك موافقة
==========
هي تبان حاجه غريبه بس انا بكراش علي زين وبحسد سارة يجماعة😂😂💔
علفكرة انا زي زيكوا متشوقة للاحداث الجاية لاني لسه مخلصتش كتابة🙊
ماتبخلوش برأيكوا ولو حابني اضيف حاجة قولوا♥️
#راقصة_الباليه
#لوسيانا_جون

راقصة الباليةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن