نحن الآن نمر بعالم الذكريات على ظهري هاذين الجوادين الابيضين، فكما تعلم هما جوادان سحريان، ياخذاننا إلى عالم صاف جميل كلونيهما...
عالم الذكريات، لكن ليست اي ذكريات، الذكريات الجميلة، الرائعة، كل ذكرى لطيفة عشتها بحياتك ستُعاد اليوم!
من طفولتك، الذكريات التي مازالت راسخة بعقلك وحتى تلك التي نسيتها، و البعض التي لم تكن موجودا بها، اي اقصد يوم مولدك مثلا...
الكل فرح يومها، والدك،. والدتك، حتى اخوتك الذين هم يفوقونك سنا أن كان لديك فعلا...
الكل فرح يومها، الكل يلتقط الصور!
انظر حيث تشير يدي، أجل يدي التي بساعدها ضمادة طبية، اضن انك الان تتسائل مرة أخرى عن سبب المادة التي بيدي؟
حسنا سأخبرك بالسلب لكن على أن تشاهد جماعة الناس المتحلقين بك و بوالدتك!
حسنا هذه الضمادة يتخفى تحتها جرح عميق بقلبي و سطحي بجسدي!
لتنظر ليدي، ستشك طبعا ان كانت يد فتاة، بالأماكن المزرقة و المسودة بساعدي و بيدي توحي أنني مصارع خرج من الحلبة قبل قليل!
حسنا، لا تهتم بهذه البقع و انظر إلى هذا المكان، المكان المستورد بيدي، هو مكان افتح بكثير من بقية جسدي، هذا المكان هو مكان قد صلخ، أجل صلخ مثلما يصلخ الجزار الخروف أو الجمل أو البقرة لينزع جلدها ليبيع لحمها.
أجل ، كنت اجلس في الحمام و المسك سكينا، هذا شيء لا يصدق أجل...؟
سأخبرك بالحقيقة لكن لا تخبر أحدا، كنت امسك آلة حلاقة والدي،. لقلبها بين يدي لاضعها على مكان خال تماما من الشعر على يدي و امررها متحسسة ملمسها...
لكن بغفلة! شردت و مررتها باتجاه خطأ لتصلخ بشرتي واجد بوتين من بشرتي بين أصابعي و الدماء تنزف كالشلال من المكان...
كان الاحساس مؤلما لكني لم احس به و من ثم انفجرت ضاحكة حتى نزلت الدموع من عيني.
لا تستغرب فهذا طبعي اضحك في المواقف الجادة...
لم أرد أن اريها لأحد و عطيتها بضمادة و لم ارها لأحد، لذا لا تخبر أحدا حسنا؟
هيا الان اضمك شاهدت يوم مولدك بحذافره مثلما أخبرتك عنه والدتك؟
يوم ميلادك الأول كذالك! قد مر مع الشريط، يومها لم تكن تبكي ولم تكن تفهم شيء غير انك مركز الكون يومها و ان الكل مهتم بك، أجل طبعا هذا ما ما يضنه كلنا... الجانب الوردي من الحياة! حسنا، لتبقى معي بالجانب الوردي و لنستمر به فالجانب الأسود لن يعجبك ابدا و سيدمر كل أحلامك....
و الآن هيا بنا نمتطي الجوادين و ندعهما ياخذاننا إلى مكان آخر على حسب ذوقهما هما الاثنان فلا تنسى هما توأمان مترابطان يخضعان إلى امرة سيدتهما و التي تكون انا...
لا تنظر لي هكذا، وجدتهما في البئر المظلم فرعيتهما كمن يرعى رضيعا و اليوم هم بمثابة اصدقاء لي و هم يخضعون إلى كل اوامري جاعلين مني سيدة لهم....
اضن انك تسأل عن اسميهما أليس كذالك؟
حسنا سأخبرك بالاسمين الذين اخترتهما لهما.
جبريل و ميكائيل....
و بما انت تسأل لما اخترت هاذين الاسمين بعد قرائتي لكتاب الإسراء و المعراج تعرفت على مواصفات ملك الوحي جبريل عليه السلام....
رجل حسن المنظر، بهي الطلعة، لا تبدو عليه آثار السفر و إذا اختلا بالرسول الكريم تحيات الله و زكياته عليه كان بهي الطلعة له جاناحان كبيران لا يحصى عددهما، يلبس تاجا من أغلى أنواع الأحجار الكريمة كتب على جبهته لا الاه الا الله، اما ميكائيل فهو ملاك سخره الله للاعتناء بالطبيعة والعواصف و النظام البيئي و ربما أشياء أخرى لا أعرفها هذا حسب ما سمعته من بعض رجال الدين و ربنا انت تتسائل ما علاقة هذا بأسماء الجوادين...
حسنا سأخبرك....
هو سبب بسيط، أن الأسماء متناسقة!...
أعلم أنك تضحك و تنظر لي باشمئزاز لاني أطيل عليك الكلام و الآن هيا جبريل، هيا ميكائيل، جبريل، لتذهبا بنا إلى مكان جميل مثلكما و كما أخبرتك سابقا لتتمسك جيدا و لتفكر فقط بالأشياء الإيجابية في الطريق لأننا سنذهب لمكان إيجابي!
أنت تقرأ
رحلة مع مريض نفسي.... ~~~
Fiksi Remajaقصة قصيرة كتبتها عندما كنت أمر بمرحلة اكتئاب حاد... لتقرأها كاملة و سترى انك ستجد نفسك بين هذه الحكايات و ستخرج من مرحلة الاكتئاب فستخوض رحلة معي.... بعد أن نقع بالبئر المظلم فإن كنت في مرحلة اكتئاب، تفكر بالانتحار، تكره الحياة، تكره الناس، لتذهب مع...