04

29 6 3
                                    

الكحل ساكن عيونك والبياض معبي قلبك..

كم من الوقت يستغرق هذا؟ تنهد عندما قامت الممرضة بتغيير أكياس IV للمرة التاسعة منذ ان وصلنا لجناح الإنعاش. كنت قادرا على تناول الطعام والشراب بمفردي، لكنني متأكد من انهم يضعون مسكنات في وريدي. هذا سبب منطقي لشعوري بأن اطرافي كأنها تطفو عندما استيقظت.

قالت الممرضة "لا تقلق سيد كيم. قال الطبيب أنه يمكنك أن تخرج من المستشفى غدآ"

اؤمات برأسي، لكنني أعلم أن ذلك ليس صحيحآ. قد يتم السماح لي بمغادرة هذا المكان، ولكنني لم أكن متحررا من هذا المكان بهذه السهولة. لا زال يتعين علي العودة لبدء العلاج الطبيعي لساقي فلا أظن أنه بامكاني المشي بعد كل هذا. ناهيك عن جميع الفحوصات التي يجب ان أقوم بها.

غادرت الممرضة بعد فترة وجيزة، وتركتني وحدي مرة اخرى. مع هاتفي الموجود على المنضدة المتارجحة على يساري. كان مشحون بالكامل ولكنني لم أشعر برغبة في إلغاء وضع الطيران. لم ارغي في التعامل مع الرسائل الواردة من والداي او أصدقائي او زملائي او رؤسائي الذين يسألونني عن حالتي. لم اكن بحاجة -او اريد- ان اجيب على أحد.

انا فقط بحاجة الاستيقاظ.

لقد هزت نفسي وانا أقوم بحفظ دوامات البلاط الموجودة تحت أسرة المستشفى. تنهدت، تذكرت الكثير من التفاصيل الصغيرة عن الصبي الذي كنت أعرفه من قبل. كان حبه للسترات الضخمة يتناقض دائما مع بقيتنا. كان يضع كحل اسود ويقوم بارتداء الاسود مثلنا. لكن كنزته الصوفية الكبيرة وضحكته جعلته يبدو أشبه بدب المجموعة.

تذكرت كيف كان يكره إظهار جسده، لكن التباهي بجانبه الرياضي لاخافة الطلاب الآخرين كان الطريقة الوحيدة. بغض النظر عن المرء التي اخبرنا بها أنه مثالي وكيف أنه ليس بحجاة إلى إسعاد اي أحد، ولم يستمع إليه أحد منا. تذكرت أيضا الوقت الذي اكتشفنا فيه أنه لم يكن يأكل والايام التي كان يتدرب بها كثيرآ لدرجة أننا كنا نخشى من أنه سيموت.

لم يسبق لي أن سألته كيف كان يفعل هذا. وأعتقد أنه ليس بامكانني سؤاله الآن.

تذكرت عندما رأيته للمرة الأولى ذلك الصباح، كانت المرة الأولى التي أراه بها منذ أربع سنوات. كان يمتلك شعرا قطنيا ورديا ولم يكن يضع كحلا اسودا. كان يرتدي سترة بيضاء وزرقاء مخططة طويلة الاكمام فوق قميص كان باهت اللون. وأحذية رياضية بيضاء. بدلا من قميص العظلات السوداء وشورتات كرة السلة السوداء، كانت تعابيره ناعما وسعيدا. مثل الملاك الذي وجد طريقه أخيرا بهذا العالم.

لقد تغيرت كثيرا ج...

كان دائما هشا جدا بالنسبة لبقيتنا. كنا قاسين ومتشائمين غاضبين من العالم لأننا كرهناه لذلك كرهنا. لكنه لم يرد سوى رؤية النور به، لكن بيوم من الأيام لم يجده اي من الآخرين مهمآ على الرغم من أنه سمح لهم بضربه.

الجو بارد جدا في هذه الغرفة. لا يوجد دفء من اي شيء. حتى البطانية التي توجد فوق جسدي لا تسمح تدفئة بشرتي. أشعر أن أعضائه تجمدت. كان كل شيء بارد جدا بهذه الغرفة.

الجو بارد جدا، ليس بسبب مكيفات الهواء العلوية. الجو بارد لأن الملاك الذي لا ينتمي إلى هذا العالم الكريه ينام طويلآ.

كأننا في فصل الشتاء، مع أننا الآن في أغسطس. قلبي لا أزال لا يعمل للوقت الذي سوف أقول انا آسف لك. لكن ذلك الوقت لا يمكن ان يكون بعيد جدا لأن وجهك قريب من وجهي.

Spring Dayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن