الفصل الثالث

865 24 3
                                    

فى وسط الحديقه المليئه بالورود .. تقف هى بفستانها الابيض تدور وتدور وهى ضاحكه ومبتسمه ولا تعرف من هناك كانه يراقبها .. نعم يراقبها ولكنها لا ترى منه سوى ظلال .. ظلالا لاحد يرتدى بذله تظهر ببراعه مدى قوته وتسمع دندنه لصوته تدغدغ جفون قلبها النائم وتلتفت مرارا وتكرارا ليتها تراه ولكن لا تستطيع .. اذا من هو من هذا .. الذى يخترق احلامها الورديه يوما وراء يوم ؟؟ وتسمع صوتا يناديها بكل حب ويقول : حياة يا حياة .. كل ده نوم الفجر هيروح عليكى .. استيقظت حياة و هى تحاول جاهدة فتح عيونها البندقيتين عساها ترى من يوقظها من ذلك الحلم الجميل . .... بعد فتره ليست بالطويله نجحت بالاستيقاظ فاذا بها ترى والدها .. ينتظر استيقاظها فقد اصبحت تنام نوما عميقا مؤخرا وهذا يقلق والديها .. نهضت حياة بثقل ، تشعر انها تحمل جبالا على اكتافها فهى لم تكن تريد الاستيقاظ من حلمها هذااا ... نهضت تجيب والدها المنتظر لها يتفحصها بكل تعجب على حالتها تلك وكانها لا تراه فقالت له بصوت ناعس : ها نعم يا بابا .. صحيت اهو خلاص .. صحيت بص استنى بس خمس دقايق كمان وهفوق فله شمعه منوره ..
اجاب عز الدين ضاحكا على كلمات ابنته المتحدثه كمن شربت كؤوس من الخمر : طب فوقى فوقى بقالك خمس دقايق بتحكى ده كله فخلاص وقتك خلص وع الحمام عشان الفجر قرب ..
خرجت حياة بكل ثقل اتجاه الحمام واخذت ملابسها ثم اتجهت لتهرب الى مياه الحمام لعلها تهدأ من تلك النوبه التى تصيب راسها كالفوران عند استيقاظها بصعوبه .. وظلت تفكر بهذا الغريب الذى اخترق حلمها الوردى هذه الليله .. فهى باتت تريد النوم اكثر لتعرفه
.                                                                           .... &&&&&&&&....

جميله : عز الدين مالك يا حاج .. ؟ بتضحك على ايه ؟؟
عز الدين: هههههههههه بضحك على حياة ههه قايمه من النوم كانها زومبى متنقل لا ترى ولا تسمع هههه ولو شوفتيها وهى بتصحى تقولى شاربه حاجه ههههههه البنت دى بقت فظيعه اليومين دول ونومها تقيل ..
جميله: اممم معلش معلش ممكن يكون من لفها ع الشغل الفتره اللى فاتت بس ..
عز الدين : ممكن بردو والله عندك حق .. المهم ادخلى انت حضرى نفسك للصلاه وانا هاطلع اللبن عشان اخليها تشرب كوبايه كبيره كده هى محتاجه كوباية لبن محترمه ..
جميله :عندك حق طب سيب اللبن ده عليا وانا هاعمله ..
عز الدين : لا روحى انت وانا هاعمله ..
خرجت حياه من غرفتها على صوتهما بامر كوب الحليب فسالتهم باهتمام : انتو بتتعازموا ع ايه مش فاهمه ايه هو اللى روحى انت يا جميله انا هاعمله ، لا روح انت يا حاج انا هاعمله .. ها هتعملوا ايه انتو الاتنين ..
نظرا الاثنين اليها من رأسها لاخمص قدميها وانفجرا ضاحكين اثر رؤيتها بهذا الشكل ... فكانت ترتدى اسدال الصلاه بشكل عكسى وشعرها غير مرتب فلم تسرحه بعد الحمام بل اكتفت برفعه هكذا ليصبح تصفيفه ( الكريلى )..
نظرت حياة لهما نظرة سؤال.. وقالت : انتو بتضحكوا ع ايه .. ما تضحكونى معاكوا يا حلوين 🙃
اجابها عز الدين ضاحكا: ولا حاجه اتحركى بس خطوتين لورا معايا كده ناحية المرايا يا حياة يا بنتى
تحركت حياة وهى تنظر له بريبه لماذا المرآة ؟؟
والتفتت لتنظر لنفسها فاذا بها تصدر صرخة رعب .. الآن فهمت لماذا كانا ينظران اليها بضحك هستيرى .. فانضمت لهما تضحك حتى صدح صوت المؤذن يقول .. الله اكبر .. الله اكبر .. فسكتوا عن الحديث واردف عز مرددا الاذان وقال : يالا ع الصلاه يالا فطسينى ضحك بمنظرك ده .. 😅😅 ... ذهبت حياة الى غرفتها بعد ان شاهدت هذا الفيلم المرعب بالمرأه وضحكت ايضا .. صلت فرضها واكملت نومها فى ثبات .....
&&&&&&&&&&&&&
بحجرته يأخذها هذا العاصم ذهابا وايابا لا ينفك يفكر بهذا الشخص الذى حضر الاجتماع والذى شك به وكان الشك بمحله فقد كان جاسوسا لجورج البرت وعمل معه لسنوات طوال .. ظل يفكر متذكرا ما قرأه عن هذا الخبيث الذى يدعى (كارل) حيث كان يعمل احد مستشارى الماليه لجورج بشركاته بفرنسا وكيف اصبح مديرا لحسابات شركات الوفد الاسبانيه العاقده لتلك المناقصه التى سيدخلاها كلاهما عاصم وجورج .. جلس عاصم على كرسيه الهزاز و طلب من الخدم اعداد كوبا من القهوه بعدما انتهى من صلاة الفجر ولا يعرف اى طريق عليه ان يسير فيه... كان قد احضر هذا الملف لمنزله حتى يدرسه باتقان .. وبالخارج رأى والده يحيى انوار الحجره مضيئه فايقن ان عاصم لا زال مستيقظاا .. دخل اليه غرفة مكتبه .. واردف قائلا : ها يا عاصم اخبارك ايه .. انت جيت متاخر وانا كنت اخدت الدوا و هههه نمت خلاص بقى مبقتش زى الاول ...
عاصم : متقولش كده يا بابا ربنا يقويك ويديك الصحه والعافيه؛ اطمن يا حاج انا كويس والحمدلله .. بس مشغول بالصفقه والسفر ولسه الوفد هنا ف مصر مش سافر ..
يحيى : طب ومالك منمتش ليه اما كله كويس كده ؟؟ يكونش اللى مصحيك حاجه غير الشغل وهتفرحنى مثلا
.. هههههه هااا
عاصم ضاحكا : هههههه حاجة ايه حاج .. لا لا مفيش اللى ف دماغك ده ؛ اطمن .. انا بس صليت وقلت اقرأ شوية ف ملفات الشركه اللى جت والقعده مع أحمد صاحبى اخدتنى ومكنتش قرأتهم ..
يحيى: ييييى يعنى مفيش واحده ناويه توقعك وتخطفك ايه يا اخى ده بقيت بحس انك فعلا طوفان .. هاه يالا هاروح انام وسلملى ع احمد صاحبك ..
عاصم : ماشى يا بابا تصبح ع خير ؛ وهسلملك ع احمد حاضر..
ذهب يحيى الى غرفته تاركا هذا الطوفان جالسا يضحك على تصرفات ابيه التى يراها طفوليه ولا يعلم ان القدر كان جالسا يستمع الى امنيات هذا العجوز ..
نهض عاصم تاركا غرفة مكتبه لينام فغدا.. لديه امورا كثيره لتحدث كجزء من برنامج الشركه مع الوفد.. ذهبت الى غرفته حيث يسكن الى السرير مناجيا ربه ان يرشده صوب الاتجاه الصحيح وان يعينه على ما هو قادم اليه ولا يعرفه سواه ..
&&&&&&&&&&&&
اتى الصباح سريعا لتحلق طيور الدنيا فوق منازل و ضواحى المعز مغردة بأغانى اليوم الجديد ليستيقظ من له من الاعمال نصيب ومن له من الدراسه نصيب وكل يرزق من الله وعليه يتوكلون ...
استيقظت حياة وخرجت تلقى تحية الصباح على والديها فاجابها مبتسمين ضاحكين وقد تذكر كل منهم ما حدث فى فجر اليوم .. فانفجر تلاثتهم ضحكا و ذهبت حياة لتغسل وجهها الابيض ذو الملمس والشكل الطفولى فمن يراها حقا يكاد يجزم ان عمرها ليس الا 15 عاما اى لازالت طفله وليست راشده بعمر 22 .. وعادت لتعد تلك الفراشه الفطور مع والدتها وكلاهما يراقب تلك التى خرجا بها من الدنيا كثمرة من حبهما الطاهر .... حضرت حياة الفطور وجلس ثلاثتهم على الطاوله وتحدث عز قائلا : هتروحى النهارده تجيبى لبسك الجديد يا وردة حياتى ..
اجابته حياة وهى تشرب كوب الحليب : اه ان شاء الله يا حجوج حياتى هههههه تحب اجبلك قميص جديد هديه بقى ..
عز الدين : لا يا حبيبتى اشترى كل اللى نفسك فيه هههههه اما تقبضى مرتبك ابقى هاتى هديتى ..
جميله: ايه حوار الهدايا دى وانا ماليش نصيب طب انت وبنتك واخدين جنب طب انا فين طب ...
ضحكت حياة و عز الدين وقالا معا: انت الخير والبركه يا ست الكل هديتك غاليه ومتتقدرش 💙
ابتسمت جميله ودعت لهما بطول العمر والسعاده ...
انتهوا من الطعام و اخذ عز الدين ما يحتاجه وذهب للعمل .. و كلا من حياة ووالدتها نظفا المنزل...
                                                                           &&&&&&&&&&&&&
استيقظ عاصم ليستعد لمقابلة الوفد الاسبانى والذى قد طلب منه جوله باحياء مصر العبقه ومنها احياء المعز .. ارتدى عاصم بذلته ذات اللون الاسمر وصفف شعره ليبرز شخصيته و وضع عطره الخاص .. هبط السلم والقى التحيه على والده .. واجابه يحيى قائلا : صباح الفل ايه صاحى بدرى مع انك نايم متاخر هتروح تقابل الوفد ولا ايه ؟؟
اومأ عاصم راسه بالايجاب وهو يرتشف من القهوه الفرنسي الخاص به و قال بعدها : ان شاء الله عامل برنامج صغير كده بما انهم طلبوا انى اخدهم ف رحله ف شوارع المعز ... اشمعنا المعز مش عارف انا .. ما علينا .. هاقوم انا بقى يا حاج ..
اجابه والده مبتسما : حلو المعز وماله .. ربنا يوفقك يا ابنى .. وتحدث سرا بدعاء كانت ابواب السماء قد فتحت له .. قائلا : ربنا يعطرك يا ابنى ف اللى تخليك بحر هادى مش طوفان .. وابتسم على هذا الابن الذى يمثل صخره تتحرك برغم طيبته التى تخفى داخله ....
                                                                             &&&&&&&&&&&&&

طوفان الحياهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن