"نعم ؟" أجابته وتخصرت هي أيضًا وهي لا ترى منه شيئًا غير رداءه الأسود (بسبب الشيله).
"من أنتي بنتٍ له ؟" سألها يحاول غض بصره عنها.
" شقران" أجابته وهي تصغر عينيها تحاول التعرف على وجهه من وراء الشيلة.
إلتفت للوراء وهو يتمتم بإسم أبيها...
إلتفت لها مصدومًا "أتيتي كل هذا الطريق من جبل واجاي ؟".
تنهدت بملل " هممم سمعت أن العشب هنا يجعل الحلال يدر الحليب كشلال واجاي ".
"من قال هذا؟ " سألها وهو يحاول تغطية ناقته البعيدة ذات الاثداء الكبيرة بظهره.
"لا أعلم .. المهم لن تمانع صحيح؟".
"عن ماذا ؟؟"
"أن ترعى أغنامي هُنا"
إنتظرته قليلًا..
"أنا آمرك ما آشاورك" قالتها بنبرة هادئة ثم أسرعت بخطواتها حينما رأت أن أغنامها إبتعدت كثيرًا.أول فتاة تتحدث مع الشيخ بدون خوف وأول مرة أرى الشيخ يتحدث هكذا مع أنثى ..
"يا للهول ماذا جرى ... ياللهول ماذا أرى"
همس وهو ينظر للفتاة وللشيخ..تأمل جونغكوك طيفها قليلاّ ، ثم تراجع بسرعه غاضبًا من نفسه " كيف يا جونغكوك تسمح لحرمه تستولي عليك كذا ؟؟" همس لنفسه بغضب.
نظر الصبي الجالس بجانب الناقة وهو يهز رأسه..
عاد جونغكوك لخيمته وجلس بقوة غاضبًا ..
لولا الله لكانت الخيمة الآن كفنًا له.جونغكوك ولأول مره يحظى بمحادثة كاملة مع الجنس الآخر ، هو حائر بين أن يجعل ناقته تطحنه حيًا أو أن يركض للفتاة ويتشاجر معها ويطردها إن إستطاع...
بعد فترة من الوقت..
"طحت على راسي ومحد سمّا علي" قالها جونغكوك وهو يسند رأسه بيده على المسند ، في خيمته ، بمنتصف الليل والنار تتراقص أمامه.
فمنذ أن قصفته ونسفته وذهبت ، كأن روحه رحلت معها ، هو يفكر بها طول الوقت ، هو حتى لم يقبل ناقته قبل نومها..
آه .. ماذا فعلتي يابنت شقران ..
بعد الوقت الطويل من التفكير .. وقع رأسه على يديه نائمًا ..
" آه رقبتي رقبتي رقبتي" تمدد بعد إستيقاظه وهو يتألم من نومته المريعة.
وقف ثم خرج من الخيمة يتأمل أرضه
"هذه الارض التي تركتها لي يا أبي ؟" همس مبتسمًا"ماتسوى ريال " إختفت إبتسامته ثم جلس على التراب .. يتنهد و يعبث به بيده وهو يتخيل حياته لو كان يعيش في مدينة.
جونغكوك حرفيًا يكره كل شخص هنا ، لم يرد أبدًا العيش هكذا..
لكن وصية والده قبل موته بإن يكون الشيخ الجديد بعده .. لم يعطِه أي خيار."ياشيخ .. نفذنا من التبن" أتبى ليخبره.
"إخبر المزارع ليحضر الكثير منه" قال له وهو يعدل حزامه.
"أبشر".
ساعه ...
ساعتان...."لم إستغرق الكثير من الوقت ؟" همس لنفسه وهو ينظر للأفق قبل أن يأتي الصبي.
"ياشيخ .. صارت مشكله" بوجهه القلق أخبره.
وقف جونغكوك وإتجه للضجة التي تصدر من منتصف القرية قبل أن تقع عيناه على المزارع الذي يصرخ بوجه بنت شقران..
إقترب قليلًا ليسمع مايصرخان به.
"كيف تجرأ على سحب التبن من أفواه أغنامي!" صرخت الفتاة بوجه المزارع.
تنهد المزارع بتعب فهي تصرخ لساعة كاملة دون تعب
"أخبرتك ياحرمة أن التبن للشيخ جونغكوك .. هذه مزرعته الخاصة " إرتفع صوته في نهاية الجملة."الشيخ جونغكوك .. الشيخ جونغكوك مالذ-" بصوت ساخر قالت.
"مالذي يحدث هنا ؟" قاطعهم صوت جونغكوك الجهوري.
إرتعد المزارع " هذه الفتاة كانت ترعى أغنامها في مزرعتك".
"وبعدين؟" سأله.
"طردتها" أكمل المزارع.
نظر جونغكوك لبنت شقران ينتظر ردها.
"سأرجع الى جبل واجاي ولا يمكنني أن أقف في منتصف الطريق فلا يوجد مكان للرعي الا هنا" قالت ورأسها للاسفل .. للتو إستشعرت مقدار وقاحتها.
"إرعي في مزرعة ناقتي" أمرها بهدوء والتفت ليمشي بإتجاه خيمته.
إنصرف المزارع وهو يتمتم بمختلف أنواع الشتائم واللعنات...
شهق الصّبي وهو ينظر لظهر الشيخ "هل قال أـ أرعي في مزرعة ناقتـــي !!"
نظرت له بنت شقران بذعر تحاول أن تخفيه "وماذا في ذلك ؟"
"أوه لا شي ، همم تعرفين أين مزرعته صحيح ؟"
أكمل بصوت منخفض
"بما أنك إقتحمتيها مؤخرًا""لم يكن عليك ذكر لك " ركضت بكل ما أعطيت ماقوة وكأنها تحاول الهروب من المجرة بإكلمها...
تسببت بذلك لنفسك يابنت شقران ، أليس ذلك ؟
أنت تقرأ
بانقتان البدوات
Hayran Kurguالساعة السادسة صباحًا في قرية أرميان التي تقع قرب جنوب مدينة داينامايت .. شيخ القبيلة الرجل المغوار خاطِف قلوب العذارى صاحب ال٢١ عامًا .. جونغكوك ، يجلس بكل رجولية في خامته الواسعة ، وحيدًا يتأمل ناقته الفاتنة ، الوحيدة التي هزت قلبه وسرقتهُ منه ، آ...